قصة أحببتك اكثر من روحي قصة حب سودانية – قصص حب
مرحبا بكم في مكتبة القصص , نقدم لكم اليوم قصة حب تحت عنوان ” قصة أحببتك اكثر من روحي قصة حب سودانية
قصة حب جميلة جدا ستعجبك حقأً
في السودان حيث يعيش الناس متحابين ومتعاونين ويسألون عن بعضهم البعض ويتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم ويتزوجون أيضآ من بعضهم البعض واليوم احكى لكم قصة أحببتك اكثر من روحي
تقدم سليمان لسميحة التي إختارتها له أمه وكانت هادئة ورقيقة توفى والداها ولها اخت متزوجة وأخ متزوج ولها أقارب يسألون عنهم دائما.
وافقت سميحة على الزواج من سليمان ذلك الرجل الذي لا يسمعون عنه سوى كل خير والذي يتسم بالرجولة والكرم والسماحة والأخلاق العالية التي يشهد له بها الجميع.
وتم الزفاف على خير في يوم جميل حضره الأهل والاقارب والأصدقاء في جو عائلي ساحر ومريح .
وسافر سليمان وسميحة لقضاء بعض الأيام من شهر العسل في الإسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط.
وقضوا هذه الأيام في سعادة كبيرة يذهبون إلى الشاطئ ويتمتعون بالمياه الساحرة وبعد ذلك يرجعوا إلى الفندق لتناول الغداء والراحة وفي الليل يذهبون في جولات سياحية هنا وهناك.
وبعد إنقضاء شهر العسل ورجوعهم إلى بلدهم بدأت حياتهم الطبيعية فرجعوا إلى العمل والحياه مع بعضهم.
ومع مرور الأيام والشهور شعر سليمان بالسعادة لإختيار سميحة زوجة له فقد شعر معها بالحب والحنان والأمان وأشياء أخرى كثيرة لم يكن يتمنى أكثر منها في زوجته التى كان سيتزوجها بل كانت سميحة أكثر من ذلك بكثير لذلك كل يوم كان يزداد حبه لها وتمسكه بها أكثر وأكثر.
ولكن كان هناك شيئآ واحدآ تمنته سميحة ولم تجده وهو الأطفال فعندما طال الوقت ولم يكن هناك أى بوادر للحمل ذهبت سميحة للطبيب وقامت بعمل تحاليل وأشعات وفحوصات كثيرة عرفت بعدها من الطبيب أنها لن تستطيع الٱنجاب .
حزنت سميحة جدآ لهذا الخبر فقد كانت تتمنى أن تكون أمآ لأولادها من زوجها وحبيبها سليمان الذي أحبته جداً وكانت تشكر ربنا على أنه من نصيبها.
لكن سليمان قال لها أن الله هو الذي يعطي ويمنع وكل شئ بأمره فلابد أن نسلم أمرنا لله ونعيش دون أن نتعب أنفسنا دومآ بهذا الشكل فطالما انا وانتي مع بعضنا فهذا أهم ما يكون.
وعاشوا مع بعضهم حياه يسودها الحب والمودة والرحمة إلا أنه لم يقف الأمر عند هذا الحد فقط ولكن في يوم من الأيام شعرت سميحة بالتعب والغثيان وكان جسمها كله يؤلمها وأتصلت بسليمان وجاءوأخذها إلى المستشفى وقرر الطبيب الذي شك في شئ ما أنه يجب عمل مجموعة من التحاليل والاشعات والفحوصات لكي يتأكد مما يشك به.
وعندما إنتهوا من عمل كل الفحوصات التى طلبها الطبيب كانت المفاجأة التى لم تكن في الحسبان فلقد وجدوا أن سميحة عندها مرض عضال في العظام نادر جدا ولا يصيب إلا واحد في المليون من البشر.
نزلت هذه الصدمة على سليمان كالفاجعة ولم يعرف ماذا يفعل حتى أنه قال الطبيب أنه مستعد أن يبيع كل ما يملك وتسافر للخارج لتلقي العلاج ولكن الطبيب قال له أن ذلك لن يجيد نفعآ لأن المرض ليس له علاج أصلاً في اى مكان بالعالم وان أصحاب هذا المرض نهايتهم الوفاة.
