قصص رومانسية

قصة حب بالإكراه جميع الاجزاء كاملة , قصة رومانسية

قصة حب بالإكراه إن الحب الحقيقي ذلك الحب الذي تزرع من خلاله وردة في طريق من تحبها، ولا تنتظر المقابل؛ أما أصدق حب هو ذلك الحب الذي يأسر عليك قلبك ولا تعرف السبب مهما حاولت جاهدا قصة حب بالإكراه كاملة , قصة حب بالإكراه جميع الاجزاء , قصة حب بالإكراه 11 جزء , قصة حب بالإكراه كامله.

حب يجعلك تهيم ولا تدري بأي شيء من حولك بكل الحياة، يجعلك على الدوام تبحث عن آسر قلبك تريد قربه بأي شكل من الأشكال وبأي ثمن ولا يشكل لك فارقا إن كان الثمن متاحا بين يديك أم لا!

للحب أشكال كثر، وللمحبين أيضا، وتجد نفسك محتارا بين دروب ذلك وهؤلاء، وفي النهاية عندما يقع قلبك أسيرا للحب تجد تفسيرا وأخيرا للحيرة التي سيطرت على عقلك، والتي قضى الكثير من الأوقات يفكر في حلها ويحاول جاهدا أن يضع لها تفسيرا منطقيا يتقبله!

 

قصة حب بالإكراه:

يبلغ الحب منتهاه عندما يحب إنسان إنسانة ويولع بحبها دون أن يراها بالحقيقة!

أحببتها واخترتها وفضلتها دونا عن جميع نساء الأرض بمجرد رؤيتي لها في حلم دام معي لسنوات!

وقيل دوما لو أن للحب كلمات تعبر عنه، لانتهت أقلامي من كثرة وصفه، ولكن الحب أرواح تفدى ونفوس يفتدى بها، فهل يكفي حبيبتي نفسي وروحي؟!

قصة حب بالإكراه الجزء الأول

على شواطئ إحدى الجزر الجميلة، كانت هناك مجموعة من رجال الأعمال يتفاوضون بشأن إحدى العمليات التجارية…

أحد الرجال: “صفقة لم تعقد مثلها من قبل، ولكني أضمن لك أنها ستدر لك من الخير الكثير، وأنها ستكون بوابة لتعاملات أخرى لا حصر لها”.

والد بطل القصة: “وما طبيعة هذه الصفقة؟!”

الرجل: “إنها عبارة عن فتيات تم بيعهن من أهاليهن، لا أريد منك سوى الإتيان بهن إلى هنا”.

والد البطل: “ولكنني وعائلتي لم نتورط بهذه الأعمال من قبل، أخشى أن أكون غير مهتم نهائيا بطبيعة عملكم هذا، كما أنني نادم على هدر وقتي معكم”.

الرجل الثاني: “اعذرنا يا سيدي، سنعطيك من الفتيات اليافعات ما أردت”.

والد البطل: “إنني لن أتورط بهذه المعاملات اللا أخلاقية هذه”.

الرجل الأول: “نحن حقا لم نقصد إهانتك سيدي، ولا الاستخفاف بك”.

أشار والد البطل لأحد رجاله، وما إن اقترب منهم حتى توجه ناحية ابنه الوحيد بطل القصة، شاب في مقتبل العمر يبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما، قوي البنيان مفتول العضلات خمري اللون ذو عينين خضراء اللون.

كان حينها البطل يقف أعلى البناية بجوارهم ممسكا بيده منظار وعينيه قد وقعت على فتاة آية في الجمال والسحر، شعر بقدوم والده فأراد أن يهدأ من حنقه وغضبه بسبب هؤلاء الرجال…

البطل: “إنهم أوغاد”.

والده: “ولكنهما شركائنا المحتملين مستقبلا، فلابد لنا من احترامهم حتى وإن كانوا أوغادا”.

نظر إليه البطل باهتمام شديد.

والده: “ولكنك إلام كنت تنظر؟!”

فأعطاه البطل المنظار، فنظر الوالد من خلاله وإذا به يرى فتاة في غاية الحسن والجمال تقف على شاطئ البحر مبتسمة بطريقة ينشرح بها الصدر ويطير بها لب العقل…

الوالد: “لقد تفوقت على أبيك؛ ولكن النساء الجميلات متعة للنظر، وعذاب للروح واحتراق للقلب..”

وقبل أن يكمل حديثه أكمله ابنه قائلا: “وإنفاقا للمال”.

الوالد: “لذلك أريدك أن تتوخى الحذر دوما، والآن أريدك أن تتوقف عن كل المتعة واللذة، عليك أن تتحمل كل المسئوليات على عاتقك، فيوما ما كل هذا سيؤول إليك ويصبح ملكا لك”.

نظر والده في عينيه وكأنه يحفزه على فعل ذلك بدافع مدى وشدة حبه لوالده، وإذا برصاصة تخترق قلب والده من ظهره وتخرج من الناحية الأخرى لترشق في بطن بطل القصة.

لقد توفي والده أمام عينيه لدرجة أن دماء والده بأكملها سالت على جسده، وهو لا يقوى على فعل شيء لأنه مثل والده إلا أن موضع إصابته أقل خطورة من والده الذي غادر الحياة مودعا كل شيء إثرها.

وأثناء فقد البطل لجميع مداركه بالحياة من شدة إصابته لم يرى شيئا بكل الحياة وبكل الملتفين حوله من رجال والده ورجاله أيضا إلا وجه الفتاة التي أعجب بجمالها.

وبعد مرور سبعة أعوام…

أصبح البطل الآن يملك كل استثمارات وأعمال والده، وأصبح زعيما على عائلته عوضا عن والده الراحل، أصبح الآن لديه من العمر 32 عاما ولكنه أسطورة في حد ذاتها في التعاملات والاستثمارات والاتفاقات أيضا، أصبح أينما وطئت قدمه ثبت نفسه وانفرد بكل شيء وحده بلا منازع على الإطلاق.

أما عن الفتاة فكانت أيضا تعمل بإحدى الفنادق المشهورة عالميا، ولها كيانها ومبادئها التي لا تتنازل عنها مهما كلفها الأمر، كانت دوما تتصدى للجميع دون خوف من فقد أي شيء بحياتها، كانت ملتزمة بتعاليم دينها الإسلامي لأبعد الحدود، لا ينغص عليها طيب عيشها سوى شيء واحد، ألا وهو زوجها الذي كان دوما يهمشها ويعاملها بكل قسوة وجفاء.

كانت الفتا صغيرة في السن تبلغ الخامسة والعشرين، ولم يكن زوجها يرضيها بأي شكل ولا سمة، كان مغرم بفتاة عزباء سرقت عليه قلبه، ولكن الفتاة كانت ترجو من خالقها أن يغيره لأجلها، كانت تتمنى أن ترى أبنائها منه لتهون مصاعب الحياة، ولكن زوجها …

قصة حب بالإكراه الجزء الثاني

كانت الفتاة صغيرة في السن تبلغ الخامسة والعشرين، ولم يكن زوجها يرضيها بأي شكل ولا بأي سمة، كان مغرم بفتاة عزباء سرقت عليه قلبه، والأحرى من ذلك أن هذه العزباء صديقة زوجته، ولكن الفتاة كانت ترجو من خالقها أن يغيره لأجلها، كانت تتمنى أن ترى أبنائها منه لتهون مصاعب الحياة، ولكن زوجها لم يكن ليمنحها حتى حقوقها الزوجية لتتمكن من إنجاب أطفالها منه.

