قصة أجمل شعور بالحياة قصة حب جميلة جداً
قصة أجمل شعور بالحياة قصة حب جميلة جداً
بيوم من الأيام اتصلت عليه زوجته تطلب منه أن يرتب غرفة الجلوس لأنها خرجت من المنزل لتقضي بعض الاحتياجات، كان اليوم يوم الجمعة يوم إجازته الوحيد، وكان يشعر ببرد خفيف فكان في نوم عميق، حسنا.. حسنا ولكنه أكمل نومه.
عادت زوجته للمنزل برفقة صديقتها وزوجها والذي كان صديقا للزوج من الأساس، وأول ما فتح زوجها الباب لاحظ علامات الضيق والانزعاج على وجه زوجته أول ما رأت المنزل مثلما تركته!
حاولت أن تحسن من وضعها أمام الضيوف فقالت: “اعذرني لم أرتب المنزل قبل نزولي لقد اضطررت لذلك لأقضي بعض الضروريات على نومك لأتمكن من الاعتناء بك”.
دخلت المطبخ لتجهز شيئا للضيوف، استأذنت منهما ودخلت لاعتذر، ولكنها أول ما سمعت خطواتي غسلت وجهها، كنت موقنا بأنها تبكي، حاولت أن أطيب خاطرها قائلا: “تعلمين عمل الأطباء وما نعانيه كل يوم، سامحيني”.
فأخبرتني بأنه لم يحدث شيء، ولكن في عينيها نظرة الخذلان والحسرة لقد أحرجتها أمام صديقتها وهي بعادتها لا تترك منزلنا هكذا، يضرب بها المثل في كل شيء وأول طلب منها خذلتها فيه!
رحل الضيوف نظفت المنزل وطهت الطعام وغسلت الثياب ولكنها كانت صامتة، وأول ما انتهت دخلت لتنام؛ دخلت غرفة الأطفال لأجد علبة مغلفة ففتحتها لأجدها نفس الساعة التي أرغب في شرائها من فترة، شعرت بالحزن الشديد على الرغم من أني مقصر على الدوام بحقها إلا إنها تفكر في سعادتي وإرضائي ولو على حساب نفسها.
وباليوم التالي ذهبت للعمل ولم أوقظها لكيلا أتعبها زيادة، وبينما كنت مارا شاهدت رجلا يبيع بلح الشام، فاقترب منه لآكل بعضا منها، والغريب أنه لاحظ علي علامات الحزن وطلب مني الجلوس بجانبه ريثما ينتهي من إعداد أفضل طبق بلح شام لأجلي!
وجدته يخبرني قائلا: “لا تخطأ خطئي يا بني”!
تعجبت من حديثه والأغرب أنني شعرت براحة نفسية وهو يتحدث إليه، فاقترب مني وربت على ظهري قائلا: “أتعلم لقد كانت زوجتي تعاني معي كثيرا، واليوم الذي حاولت أن أهتم بها ماتت فيه؛ أتمنى أن تعود ولو ليوم واحد”.
كان يتحدث إلي وكأنه يقرأ ما بداخلي وما أشعر به، فأكمل قائلا: “إن النساء قلوبهن تتغذى على الذكريات، لو أنك بنيت بداخلها ذكرى جميلة لافتدتك بروحها، أما لو خذلتها بموقف فلن يمر على قلبها بالسهل حتى وإن رأيت منها تسامحا، إنهن من السهل إرضائهن فكلمة ترضيهن؛ يا بني لا تدع اعتيادك على النعمة يفقدك قيمتها وعظمة وجودها، اعلم قيمة المرأة جيدا بحياتك سواء كانت أمك أو أختك أو زوجتك أو حتى ابنتك؛ كل واحدة منهن ستكون البطل بعينيها إن علمت أسرارها”.
كانت لكلماته أثرا بالغا بنفسي، ففعليا إنني مقصر على الدوام بحق زوجتي أما عن أمي فقد فارقت الحياة ولم أرزق بإخوة بنات أو حتى أولاد، ولم أرزق بعد بأبناء لكوني حديث عهد بالزواج، زوجتي هي كل من لي بالحياة، عقد النية أن أفهمها وأن أتبع نصح الرجل طيب القلب الحكيم.
انقضى يوم عملي، وكنت بين الحين والآخر أتصل لأطمئن على زوجتي، وفي نهاية اليوم عدت المنزل حاملا بيدي علبة مليئة بحلوى المشبك (الحلوى التي تعشقها زوجتي، لديها استعداد تأكلها ليل نهار)، وجدت فرحة وسعادة بعينيها أنسياني طول اليوم وتعبه.
عهدت كل يوم لشراء شيء لأجلها تحبه، أما عن يوم إجازتي فلم أعد أقضيه في النوم مثلما كنت أفعل، ولكني كنت أخرج بزوجتي.
في البداية كنت أرغب في إسعادها وإرضائها ولو باليسير، ولكني اكتشف أنني من أكنت أسعد بصحبتها وبنظرة السعادة التي بعينها في كل محاولة مني لإسعادها وإرضائها.
وبيوم من الأيام ذهبنا للخارج وطلبت منها أن نشتري لها ملابس الشتاء، وبالفعل اشترينا ملابس لها وبعض احتياجاتها الخاصة وبعضا من احتياجات المنزل، لقد أنفقنا مرتب الشهر بأكمله لدرجة أنه لم يتبقى بحوزتي سوى عشرون جنيها مع العلم أنها أجرة طريقنا للمنزل.
وجدت زوجتي تبكي لأنني أنفقت راتبي عليها، أمسكتها من يدي وذهبت بها ناحية حلواني، فسألتني بتعجب: “ولكنك لا تملك سوى عشرون جنيها؟”
فأجبتها قائلا: “وإن يكن، سنشترى بها مشبكا ونعود للمنزل سيرا على الأقدام”.
كانت من أجمل الليالي على قلبي، ما إن عدنا للمنزل زوجتي لم تترك يدي ولا ثانية واحدة، قضت الليل بأكمله سهرانة تنظر إلي وأنا نائم.
وحينما استيقظت في الصباح لعملي وجدتها وقد جهزت أشهى وألذ الأطعمة لأتناول طعام الإفطار؛ فعلا المرأة بحر عميق إن أحبتك ستنال كل دررها.