قرر سليمان أنه لن يترك سميحة لحظة واحدة وسوف يظل بجانبها ويساعدها إلى أخر نفس وقد جاء بممرضة من المستشفي لمساعدته في رعايتها بعد أن اقترض واستدان وباع بعضآ من أجهزة المنزل ليستطيع أن يوفر لها أجهزة وأشياء تساعدها على الاحتمال وهى فى المنزل.
ودامت سميحة على هذا الحال شهور وأيام وكل يوم يزيد الألم أكثر وأكثر .
سليمان ذلك الشاب الخلوق الرائع الذي يشهد له كل المحيطين به بالطيبة والأخلاق الراقية , والتعامل الحسن مع كل الناس. كان سليمان يفكر في الارتباط ويبحث عن زوجة من أصل طيب وكعادة السودانيين أخبر والدته بالموضوع وهى التي ستبحث له عن العروس.
بحثت والدة سليمان عن العروس المناسبة له في العائلة ووقع أختيارها على سميحة هذه الفتاة الطيبة التي تتمتع بالاخلاق والهدوء والأصل الطيب . ذهب سليمان مع والدته لطلب سميحة للزواج فقد كان والده متوفي منذ سنوات. كان البيت عند سميحة مستعد لإستقبال الضيوف وكان أخواتها معها لأن والديها توفاهم الله. جلست سميحة واخواتها مع سليمان ووالدته يتكلمون ويتحاكون في أشياء كثيرة وقد إتفقوا على كل شئ وعلى أن يكون الزواج قريباً بعد تجهيزهم للشقة التي كان يملكها سليمان.
أخذ سليمان في إعداد شقة الزوجية وعمل كل ما يلزمها من ديكور ونقاشة وبعد ذلك بدأ إختيار الأثاث الذي يتناسب مع مساحة الشقة. وبعد شهور تم الزفاف وكانت ليلة هادئة وجميلة حضرها الأقارب والأصدقاء المقربين للعروسين وكانت الفرحة تعم المكان حتى إنتهت حفلة الزفاف وذهب العروسان إلى بيتهما وحياتهما الجديدة. بدأ سليمان وسميحة حياتهم وهم متفاهمين إلى حد كبير فقد كانت طبائعهم متوافقة وحياتهم هادئة ومع الوقت بدأ الحب يسكن قلوبهم تجاه بعضهم لأنهم كانوا يحاولون إسعاد بعضهم بأبسط الأشياء ويحاولون أن يبعدوا عنهم المشاكل وأى شئ يعكر صفو حياتهم .
ثم فكروا أن يقضوا بعض الأيام في الإسكندرية لتغيير الجو والاستمتاع بالبحر وفعلاً أخذوا بعض متعلقاتهم وسافروا إلى الإسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط. كان الجو فيها رائعآ والسماء صافية والبحر هادئ . كانوا يقضون يومهم على الشاطئ ثم يعودوا للفندق ويأخذون الغداء ويرتاحون بعض الوقت وفي الليل يذهبون للتمشية وشراء ما يحتاجون ومشاهدة المحلات. مرت الأيام الخمسة التى أمضوها في الإسكندرية بسرعة وعادوا إلى مدينتهم سالمين. ورجعت الحياة لمجراها الطبيعي فعادوا إلى عملهم وممارسة الحياه العادية فكانت سميحة ترجع من عملها قبل سليمان فتبدا في إعداد الطعام الذي يحبه فهى دائماً تفعل ما يحبه وتنتظر حتى يأتي ليأكلا سويآ ومهما تأخر تنتظره حتى أنه في مرة قال لها سليمان: حبيبتي ياريت متستنيش كل الوقت ده من غير أكل لانى أحياناً بتأخر جدآ في الشغل ياريت تأكلي وانا لما ارجع اكيد هاكل. نظرت إليه سميحة بحب