كانت لا تجد وسيلة لإفراغ شحنتها السالبة بسبب معاملة زوجها القاسية إلا عملها حيث أنها كانت مجتهدة فيه لأبعد الحدود؛ كانت تعمل في إحدى الشركات السياحية والتي تمتلك العديد من الفنادق والمطاعم، كانت تحظى بمكانة عالية، لذلك كان لديها العديد من الحاقدين بالعمل.

وكلما كادوا لها ونصبوا الفخاخ أخرجت نفسها بفائدة أكبر من السابق، بل وأدارت عليهم لعبتهم ليلاقوا العقاب على أفعالهم معها؛ وبيوم من الأيام قما من ينافسها على منصبها بعمل حيلة انطوت على الجميع باستثنائها، ونظرا للخسائر والسمعة السيئة التي تكبدت تم عقد اجتماع.

كانت حينها الفتاة بالمقر الرئيسي للشركة بسان فرانسيسكو…

المدير العام للشركة: “مساء الخير جميعا”.

نظر إليه منافسها وبكلمات خافتة: “هل حزمتِ حقائبكِ أم لم تفعلي بعد؟!”

اكتفت الفتاة بابتسامة ردا على كلامه السخيف، كانت تعلم يقينا أنه شخصيا من كان وراء كل ما حدث ليلة أمس

المدير: “هل بإمكانكم رجاءاً أن تعلموني من كان السبب الرئيسي فيما حدث ليلة أمس؟!”

المنافس دونا عن كل الجالسين: “أعتقد يا سيدي من الأحرى أن تسألها هي، وأعتذر عن أسلوبي في الحديث ولكنكِ عليكِ التحلي بالجرأة للقيام بهذا العمل”.

وكالعادة هادئة للغاية ولا تبدي ما بداخلها حتى لا يؤخذ عليها.

نظر إليها المدير: “هل بإمكانكِ تفسير ما حدث؟!”

الفتاة: “إنها لم تكن خطأي على الإطلاق يا سيدي..”

وقبل أن تنهي حديثها قاطعها منافسها قائلا: “ولكنكِ…”

فقاطعته قائلة: “أعتقد أنني لم أنهي كلامي بعد، لقد تركتك تنهي حديثك كاملا قبل أن أبدأ”.

بإشارة من مديرهما أكملت الفتاة والتزم منافسها الصمت.

الفتاة: “إن تهدئة العملاء المشاغبين ليست من وظائفي يا سيدي”.

ونظرت لمنافسها قائلة: “أعتقد من الحري بك أن تعطنا جميعا سببا مقنعا لوجود حارس أمن بمفرده لحراسة وحماية مؤسسة كاملة”.

نظرت لمديرها من جديد: “لقد تعمدت إنزال الفرقة كاملة بفندقنا القريب، وبسبب حادثة ليلة أمس لقد أصبحنا محور اهتمام كل وسائل الصحافة والإعلام، وامتد صيتنا من أمريكا وحتى بلاد الشرق الأوسط”

قاطعها منافسها قائلا وقد صفق بيديه: “أهنئكِ على إحراجكِ لمؤسسة ضخمة مثل هذه أمام العالم بأسره”.

الفتاة نظرت للمدير: “سيدي لقد كانت لدينا حجوزات فاقت قدراتنا الاستيعابية لمدة ستة أسابيع”.

ظهرت علامات الغضب والضيق على ملامح منافسها، لقد تحدثت عن شيء بسيط من إنجازاتها بالمؤسسة.

استكملت: “وكل هذا يا سيدي كان بفضل الاستراتيجية التي وضعتها، ولا علاقة للميول الجنسية على الإطلاق بكل هذا النجاح؛ عندما التحقت بالوظيفة عملت بمبادئي الدينية واجتهدت في النهوض بالمؤسسة، ولكني لن أتنازل عن مبادئي مهما كلفني الأمر حتى وإن كان طردي من كل العمل، انتهيت”.

نظرت لمنافسها الحقود قائلة: “وهذا ما يتطلب الجرأة فعليا”.

المدير لموظفه (المنافس للفتاة): “إلى مكتبي في الحال”.

لقد علم المدير حينها من يتلاعب بالمؤسسة لمصالح شخصية، ولا يترك خلافاته مع الموظفين الآخرين جانبا من أجل مصلحة المؤسسة، بل كل ما يهمه ويعنيه أن يثبت مدى تقصير غيره حتى وإن كان سيكلفه السمعة السيئة للمؤسسة وكل من بها.

من البداية كان المدير معجب بالفتاة وبمدى إصرارها وعزيمتها وتفانيها بالعمل من اليوم الأول الذي جاءت به للكيان الرئيسي للمؤسسة بسان فرانسيسكو.

وبعد انتهاء الاجتماع بصورة مرضية لها للغاية جلست وحيدة بعد انصراف الجميع، وكان يظهر على ملامحها الجميلة مدى استنهاك طاقتها وحزنها الشديد.

كان موعد عملها قد انتهى، وما إن صعدت سيارتها لتعود لزوجها قامت بإرسال مقطع فيديو تحثه فيه عن مدى اشتياقها إليه؛ وما إن عادت للمنزل حتى فوجئت ببرودة مشاعره تجاهها ومدى تجاهله لها ولمشاعرها له حينها، لقد كانت تشتاق ل…

قصـة حب بالإكراه الجزء الثالث

قوة كل شخص منا تنبع من داخله وتعود القوة التي يمتلكها لأسباب ومواقف كثيرة مر بها طوال حياته، فإما أن تكون هذه القوة التي اكتسبها وهبت له كصفة من صفاته، وإما أن يكون قد اكتسبها بفضل التحديات والصعاب التي أقحمته في حياته واستطاع الخروج منها أكثر صلابة من السابق.

حري بالإنسان أن يكون دوما قويا وعلى استعداد دوما لمواجهة كافة ما يعتريه بطريق الحياة.

كان موعد عملها قد انتهى، وما إن صعدت سيارتها لتعود لزوجها قامت بإرسال مقطع فيديو تحثه فيه عن مدى اشتياقها إليه؛ وما إن عادت للمنزل حتى فوجئت ببرودة مشاعره تجاهها ومدى تجاهله لها ولمشاعرها له حينها، لقد كانت تشتاق إليه، عندما قامت بفتح باب منزلهما وجدته يجلس أمام التلفاز وأمامه جهاز الاب توب خاصته، لم يكن ينهي أي من الأعمال التي ادعى أنه يقوم بإجرائها، لقد كان يشاهد فيلما رومانسيا ويستمع للموسيقى النوع المفضل إليه من اللاب توب في آن واحد.

اقتربت الفتاة منه، وانحنت تجاهه معانقة إياه، وقبلته على رأسه…

الزوج وقد بدا عليه عدم رغبته في اقترابها منه: “إنكِ عدتِ من العمل؟!”.

اكتفت الفتاة بطبع قبلة على خده، وهو لايزال متشبثا بالأريكة التي يجلس عليها ولم يبرح مكانه منها.

الزوج: “أهلا بعودتكِ”.

الفتاة: “حبيبتي علي إنهاء عملي، أمهليني بعضا من الوقت”.

الفتاة برغبة به: “ألا يمكنك أن تؤجل العمل ولو لقليل من الوقت”.

الزوج: “ليتني أستطيع بالفعل تأجيله والتفرغ لحبيبتي، ولكنكِ بالتأكيد مجهدة من العمل ومنهكة أيضا، كما أننا لدينا رحلة جوية في الصباح الباكر، وعلى الأرجح أنكِ لم تجهزي لنا ملابس سفرنا”.

لقد شعرت بمدى الضعف وكسرة النفس حينها، كيف له أن يعاملها بهذه الطريقة؟!

لماذا كل هذه القسوة بالمعاملة وهو بالنسبة لها أهم من نفسها إليها؟!
دخلت غرفتها ولم تجد مهربا من كل الآلام التي شعرت بها حينها سوى النوم العميق، نامت لتهرب من معاناتها.

في الناحية الأخرى…

بعد انقضاء خمسة أعوام على مقتل والده، كان هناك بعضا من المستثمرين بأمريكا قد أنكروا على الشاب حقه بثروة والده كليا، واتخذوا من مقتله موقفا لصالحهم لينعموا بأموال واستثمارات ومشاريع ضخمة ليست من حقهم على الإطلاق.

لقد أرسل إليهم في طلب الاجتماع بهم جميعا في آن واحد في عجلة، وبالفعل نفذوا له رغبته بعدما اتفقوا عليه جميعهم، وأمنوا أنفسهم بواسطة أوراق ليس لها من الصحة وجود، لقد استهانوا واستخفوا بخصمهم، لم يعلموا أنه بات أسدا مثل والده بل يفوق والده بأساليبه وطرقه التي ابتكرها….

أحد رجال الأعمال: “نحن آسفون حقا لضياع ثروة أبيك كاملة، ولكننا لم ننسى أفضاله علينا، وأردنا أن نرد ولو جزء بسيط من معروفه معنا إليك، بالكاد تمكنا من استعادة واسترداد 15 بالمائة من أموال والدك؛ ولنا إليك نصيحة نتأمل أن تعمل بها مستقبلا ليكون لك صعودا واعدا في عالم الأعمال، عليك أن تزيد من نشاطاتك التجارية بالاعتماد على استثمارات أكثر تنوعا من الوقت الحالي”.

الشاب بهدوء ثار القلق داخل نفوسهم جميعا: “أتنصحني بذلك؟!، ألم تنصح والدي من قبل أيضا بهذه الاستثمارات أيضا؟!”

الشاب بصرامة شديدة: “ما أتوقعه منكم جميعا الآن، استرجاع كل أموالي مع فائدة بقيمة خمسة بالمائة أيضا”.

نفس رجل الأعمال وكأنه موكل بالتحدث عنهم جميعا: “إنه لأمر مستحيل ما تطلبه”.

الشاب بصرامة أكثر: “استرداد أموالي كاملة مع فائدة بقيمة عشرة بالمائة، معكم مهلة نهائية حتى نهاية الشهر الجاري”.

رجل الأعمال وقد هم بالنهوض: “لقد انتهى الاجتماع”.

قام أحد رجال الشاب، وقد كان قوي البنيان تهابه من هول هيئة جسده مفتول العضلات طويل القامة حيث أنه وضع يده على كتف رجل الأعمال وأقعده مكانه رغما عن أنفه.

رجل الأعمال وقد استشاط غضبا: “هل جننتم، إنها أمريكا ولا يوجد أشياء بها من هذا القبيل”.

الشاب وقد أشار إلى رجل من عائلته قد أتى معه للاجتماع، وقد أخرج بدوره من حقيبته السوداء التي قدم بها بعضا من الملفات والتي كانت باللون الأسود لما بها من أعمال سوداء موثقة بالدلائل لكل رجل أعمال وسيدة أعمال فيهم أيضا..

الشاب: “كلمتك أنت تحديدا، الأمر كله يتعلق ويندرج تحت الكلمة التي أعطيتها لوالدي”.

وبروية وهدوء تام وأسلوب فريد جعلهم جميعا يرهبونه ويترقبون ما هو فاعل بهم، وضع كل ملف مما بيده أمام كل واحد منهم.

الشاب وقد كان كل واحد منهم ينظر للملف الذي أمامه وقد بدا عليهم جميعا التوتر…

قصة حب بالإكراه الجزء الرابع

وفيت يا قلبي ولم تحصد سوى الخيانة.. لا تسألوني ما الذي حدث لي طوال حياتي..

لأجعل همومي مستقرة بداخلي، فلا أجرؤ على تحريكها كساكن.

لقد بات الصمت ثوبي، والأوجاع ملاذي..

أما عن الحزن فقد بات مستقره بأعماقي..

لو استعدت ذكرياتي بواقعي، لوجدت أنني أموت في كل ثانية من كثرة ما ألاقي.

وبروية وهدوء تام وأسلوب فريد جعلهم جميعا يرهبونه ويترقبون ما هو فاعل بهم، وضع كل ملف مما بيده أمام كل واحد منهم.

الشاب وقد كان كل واحد منهم ينظر للملف الذي أمامه وقد بدا عليهم جميعا التوتر: “ماذا سيقول المساهمون والعامة بالشوارع عند نشر كل هذا؟!، أزواجكن وزوجاتكم، أبنائكم والمستثمرين؟!، هل أتابع؟!”

كل واحد منهم ومنهن قد طأطأ رأسه من سوء أعماله والتي استطاع الشاب الذكي وتمكن من الإحاطة بأسوأ أفعالهم والتلاعب معهم مثلما فعلوا به بعد مقتل أبيه.

الشاب مازال مكملا: “جميعنا على دراية تامة بما يمكن للإعلام فعله عند إذاعة هذه المعلومات الغاية في السرية، علاوة على البورصة ومدى تأثرها عند إعلام أمر مماثل”.

وبهدوء تام أكمل الشاب حديثه: “بعد أسبوع واحد من إعلان هذه المعلومات ستفقد الأسهم المصرفية نصف قيمتها، وبعد شهر واحد سأقوم بشراء كل الأسهم بسعر بخس، وأول شيء سأفعله سأقوم بطردكم جميعا”.

الشاب بابتسامة خفيفة: “أخبروني إذا ماذا أنتم بفاعلين بشأن أموالي؟!”

جميعهم طأطأوا رؤوسهم بالأرض معلنين موافقتهم على كل مطالبه، ولكنه في النهاية لم يأخذ منهم أكثر من حقه، ولم يستغل سوء موقفهم لصالحه مثلما فعلوا معه، بل اكتفى بتلقينهم درسا ليكونوا دوما على يقين بمدى قدره ومقداره بينهم.

بطائرته الخاصة ذاهبا لإيطاليا…

بينما كان يجلس يفكر في أمر الفتاة التي تراوده بأحلامه بصورة مستمرة، جاءه اتصال، لقد تم سرقة إحدى الحاويات الخاصة به، والتي كان على متنها كوكايين!

نعم إن من نشاطاته الأخرى المخدرات بكل أنواعها، ولديه الكثير من الأعمال الغير مشروعة على الرغم من تبني عائلته بالأكمل الأخلاق!

يرون في الأعمال الغير المشروعة كالإتجار في المخدرات كسب للمال وليس زهق للأرواح، ودائما لا يرضون عن أعمال القتل بل ويحاربون من ينتهجها دون أدنى حق له.

ومن الناحية الأخرى…

وصلت الفتاة مع زوجها لإيطاليا أيضا ليحتفلا بعيد مولدها السادس والعشرين، وهناك أراد أن يلفت انتباه صديقتها بحركة رومانسية للغاية، ولكنه أيضا لأكثر من مرة أحرج زوجته أمامها بطريقة لم يفهمها سوى صديقته والتي ذهبت معهما لتغيير جو…

الزوج: “لنحتفل اليوم بيوم مولد المرأة الأكثر جمالا وإشراقا وحيوية في الوجود، زوجتي الحبيبة”.