وقالت: وكيف أستطيع ذلك فأنا لا أطمئن أو أشعر بالراحة إلا في وجودك ولا أقدر أشعر بطعم الأكل غير وانت معايا. وهكذا عاش الزوجان في حب وسعادة وراحة وإطمئنان وتفاهم ولا ينقصهم سوى شئ واحد هو الأولاد فقد مرت شهور ولا يوجد أى خبر عن أعراض حمل تشعر بها سميحة حتى أن سميحة شعرت بالقلق وخافت ان يكون هناك سبب لذلك وليست سميحة فقط ولكن المحيطين بهم من الأهل والأصدقاء أيضا بدأوا يتساءلون عن السبب. وفي يوم ذهب سليمان وسميحة لزيارة والدة سليمان وقد أحضرت لها سميحة الكيك والبسكويت اللذان تصنعهم سميحة بيدها فقد كانت تصنع كل شئ بيدها ولا تشتري الجاهز لأن ما تصنعه بيدها كان ألذ وأجمل . سليمان: عاملة ايه يا ماما يا حبيبتي الأم: الحمد لله يا ابني بخير انت كويس؟ سليمان : الحمد لله كويس اوي سميحة: ازيك يا ماما وحشتيني
الأم: أزيك يا بنتي أخبارك ايه سميحة: الحمد لله كويسة أنا عملتلك الكيك والبسكويت دوول بإيدي يارب يعجبوكي الأم: شكرآ يا حبيبتي تسلم ايديكي هقوم أعمل لكم الشاي
سميحة: لأ خليكي مرتاحة انا هعمل الشاي ودخلت سميحة المطبخ لتصنع الشاي وأخذت والدة سليمان تتكلم معه عن حياته وكيف تعامله سميحة .
سليمان: سميحة دي أجمل إنسانة وأطيب إنسانة على الرغم من أن جوازنا مش عن حب لكن فعلأ انا حبيتها جدآ جدآ وهى كمان بتحبني جدآ وبتعمل اى حاجة علشان تسعدني أحضرت سميحة الشاي والبسكويت ووضعتهم على المنضدة ثم قدمت الشاي لوالدة سليمان ثم لسليمان.
والدة سليمان: تسلم ايديكي يا سميحة البسكوت جميل ولذيذ سميحة: بالهنا يا ماما الحمد لله أنه عجبك والدة سليمان: يارب أفرح بقا بولادكم نفسي اشوف عيالكم قبل ما اموت سليمان : بعد الشر عليكي يا أمي بلاش تقولي كده.
وشعرت سميحة بالأرتباك والقلق من كلام ونظرات والدة سليمان لكنها حاولت أن تتفاداها وتغير الموضوع. وبعد وقت طويل قاما سليمان وسميحة وأنصرفا من عند والدته ورجعا إلى منزلهم.
مرت شهور والحال كما هو وقلق سميحة يزيد وكلام المحيطين يزيد حتى جاء اليوم الذي قالت فيه سميحة لسليمان: بص يا سليمان أنا حجزت عند دكتور وليد علشان اكشف وأشوف موضوع الحمل وبكره هاخد منال أختي وأروح. سليمان: متقلقيش يا حبيبتي ان شاء الله خير.
وفي اليوم التالي ذهبت سميحة وأختها الى الدكتور وليد وقد قام بالكشف عليها وطلب منها عدة تحاليل. قامت سميحة بعمل التحاليل التي طلبها دكتور وليد وذهبت إليه ليراها ويطمئنها. سميحة: ايه يا دكتور طمني ارجوك الدكتور: والله يا مدام سميحة اللي انا شايفه ميطمنش خالص.
سميحة: ليه يا دكتور فيه ايه الدكتور: كل الكشوفات والتحاليل بتقول أن حضرتك لا يمكن أن تنجبي أطفال أبدآ وقع الكلام على رأس سميحة مثل الحجر وشعرت أن الدنيا تلف بها وتمرمرها حتى أنها لا تعرف كيف وصلت إلى المنزل.
وعندما شاهدها سليمان قال: فيه ايه اللي حصل مالك مالك أخذت سميحة تبكي وتبكي وتصرخ وضربت بيدها الزهرية فوقعت على الأرض وانكسرت وقالت : انا مش ممكن أجيب أطفال أبدآ أنا عقيم عقيم. سكت سليمان قليلآ ثم قال: كل شئ بأمر الله ومش مهم اى حاجة غير وجودك في حياتي.
أخذ سليمان يهدئها ويقول لها أنه يحبها ويقدرها ولا يستطيع الإستغناء عنها لحظة واحدة فهى روحة وعقلة.
هدأت سميحة وسلمت أمرها لله وماذا بيدها أن تفعل وهى التى أرادت أن يكون لها أولاد من سليمان الذي عشقته بكل ما فيها ولم تكن تتخيل أن يكون مصيرها أن تبعد عن الأمومة التى تتمناها كل إمرأة على وجه الأرض.
مرت الأيام والشهور والليالي الطويلة ومازال الحزن يخيم على سميحة وفي يوم جاءت والدة سليمان لزيارتهم.
سميحة:
ماما ازيك عاملة ايه اتفضلي
الأم:
ازيك يا سميحة يا بنتي وازي سليمان يارب تكونوا بخير
سميحة:
الحمد لله يا أمي احنا كويسين
الأم: فين سليمان؟
سميحة: لسة مجاش من الشغل بس قرب هو كلمني وقال إنه خلاص في الطريق.
الأم: يوصل بالسلامة ان شاء الله
وذهبت سميحة واحضرت كوب من العصير وقدمته لحماتها.
وأخذوا يتكلمون فى أحوالهم وأحوال الدنيا ثم قالت أم سليمان:
يا سميحة يا بنتي انتم ليه ساكتين على موضوع الأولاد لحد دلوقت بقالكم كتير ولسة مفيش حاجة ممكن يا بنتي تروحي لدكتور ويشوف فيه ايه ده دلوقت فيه حلول لكل المشاكل وان شاء الله ربنا يكرمك ويرزقك يا بنتي.
أضطربت سميحة ولم تعرف ماذا تقول لوالدة سليمان وسكتت قليلآ ثم قالت:
كل شئ نصيب يا امي
قالت لها:
طبعاً كل شئ نصيب بس لازم نعمل اللي علينا ونشوف الحل مش نفضل ساكتين ومستنيين الفرج وبس.
قالت سميحة:
ادعيلنا يا أمي
الأم:
انا حاسة ان فيه حاجة يا بنتي قوليلي انا زي امك.
وهنا حضر سليمان ودخل وسلم على والدته ورحب بها ثم دخلت سميحة المطبخ لتحضر العشاء وهى تقول في نفسها :
الحمد لله أن سليمان وصل في الوقت المناسب والا مكنتش هخلص من اسئلتها.
وجلسوا ليتناولوا طعام العشاء ويتكلمون ويضحكون وبعد العشاء أحضرت سميحة الشاي والبسكويت .
ثم دخلت والدة سليمان الغرفة لتنام ولكنها نادت على سليمان ليلحق بها ويكلمها.
سليمان:
ايوا يا امي عايزة حاجة حبيبتي قولى انا تحت امرك.
والدته:
بص يا ابني انا عايزة اقولك اللي في مصلحتك بصراحة واضح أن فيه حاجة أو مشكلة عند سميحة علشان كده الحمل اتأخر وانا عارفة بخبرتي أنها اكيد راحت للدكتور وقالها حاجة هى مش عايزة تقولها
سليمان:
ايوا يا امي راحت للدكتور وقال مفيش حاجة وكله كويس
والدته:
كويس ازاى وبقالكم اكتر من سنة ونص ومفيش حمل اكيد فيه مشكلة.
سليمان:
لا يا أمي مفيش مشكلة ولكن كله بأمر الله وياما ناس قعدت سنين وبعدين ربنا كرمها.
الأم:
سنين ليه هو انا لسة هستنى سنين انا ضامنة عمري انا عايزة افرح بولادك واشوفهم وأدلعهم
سليمان:
نعمل ايه يا امي كل شئ نصيب
الأم:
لا ممكن تعمل زى أى راجل فى الحالة دي وتتجوز.