كل هذه الكلمات كانت مجرد تورية لا يقصد بمعانيها سوى صديقة الفتاة نفسها، وليس زوجته على الإطلاق.

الفتاة لم تستطع تمييز طبيعة العلاقة بينهما بسبب ثقتها العمياء في كليهما، ولم تستطع تمييز طبيعة علاقتها مع زوجها وكيف باتت في الآونة الأخيرة.

أما عن الحركة الرومانسية، فعلى الرغم من كونه عربيا ولا يجيد التحدث إلا بالإنجليزية، إلا إنه بحث عن الأغنية الشهيرة لعيد الميلاد باللغة الإيطالية، وكما أنه طلب من كل الموجودين بمطعم الفندق أن يساعدوه في الاحتفال بزوجته الحبيبة الغالية.

كل هذه الحيلات انطوت على الفتاة الجميلة المسكينة، ولم يكشف سوء معاملته التي تكشفها دوما المرة تلو الأخرى إلا…

بينما كانوا ثلاثتهم جالسين إذا بالجرسون يأتي حاملا كعكة للاحتفال بعيد مولد الفتاة، وقد كانت بالنكهة التي تفضلها على الإطلاق، ابتسمت من أعماق قلبها، واقتربت من زوجها واحتضنته بشدة من شدة فرحتها وسعادتها بفعلته..

الفتاة: “يا الله إنها النوع الوحيد الذي حبه، لقد تذكرتها بالفعل”.

وبكل لامبالاة بحالها وبما تشعر به: “ولكني لم أطلبها من الأساس حبيبتي”.

الفتاة: “إذا فكيف أتت طاولتنا”.

صديقتها: “ربما هي هدية من المطعم لعيد مولدك”.

وكانت قصة الكعكة من البداية للنهاية حيلة من صديقتها لتكشف لها مدى تجاهل زوجها لها حتى بيوم مولدها، أهم يوم طوال السنة بالنسبة إليها.

الزوج: “هيا بنا لنقطع الكعكة اللذيذة هذه”

الفتاة وقد شعرت بالاختناق والضيق، كما شعرت برغبتها في البكاء: “أريد دخول الحمام أولا”.

كتمت الفتاة الدموع في عينيها، وشرعت في التجول بممرات الحديقة خارجا، وفجأة شعرت بوجود أحد خلفها وبمجرد أن التفتت، وجدت…

قصة حب بالإكراه الجزء الخامس

متى على كل رجل أن يفهم هذه العبارة بكل معانيها القريبة منها والبعيدة، أن رجولة كل رجل تسقط عندما تندم امرأة على حبها له، وإعطائه قلبها، وكل أحاسيسها.

وليس من المفترض أن تأتي الخيانة والغدر من الأعداء حيث حينها سيكون شيئا طبيعيا ومتوقعا، وإنما الغدر الحقيقي أن تأتي هذه الخيانة وهذا الغدر من أناس سلمنا إليهم قلوبنا بأيدينا.

كتمت الفتاة الدموع في عينيها، وشرعت في التجول بممرات الحديقة خارجا، وفجأة شعرت بوجود أحد خلفها وبمجرد أن التفتت خلفها اصطدمت بالشاب، لقد كان طويل القامة عليها، ارتجفت من شدة الصدمة التي وقعت بها، نظر في عينيها مباشرة قائلا في هدوء تام كعادته: “هل تبحثين عن شيء ما؟!”

لم ترد عليه الفتاة وأكملت مسيرتها، ولكنها كانت من صميمها خائفة، أما عن الشاب فقد كان يتوق لضمها بين ذراعيه.

وبمجرد أن سارت عدة خطوات أرادت أن تنظر إليه مرة أخرى، ولكن المفاجأة كانت أنها لم تجده وكأنه تبخر في الهواء، ففي النهاية لقد كانت عدة خطوات.

عادت لزوجها بعدما سيطرت على خوفها، وتظاهرت بالاحتفال معهما (زوجها وصديقتها) على الرغم من أن قلبها كان يعتصر عصرا من شدة الأوجاع التي ألمت به.

وفي الصباح خرجت الفتاة لقضاء الوقت والاستمتاع على الشاطئ، كانتا تستمتعان بهدوء الأجواء وصفاء السماء وجمال المياه وزرقة لونها…

صديقتها: “أين زوجكِ؟!”

الفتاة: “لا أدري، لقد استيقظت من النوم في الصباح الباكر، وعلى الرغم من ذلك لم أجده من الأساس، وكلما اتصلت عليه لا يرد على مكالماتي”.

صديقتها: “أليس اليوم هو عيد مولدكِ؟!، ألا يفترض به ألا يترككِ بمثل هذا اليوم؟!”

الفتاة: “لا يهم، فعيد مولدي بعد عام من الآن؛ أتعلمين شيئا سأعترف لكِ بأمر، إنني بالنسبة له ليس من أولوياته، فأنا آتي في المرتبة التي تلي أصدقائه وعمله، أتعلمين أيضا على الرغم من كونه أهم إلي من نفسي إلا إنني لا أمثل له شيئا مهما، وآتي بعد نفسه بمراحل كثيرة”.

وفي نفس اللحظة جاء الزوج وكان السعادة تتحدث عن نفسها خلال ملامح وجهه…

الزوج: “مساء الخير، هل تناولتما طعام الغداء؟!

الفتاة: “طعام الغداء؟!، أخبرني أولا أين كنت طوال هذا الوقت؟!”

الزوج: “لقد تجولت في المدينة، لقد فاتكِ الكثير”.

الفتاة: “أليس من المفترض أنه عيد مولدي؟!، ألا يحق لي أن آتي معك بكل مكان تذهب إليه بهذه المناسبة؟!”

الزوج: “لقد وجدتكِ في نوم عميق ولم أرد إزعاجكِ ونزع راحتكِ”.

وبالتأكيد كالعادة تعكر مزاجها بسبب أسبابه التافهة ككل مرة، والخطة الثانية أن يضحك على عقلها بهدية ليشعرها بتأنيب الضمير تجاهه.

أدخل يده في جيبه وأخرجها حاملة تذكرة للسينما، لقد كان الفيلم الذي تتوق لمشاهدته، ولكنها أيعقل أن تكون تذكرة واحدة؟!

الزوج: “لقد أمضيت أكثر من الثلاثة ساعات أبحث لكِ عن هذه”

أخذت منه التذكرة وألقت به في المياه على سبيل المداعبة، حملت نفسها وذهبت ركضا للسينما، والعرض استمر طويلا، ومن بعدها خرجت لتجد نفسها تتجول في الشوارع الجميلة ونسيت حالها لشعورها بأنها نست مأساة زوجها، لقد انتصف الليل ولم تدري بمرور الوقت، وزوجها لم يتصل عليها من الأساس ليطمئن عليها!

وبينما كانت في إحدى الشوارع لاحظت رجالا أقوياء البنيان، اتخذت طريقا غيره من شدة خوفها، وبالطريق الآخر رأت أيضا أمثالهم فعادت مجددا لتصطدم بأحدهم، ومن بعدها لم تشعر بشيء آخر إلا عندما وجدت نفسها نائمة على سرير مريح.

اعتدلت وكانت تشعر بدوار برأسها، تفقدت ملابسها لتتأكد من عدم حدوث أي شيء معها، وبالفعل لم يكن أحد مسها بسوء على الإطلاق ولا انتهك جسدها.

بالكاد تمكنت من النهوض على قدميها، ومن ثم توجهت لباب الغرفة تريد الخروج والهرب من المكان الغريب الذي وجدت نفسها به، ولكن من سوء حظها لقد كان الباب موصدا، بحثت عن هاتفها ولكنها لم تجد شيئا إلا حذائها فقامت بارتدائه استعدادا للهرب في أي لحظة يفتح بها الباب.

كان الصباح قد حل حينها، وبعدها بقليل من الوقت قدم شخص ما لاحظت ظله من أسفل باب الغرفة، وسمعت الباب يفتح، اقتربت وقامت بفتح الباب بهدوء وببطء شديد، وبخطوات ثابتة وحريصة كل الحرص ألا تصدر أقل صوت، ولا تزال تسير في الممرات حتى وصلت للطابق الأرض، وإذا بها تجد نفسها بصالة المنزل الفره، ولكنها باتت مذهولة مما رأت.

لقد رأت صورتها بعرض حائط كامل، صورة وجهها ليس إلا، فكيف يعقل ذلك؟!

شعرت الفتاة بخوف شديد، وأيقنت أنها تواجه خطرا عظيما.

قصة حب بالإكراه الجزء السادس

من يصبر على أخطائك ويتقبلها على الرغم من أنه يستطيع إنزال أشد العقوبات عليك، فثق يقينا أن ما يمنعه عنك هو حبه الزائد الصادق لك.

وإذا أحب الرجل امرأة فحبه يفوق بمراحل أي امرأة بالعالم، فالرجل إن أحب بصدق امتلكت حبيبته عليه كل جوارحه وأحاسيسه وقلبه ومشاعره الصادقة، كان لها رجلا لامرأة واحدة.

لقد رأت صورتها بعرض حائط كامل، صورة وجهها ليس إلا، فكيف يعقل ذلك؟!

شعرت الفتاة بخوف شديد، وأيقنت أنها تواجه خطرا عظيما.

تسمرت بمكانها ولم تبرحه، ولكنها شعرت بوجود شخص ما خلفها، فاضطرت للالتفاف وإذا به تصطدم بنفس الشخص الذي اصطدمت به من قبل.

الشاب: “هل تبحثين عن شيء ما أيتها الجميلة؟!”

الفتاة: “أنت؟!!”

وقبل أن تكمل جملتها سقطت مغشيا عليها بين ذراعيه، كان يحبها لدرجة أنه لا يستطيع تمالك نفسه أمامها، وما يمنعه عنها حبه الصادق لها.

وضعها على الأريكة، وحاول معها حتى استعادت وعيها…

الشاب وقد أمسك بماء قد وضع بداخله دواء: “يجب عليكِ أن تشربي هذا الدواء، لقد بدا للمنوم أثر قعال سيء تجاهكِ، لذا عليكِ أن تتناولين هذا الدواء حتى لا تصابي بالإغماء مجددا”.

امتنعت الفتاة عن شرب الدواء، فأمسك به وشرب بعضا منه، وقرب الكأس من فمها فشربته، ولكنه تجاوز الخطوط بينهما وقام بوضع إصبعه الإبهام على شفتيها، صعقت الفتاة من هول ما رأت فبصقت على وجهه وفي محاولة منها للركض بعيدا عنه ولكنها لم تستطع حيث أنها لا تزال تحت تأثير المنوم، ولم تستعيد كامل قواها الجسدية بعد.

صرخت في وجهه: “وضح لي لم أنا محتجزة هنا، وماذا أنت فاعل بي، وما الذي تريده مني حقا؟!، أجبني عن كل أسئلتي في الحال”.

أمسكها من ذراعها وقد بدا على ملامحه الغضب الشديد من فعلتها: “لا تكرري فعلتكِ مجددا، ولا تختبري صبري من جديد”.

الفتاة: “من أنت؟!، وما الذي تريده مني؟!”

ومن شدة غضبه من فعلتها، وفي محاولة منه لامتصاص غضبه ابتعد عنها قليلا ببضعة خطوات، كان قد أجلسها على أريكة عندما فقدت وعيها، جاهدت الفتاة وذهبت خلفه لتسأله: “لماذا تحتجزني هنا؟!”

الشاب: “اجلسي لا أريدكِ أن تفقدي وعيكِ مجددا”.

ولكنا اقتربت أكثر فأكثر وانتابتها حالة هيستيرية…

الفتاة تصرخ بوجهه: “يجب عليك أن تخبرني بكل شيء، فأنا لست ملكك لتتحكم بي بمثل هذه الطريقة، إنني حتى لا أعرفك لتفعل بي كل ذلك”.

والشاب يحاول معها لتجلس على الأريكة مجددا خوفا عليها، ولكنها كنت شبه تتعارك معه، فأمسكها بقوة وألقى بها على الأريكة حيث أنها لم تنصت إليه، والحالة التي اعترتها كانت بكل لحظة تزداد.

الشاب وقد صرخ بوجهها: “أترغبين في معرفة سبب تواجدكِ هنا أم لا؟!”

الفتاة وقد أوجعتها فعلة الشاب بها، ومن شدة هولها لم تستطع النطق ولو بكلمة واحدة، كانت صامتة من هول ما رأت من معاملته، إنه مجرد أن أمسكها وألقى بها على الأريكة دون قصد منها تسبب لها في كل هذا الألم الذي لا يحتمل، فإن أراد أن يؤذيها حقا ويؤلمها فما الذي سيفعله، أيقنت في هذه اللحظة أنه يتوجب عليها أن تهابه وتخشاه وتخاف من ردة فعله، وأيقنت أن عليها الحذر مع كل تصرف لها والحساب له.

نظر إليها الشاب بروية، وإذا بها ترتعد كامل أطرافها، أحضر لها مشروبا ليهدأ من روعها، ولكنه كان منكرا، فكيف لها أن تشرب مسكرا من الأساس؟!

لم يعلم ما الذي يفعله لتهدأ ويذهب عنها شعورها بالخوف وتهدأ أطرافها وتكف عن الارتعاد.

قرر أن يخبرها عن السبب الذي جعله يقوم باختطافها ليبقيها بجانبه…

الشاب: “حسنا أيتها الجميلة ما سأخبركِ به الآن خيالي لدرجة أنكِ لن تصدقيه، سيعجز عقلكِ كليا عن تصديقه، أنا شخصيا ما كنت لأصدق أنه حقيقي حتى رأيتكِ بالمطار، فمنذ اللحظة التي رأيتكِ فيها بالمطار ومن حينها تأكدت أن كل ما مررت به لم يكن من نسج الخيال.

منذ سبعة أعوام مضت وضعت في موقف لا أحسد عليه كليا، لقد قتل والدي أمام عيني كنت مثله بمثل حاله، لقد اخترقت رصاصة قلبه وعبرت منه واستقرت ببطني، ولم أعتقد أن لي نجاة بعدها …”

قصة حب بالإكراه الجزء السابع

لا يوجد أعظم من قوى الحب بكل الحياة، فالمحب بإمكانه فعل المستحيل من أجل من يحب.

فما بالكم بحب نشأ من نسج الخيال؟!

هل توقعت يوما أن تقع في حب شخص لمجرد أن رأيت صورته وابتسامته بخيالك؟!

كيف سيكون مقدار حبك إليه عندما تجده صار حقيقة ملموسة بين يديك؟!

الشاب: “حسنا أيتها الجميلة ما سأخبركِ به الآن خيالي لدرجة أنكِ لن تصدقيه، سيعجز عقلكِ كليا عن تصديقه، أنا شخصيا ما كنت لأصدق أنه حقيقي حتى رأيتكِ بالمطار، فمنذ اللحظة التي رأيتكِ فيها بالمطار ومن حينها تأكدت أن كل ما مررت به لم يكن من نسج الخيال.