هب سليمان واقفآ وقال لأمه:
ايه الكلام ده يا أمي انا بحب سميحة ولا يمكن أسيبها أبدآ أو ابعد عنها انا مكتفي بيها هى سعادتي وهى فرحتي وهى عمري والأولاد لو مش منها يبقا خلاص مش هيكونوا من اى واحدة تانية.
الأم:
بلاش تقول كلام تندم عليه بعدين العمر هيجري وهتندم لما تلاقي نفسك كبرت ومفيش جنبك سند او ولد.
سليمان:
يكفيني أن جنبي سميحة
لم يعجب الأم كلام سليمان وظلت تلومه وتلح عليه في موضوع الزواج بأخرى ولكن سليمان يؤكد لها دائماً أنه يكتفي بسميحة ولا يريد أحداً غيرها وأنها هى من تزين حياته أما الأولاد فالأمر لله وحده وقتما يشاء سوف يرزقهم.
وظل سليمان يؤكد لكل المحيطين به أنه مكتفي بسميحة وأنه يحبها ولن يفرط فيها مهما حدث.
أما ما حدث فكان شئ أكبر من التوقعات والأحلام ففي يوم من الأيام كانت سميحة في العمل وأصابها الدوار والإغماء وكانت تشعر بألام في كل جسدها حتى أنها لم تستطيع الحركة وإتصلوا بزوجها الذي حضر على الفور وأخذها إلى المستشفى وهى تتألم وتصرخ وأدخلوها الغرفة للكشف وعندما خرج الدكتور أسرع إليه سليمان الذي كان ينتظر بجانب الحجرة وهو حزين وسأله:
يا دكتور خير طمني لو سمحت سميحة مالها وبتتألم كده ليه وايه حصلها ؟
نظر إليه الدكتور وقال:
انا مقدرش أقول اى حاجة غير بعد الفحوصات والتحاليل والاشعة.
شعر سليمان بالقلق من كلام الدكتور ولكنه سلم أمره لله وبدأ فى أجراء الفحوصات والتحاليل والأشعة بكل الأشكال التى كتبها الطبيب وبعد أن استلم نتيجة هذه الاشعات والتحاليل وأجرى لها الدكتور الفحوصات اللازمة نظر إليه الدكتور بيأس وقال:
انا أسف إني أبلغك إن المدام عندها مرض نادر في العظم ولا يأتي لأحد إلا واحد في المليون
وهنا ذهل سليمان وقال وهو يرتعد خوفآ:
يعني ملوش اى علاج ولا حتى لو سافرت الخارج.
الطبيب:
بقولك نادر ومحدش يعرف علاجه لأنه ملوش اى علاج فى اى مكان
سليمان منفعلآ:
يعني ايه اللي يمرض بالمرض ده بيموت؟
الطبيب:
كل شئ بأمر الله ولكن في النهاية يؤدي للموت.
قام سليمان وخرج من عند الطبيب وهو مذهولآ ولا يصدق ما قاله الطبيب وأخذ يحدث نفسه:
كيف يحدث ذلك ونحن لا نملك إلا بعضنا ولم نكن نحلم سوى بالستر والصحة والأمان وان نكمل حياتنا سويآ وحتى إن لم يرزقنا الله بالأولاد ولكن ليه سميحة تضيع مني وهى الإنسانة الوحيدة اللي برتاح معاها وفاهماني وعمرنا ما زعلنا من بعض أو حتى اتخاصمنا.
وظل سليمان هائمآ على وجه يكلم نفسه وهو لا يكاد يصدق ما سمعه .
ووصل سليمان المنزل وظل يبحث على النت عن ذلك المرض الغريب النادر الذي لا يصيب سوى واحد في المليون من البشر و جد عنه معلومات ضئيلة جدآ وكلها في النهاية تؤكد أن صاحب هذا المرض نهايته معروفة وهى الموت.
بدأت الحياه تأخذ شكلآ أخر ولونآ أخر كئيب ومخيف حتى البيت أصبح كأنه مقبرة باردآ ليس له روح أو صوت .