منذ سبعة أعوام مضت وضعت في موقف لا أحسد عليه كليا، لقد قتل والدي أمام عيني كنت مثله بمثل حاله، لقد اخترقت رصاصة قلبه وعبرت منه واستقرت ببطني، ولم أعتقد أن لي نجاة بعدها، حينما توقف قلبي عن النبض رأيتكِ حينها، رأيت ابتسامتكِ التي لا مثيل لها، ومن حينها وحتى هذه اللحظة وبكل يوم أرى صورتكِ الجميلة وابتسامتكِ الرائعة أمام عيني، لم أترك مكانا على وجه الأرض وإلا وبحثت عنكِ به، من أعماق أعماقي دوما كنت على يقين بأنكِ ستقفين أمام عيني بيوم ما وتصبحين ملكي وللأبد”.

الفتاة بضيق شديد: “لابد أنك تمازحني، أنت لست بشيء بإمكانك امتلاكه، لا يعني أنك استطعت خطفي وأسري بهذا المكان فيمكنك بذلك امتلاكي وللأبد، لا يمكنك أن تفعل هذا بي”.

الشاب: “كل ذلك أعلمه جيدا، لذلك سأعطيكِ فرصة لتغرمي بي وتقعي بحبي، لن أعطيكِ هذه الفرصة بدافع إجباركِ على فعل ذلك، بل لأنكِ سترغبين بالوقوع بحبي بمجرد أن تعلميني جيدا”.

الفتاة: “هل جننت أنت؟!، إنني امرأة متزوجة علاوة على أنني أملك عائلة وأصدقاء، وكل هؤلاء سيبحثون عني، أنا لست بحاجة لإعطائك لي فرصة لأقع بحبك، فأنا راضية بحياتي ولا أحتاج لأي شيء منك ولا من غيرك؛ لذلك أسألك لطفا أن تدعني أخرج من هنا، وصدقا لن أخبر أحدا عما حدث”.

بدا على ملامحه الحزن والتأثر بكلامها وكأنه حزين لأجلها، أمسك بملف وأعطاها إياه..

الشاب: “إن زوجكِ من تحزنين على فراقه لا يستحقكِ حرفيا، لقد أحضر رجالي بالفعل كل شيء يخصكِ بالغرفة الخاصة بكما بالفندق، وتركوا رسالة بها تنص على أنكِ ترغبين بالانفصال عنه نهائيا لأنكِ اكتشفتِ خيانته لكِ، وأنكِ ستعودين لوطنكِ ولا تريدين رؤيته مرة أخرى”.

نزلت الدموع بطريقة محزنة للغاية من عينيها، ارتبكت ولم تدري بماذا تخبره: “أتعلم لا أدري بماذا أخبرك، ولكنني كرهت نفسي لدرجة أنني لا أرغب بالحياة”.

حملت نفسها وهمت بالركض تجاه الباب، وكلها لحظات حتى وجدت نفسها في قبضته، قام بخلع حجابها وانسدل شعرها الحريري، بالكاد استطاع أن يمنع نفسه التي تتوق وتحترق للقرب منها ومن كل جزء صغير قبل أن يكون كبير بها، أما عن الفتاة فقد تجمدت كأنها تمثال، لم يتحرك منها شيء سوى دمعاتها، والتي أغرقت خديها لدرجة أنها كانت تسيل على يديه، حيث أنه كان يلمس وجهها ولا يصدق أن حبيبته أصبحت حقيقة ملموسة بين يديه.

الشاب وقد اقترب من كل جزء منها: “لن أفعل شيئا دون إذنكِ، سأنتظركِ حتى ترغبين بي كما أرغب بكِ، سأنتظركِ حتى تشتهيني كما أشتهيكِ، سأنتظر حتى تأتيني بنفسكِ وبطوعكِ وبإرادتكِ، لن أجبركِ على فعل شيء؛ ولكن لن أعدكِ بأن أكون رقيقا طيب القلب معكِ في كل مرة، لذلك أحسني من تصرفاتكِ معي حيث أنني لست معتادا نهائيا على مقابلة العصيان بالتساهل”.

ابتعد عنها ولكنه كل جزء بجسده بدا متوترا.

الشاب: “سأمنحكِ مهلة لمدة 365 يوم، أعدكِ بأن أفعل كل شيء خلالهم حتى تغرمي بي؛ وبحلول يوم مولدكِ القادم إن لم يتغير أي شيء بقلبكِ تجاهي، فأعدكِ حينها أنني سأطلق سراحكِ وللأبد”.

وما إن أنهى جملته حتى ركضت الفتاة ناحية الباب بكامل سرعتها، كانت قد استعادت بعضا من قواها المسلوبة، ولكنها لم تتغلب عليه أيضا بهذه المرة، أمسك بها وحملها بين ذراعيه، ولكنها تكبدت العناء حتى تمكنت من الإفلات من بين يديه، حاول الإمساك بها ولكنها أيضا تتمتع بالذكاء حيث أنها قامت بانتزاع السلاح منه حيث كان يضعه أسفل ظهره ولم يكن ممسكا به بيده.

الشاب وقد تراجع عدة خطوات للخلف: “حسنا، والآن ضعي السلاح أرضا وإلا لن يكون الأمر على ما يرام”.

ولكن الفتاة لاتزال …

قصة حب بالإكراه الجزء الثامن

الحب هو المغفرة التي لا نهاية لها على الإطلاق..

الحب هو العطاء دون مقابل ولا حسبان حتى يصبح عادة عند الحبيب لكل من أحب..

الحب هو الشعور بالسعادة والرضا لمجرد رؤية السعادة والابتسامة على وجه الحبيب..

الشاب وقد تراجع عدة خطوات للخلف: “حسنا، والآن ضعي السلاح أرضا وإلا لن يكون الأمر على ما يرام”.

ولكن الفتاة لاتزال تريد الإفلات منه، ولا تدري هل بإمكانها بالفعل قتله؛ تراجعت بضعة خطوات للخلف ولكنها تركز على الشاب بعينيها وممسكة بيديها الاثنتين السلاح.

وبحركة منه استطاع أن ينتزع من يديها السلاح في لمح البصر، بل وأعاد عليها الكرة فأمسكها من ذراعها بعدما جعله معوجا خلف ظهرها، يد ممسك بها ذراعها خلف ظهرها، واليد الأخرى أمسكها من رقبتها بها.

لقد جعل وجهها في الحائط وظهرها تجاهه..

الشاب: “أحقا تحاولين فتلي؟!، أتعلمين لقد حاول الكثيرون فعل ذلك، ولكن لم ينجح أحد، فإنه ليس بالشيء السهل على الإطلاق”.

لقد كان يتنفسها بأنفاسه، وعلى الرغم من محاولتها قتله إلا أنها تؤسر عليه قلبه.

وفي نفس الوقت دخل أقرب رجاله…

أحدهم: “عذرا، ولكن وصلت الحاوية ويلزمها توقيع بعض الأوراق منك”.

فنظر إليها كثيرا، وأخيرا ترك يدها التي آلمتها كثيرا، وقال لأحد من رجاله ومن عائلته بنفس الوقت: “ساعدها في الوصول لغرفة نومها”.

كانت الفتاة مستاءة للغاية بسبب عجزها عن تخليص نفسها منهم.