وبدأ سليمان يرتب البيت بشكل أخر ويجهزه بشكل جديد ليستقبل زوجته وحبيبته التي شعر أنه يحبها أكثر وأكثر وأقسم أنه لن يتركها لحظة أو يتخلى عنها حتى أخر يوم من عمرها حتى لو ظلت هكذا سنوات.
قام سليمان بتجهيز حجرة كبيرة في المنزل وهى حجرة النوم وإشترى أجهزة معينه سأل عنها الطبيب وسرير خاص بشكل معين ومواصفات معينة وبعض الاشياء التي سوف تحتاجها سميحة أثناء مرضها.
وقد باع بعض أجهزة المنزل وإستدان بمبلغ كبير من العمل لكى يستطيع أن يحضر هذه الأشياء وخصوصآ ان الأجهزة التي إشتراها كانت بمبلغ كبير جدآ.
وخرجت سميحة من المستشفى
إلى المنزل الذي جهزت سليمان لإستقبالها.
وبدأت رحلة جديدة من العذاب مع هذا المرض حتى أنه بدأ يزداد يومآ بعد يوم والألم يزداد يومآ بعد يوم وكانت سميحة تصرخ من الألم والتعب حتى أنه كان سليمان يقوم إليها في منتصف الليل على صوت صراخها ويتألم من داخله لأنه لا يستطيع أن يفعل لها شيئآ يجعلها ترتاح.
وكان سليمان لا يكاد يغفوا إلى النوم حتى يسمع صراخ سميحة فيقوم مفزوعآ ويجري أليها.
ولما شعر سليمان بأنه غير قادر على المواصلة دون نوم وأنه أحياناً لا يستطيع المواصلة ويغفوا غصبآ عنه فكر أن يذهب الي المستشفي ويأتي بممرضة تساعده لتكون بجانب سميحة إذا غفل وغفا عنها لأنه يخاف عليها أن يحدث شئ ولا أحد بجانبها.
ومرت ليالي وشهور وحالة سميحة تزداد سوءاً ويزداد شعورها بالألم والمرض حتى تغير شكلها وأصبحت هيكلآ عظميآ ولم يعد يبقى منها سوى نظرة الحب التي تشمل بها زوجها الذي لم تحب غيره أبدا وفي داخلها كانت تتمني ان تعيش معه أكثر والذي كان بجانبها دومآ ولم يتخلى عنها لحظة واحدة.
وفي ليلة مظلمة حالكة لم يأتي إليها القمر كانت سميحة تتألم بشدة وشعرت أنها سوف تذهب الى خالقها كان سليمان بجانبها وقد شعر بها عندما إزدادت ضربات قلبه وتملكه الخوف وظل ينظر لسميحة نظرات العاشق الذي يفارقه حبيبه دون رجعة فأمسك بيد سميحة وأخذ يقبلها وهى تنظر إليه نظرة حب وإمتنان لأنه لم يتركها أو يتخلى عنها وظلوا هكذا لحظات حتى شعر سليمان أن يد سميحة باردة ولم تعد نظرتها إليه.
نعم لقد فارقت الحياه هذه الإنسانة الرقيقة الحنونة الهادئة التي كانت كالنسمة العابرة أعطت نسيمها الجميل ورائحتها العطرة وحبها وحنانها ورحلت دون أن تترك اى أثر سوى البسمة في قلب كل من يتذكرها ليدعوا لها بالرحمة.
وكم من قلوب تلاقت في قصص الحب الرائعة في كل بقاع الأرض وكانت تترك بصمة لا تضيع في عالم الحب الكبير وكانت قلوب صادقة وجميلة تعيش الحياه وهي تبتسم وتفرح لفرح من حولها وتحزن إذا رأت احدآ حزينآ وإذا رحلت تترك أثارآ محفورة في قلوب المحيطين بها .
هذه القلوب العاشقة هى عاشقة للحياه والحب والجمال والبسمة قلوب شفافة مدهشة في كل موقف أو طريق.
تواصلوا بالحب دائمآ فلا يبقا سوى أثره ولا تدوم سوى سيرته الطيبة وكلنا نموت ولكن هو يبقى.