وعندما خرج الشاب وأقرب رجال والده إليه حدث بينهما نقاش…

الرجل: “أخشى أن تنقلب علينا أفعالنا مع بقية العائلات التي شنينا حرب عليها، وكل ما يخيفني أن تتأثر أعمالنا بذلك”.

الشاب: “اهتم بشؤنك ولا تتدخل فيما لا يعنيك”.

الرجل: “إن أولويات شئوني هي حمايتك وحماية العائلة، حمايتك حتى من نفسك”.

فنظر إليه نظرة ثاقبة ارتعب قلبه إثرها..

الرجل: “أطلق النار علي إذا”.

الشاب: “اجمع الرجال وآتني في الحال”.

وانصرف الشاب، واتصل الرجل ببقية الرجال تنفيذا لأوامره.

كانوا قد أمسكوا له بالشخص الذي قام بسرقة حاوية الكوكايين الخاصة به، والذي في الأساس اكتشف أنه من عائلته وله أعماله التجارية أيضا.

الرجل المعتدي: “ها قد جاء الملك العظيم، أخبرني ماذا أنت بفاعل بي؟!، هل ستقتلني أم ستتركني لأتعذب هكذا؟!”

الشاب: “أتعلم لو كان الأمر توقف على مجرد سرقتك للحاوية لكنت تناسيته؛ ولكن الأمر المحزن أنك قمت ببيع أطفال صغار للحانات، وفعلتك هذه قد ساءت للعائلة ولسمعتها”.

المعتدي: “أي عائلة تتحدث بشأنها؟!، اقتلني وأرحنني من كل هذا”.

الشاب: “لن تموت بهذه السهولة جزاء لما فعلته، لقد لوثت سمعة عائلتنا، أتعرف كيف سيكون عقابك؟!”

وستكمل الشاب حديثه: “سيمحى كل أثر لك بهذه الحياة، سيمحى كل شيء لدرجة أنك لم تكن موجودا من الأساس، هذا هو العقاب الوحيد الذي تستحقه”.

والفتاة في هذه اللحظة قررت الهروب، وبالفعل ركضت بهدوء تجاه البوابة، ولكنها أثناء تنفيذها خطة هروبها رأت ما جعلها تفقد وعيها.

أثناء ركضها رأيت رجال الشاب ينهون حياة رجل تسيل الدماء من كل أجزاء جسده فيما يدل على أنهم أبرحوه ضربا قبل إطلاق النار عليه.

وعندما رآها الشاب تنهار أمام عينيه وتسقط أرضا جن جنونه، ركض تجاهها وحملها بين يديه وصعد بها للغرفة لم يكن ليضع بالحسبان أن تراه بهذه الطريقة وبهذه الكيفية.

جلس بجانبها طوال الليل حتى حل الصباح، ومع أول شعاع للشمس لمس وجهها استيقظت مستعيدة وعيها مجددا..

الشاب: “بما تشعرين الآن؟!، لقد جعلتني قلقا عليكِ، ما كان ينبغي أن تري ما رأيته، ولكنه كان يستحق ذلك؛ لقد كان يؤذي الصغار الأبرياء، علاوة على أنه كان يسرق ويغش باسم عائلته، ونحن بعائلتنا لا نغفر كل هذه الأمور السيئة”.

واستكمل الشاب قائلا: “لقد قتل نفسه جزاء ما كسبت يديه من أفعال شنيعة للغاية، وأمر آخر لم يكن أنا من قام بتبديل ملابسك، لقد كانت الخادمة”.

كانت الفتاة متوترة للغاية، ولا تتمكن من الخروج من أسفل الغطاء، لقد كانت أسفله شبه عارية، لم ترد أن ترد عليه ولا أن تطيل معه الحوار، كانت خائفة منه للغاية بل كانت مرعوبة.

ولكنها لم تستطع أن تتحكم في نفسها، فقالت: “لديك أناس يفعلون لك كل شيء بنظرة واحدة منك”.

الشاب: “هذه من المميزات لكوني الزعيم على عائلة كبيرة مثل عائلتنا وفاحشة الثراء”.

الفتاة بعصبية….

قصة حب بالإكراه الجزء التاسع

عندما يجتمع المرء منا بمن أحب يشعر بأن المكان الذي يجمعهما ببعضهما البعض جنة وأكثر جمالا من الجنة، ولكن إن كان أحدهما مجبرا على التواجد بالمكان فهل سيكون الشعور نفسه أم أنه سيختلف كليا؟!

ولكن يبقى ويظل الشعور بالحب هو أجمل شعور وإحساس ونصيب ممكن أن يرزق به المرء منا.

ولكنها لم تستطع أن تتحكم في نفسها، فقالت: “لديك أناس يفعلون لك كل شيء بنظرة واحدة منك”.

الشاب: “هذه من المميزات أن تكوني زعيمة على عائلة كبيرة مثل عائلتنا وفاحشة الثراء”.

الفتاة بعصبية: “إذا من الأحرى بك أن تأمر أحدا من خدامك أن يحضروا لي هاتفي واللاب توب خاصتي”.

الشاب: “أرى أنكِ قد استعدتِ قواكِ”.

الفتاة: “أريدهما في الحال”.

الشاب: “هذا ليس بالوقت المناسب، سأعطيكِ إياهما ولكن بالوقت المناسب ليس قبل ذلك؛ إذا احتجتِ لأي شيء فقد خصصت لأجلك خادمة تأمرينها بما تشائين وقتما تشائين، وما عليها سوى الانصياع لأوامركِ، وقد خصصتها خادمة مراعاة لكِ أنتِ لتلبي جميع احتياجاتكِ”.

اكتفت الفتاة بالصمت فقد كان مغلوبا على أمرها، كانت تنظر للأرض تفكر في الابتلاء الذي وقعت به، لا تعرف أتلوم نفسها نادمة على تمسكها بفرصة السفر للخارج لتحسين أوضاع زوجها المادية، زوجها الذي اتضح أنه لا يستحق كل ما فعلته لأجله، أم تلوم أحوال بلادها العربية التي وضعتها بهذه الطرق، قاطعها صوت الشاب قائلا: “عليكِ تجهيز نفسكِ حيث أننا في الصباح الباكر سنتوجه لفرنسا”.

الفتاة بعصبية وضيق: “استمع لي جيدا، إنني لست بجارية لديك تتحكم بي كيفما تشاء ووقتما تشاء، أنت ليس لك سلطة بحياتي، لن أرحل من هنا لأي مكان إلا لبلاد وطني، أعييت ما أعنيه”.

الشاب وقد أمسكها من رقبتها وسار بها عدة خطوات حتى جعل ظهرها على الحائط: “أفعل بكِ كل ما أريد دون إذن منكِ إلا ما وعدتكِ به، وهناك اتفاق بيننا عام كامل إن لم تغرمي بي عليكِ الرحيل حينها”.

الفتاة صامتة والخوف اعترى قلبها: “أبعد يديك عني، وإن كنت تعتقد أنك عندما تلمسني وتتجول أمام عيني عاريا سأغرم بك، فأنت خاطئ كليا”.

أمسك بها وجرفها تجاه السرير، وحاول الإمساك بها من كل أجزاء جسدها، كانت الخادمة في الأساس ألبستها بطريقة وكأنها عارية، حاولت الفتاة التملص من الشاب ولكنها كلما تحركت كلما ازداد في قبضته لها، صفعته بقوة على وجهه، غضب لدرجة أن وجهه بالكامل أصبح أحمر اللون..

الشاب: “أتعلمين إن رفعتي يدكِ علي مجددا…” ولم يتابع.

الفتاة: “ماذا؟!، أكمل أستقتلني؟!، يا ليتك تفعل بي هذا وترحني من أشياء كثيرة لا أريد مواجهتها”.

الشاب: “أهذا ما تسميه بالمزاج الحاد، لماذا لم تكوني فتاة إيطالية؟!”

الفتاة: “لماذا ألم تتعرف من قبل على أي فتاة عربية؟!”

الشاب: “من الواضح أنني لا أحتاج سوى معرفة واحدة منهن”.

نهض الشاب وتركها، أسرعت الفتاة وخبأت جسدها أسفل الغطاء.

الشاب: “أراهن نفسي أنها ستكون سنة مليئة بالسعادة والشغف غير أنني كل ما أريد فعله هو اتخاذ القرارات بسرعة فائقة حيث أنني أفقد تركيزي كليا عندما أكون بالقرب منكِ”.

خرج من الغرفة، كان حينها قد امتلأت الأرض بنور الشمس الساطع، شعرت الفتاة بدنو أجلها، بل صلت ودعت ربها بذلك لم تبرح مكانها بعد الصلاة، وأخذت تناجي خالقها أن يلهمها الصبر حتى تنتهي من الكابوس الذي تعيشه الآن.

قاموا بتجهيز طعام الإفطار، وبذلك لم تتناول الفتاة شيئا لمدة يوم كامل، ولم ترضى بتناول أي شيء من طعامهم أو شرابهم، كانت لدى الشاب الكثير من الأعمال التي أراد إنهائها قبل السفر بيوم الغد باكرا.

وعندما عاد للمنزل وأعلموه بأنها رفضت كل الطعام الذي قد إليها، بل وأعلنت أيضا عدم رغبتها بتناول أي من طعامهم ولا من شرابهم أيضا، غضب كثيرا، فآخر شيء جعله بحسبانه أنها تضرب عن الطعام وتتخذ من ذلك وسيلة لإنهاء حياتها، وخاصة كونها أخبرته بذلك بنفسها!

كان الليل قد أوشك على الحلول، وجدها تجلس على الأرض تسجد لخالقها، ومن ثم رفعت رأسها للأعلى وشرعت في بكاء مرير، كانت قد اتخذت من ملاءة سريرها غطاء لرأسها وجسدها، فالملابس التي لديها جميعها لا تصلح لقيام الصلاة والوقوف بين يدي ربها.

تعجب الشاب كثيرا مما تفعله، وعلى الرغم من مشاهدته لها إلا أنه شعر براحة نفسية غريبة فيما تفعله.

قصة حب بالإكراه الجزء العاشر

الحب الصادق أجمل شعور ممكن أن يتحلى به المرء، أما عن الحبيب فيعتبر الحب الصادق أصدق هبة من الممكن أن يحصل عليها يوما ما طوال العمر.

الحب الصادق يحرك القلب ويجعل الإنسان يغير نظرته كاملة للحياة، يصبح أكثر إبصارا لكل الأمور وبمنظور مختلف وأكثر تفهما للحياة وكل عقباتها.

كان الليل قد أوشك على الحلول، وجدها تجلس على الأرض تسجد لخالقها، ومن ثم رفعت رأسها للأعلى وشرعت في بكاء مرير، كانت قد اتخذت من ملاءة سريرها غطاء لرأسها وجسدها، فالملابس التي لديها جميعها لا تصلح لقيام الصلاة والوقوف بين يدي ربها.

تعجب الشاب كثيرا مما تفعله، وعلى الرغم من مشاهدته لها إلا أنه شعر براحة نفسية غريبة فيما تفعله.

اقترب منها الشاب بخطوات ترغب بالرجوع قبل التقدم…

الشاب: “إنني حقا آسف على كل ما فعلته بكِ، أرجوكِ أعطني فرصة ثانية”.

الفتاة: “لا أريد منك لا اعتذارا ولا فرصة ثانية ولا ثالثة، كل ما أريده هو التخلص من هذه الحياة التي منحتني إياها، أريد حياتي التي أخذتها مني بكل هدوء”.

الشاب: “لماذا لم تأكلي شيئا، أحقا تريدين الموت؟!”

الفتاة: “أتعلم لو كان إنهاء الحياة حسابه بيسير عند الله سبحانه وتعالى لكنت أنهيت حياتي بيدي”.

الشاب: “ومن سيجعلكِ تفعلين هذا بنفسكِ؟!، أيعقل أن يكون عقابكِ لنفسكِ بهذه القسوة؟!، أيعقل أن يعاقب قلبي بهذه الطريقة؟!”

الفتاة: “أيعقل أن تفعل بي كل ما فعلته، لقد أجبرتني على نزع حجابي رغما عن أنفي، والله وحده يدري ماذا أنت بفاعل بي أكثر من ذلك”.

الشاب: “لقد أحبكِ قلبي قبل أن تراكِ عيني، فماذا تتوقعين أن أفعل بكِ؟!”

الفتاة: “أريدك أن تتركني بسلام، ولا أريد أي شيء آخر منكِ”.

الشاب: “أريد منكِ أن نخرج سويا الآن”.

الفتاة: “لا أريد الخروج معك لأي مكان”.

فأمسكها من يدها وجذبها نحوه، كان للفتاة تأثير عليه فكلما كانت بالقرب منه كلما فقد التركيز على نفسه كليا.

وفي النهاية كانت برفقته بأكثر الأماكن شهرة عالميا بإيطاليا للملابس، وبالطبع ساعدها على انتقاء ملابس تناسب هويتها ودينها، كانت الفتاة ترفض أخذ شيء منه على الإطلاق..

الشاب: “أخبرني سببا واحدا عن امتناعكِ عن أخذ شيء مني”.

الفتاة: “لا يمكنني أكل طعامك ولا شرب شرابك ولا ارتداء ملابس بمالك، فمالك من حرام، ولا أريد النار أن تكون مثواي”.

الشاب: “تعجب منها ولكنه أعجب بكلامها، وشعر بأنه لمس قلبه بكل حرف به”.

ولكنه في النهاية أجبرها على فعل كل ما أراد، كانت تجرب كل ما يختاره لأجلها، وكانت تخرج لتريه إياه، كانت للفتاة خطة في الهرب، فجارته بفعل كل ما أراد حتى سنحت لها الفرصة.

بينما كان غافلا عنها بإجراء مكالمة هاتفية مهمة، ورجاله قامت بخدعهم، ركضت بعيدا عنهم، ومازالت تركض حتى وصلت لمكان نائي ولكنها بالنهاية وجدت رجلين من رجال الشرطة، ركضت بسرعة تجاههما…

الفتاة: “أرجوكما إنني في أمس الحاجة لمساعدتكما، شخص ما قام باختطافي، وأرجو منكما أن تعيداني إلى حيث أنتمي”.

كان يستمعان لحديثها بكل جدية، وقد ظهر على ملامحهما التعاطف، ولكن أحدهما فجأة نظر أمامه، وهذا ما يعادل خلف الفتاة نفسها قائلا: “أهلا سيدي”، وحينها تركاها وحيدة ولم يعيراها أي اهتمام.

التفتت الفتاة خلفها لتفاجأ بوجود الشاب نفسه!

الشاب بكل هدوء بعث الرعب بقلبها: “هل تبحثين عن شيء ما جميلتي؟!”

كانت الفتاة ترتعب من شدة الخوف منه، ومن ردة فعله والتي تعجز كليا عن توقعها.

الشاب: “عندما ترغبين في الهرب عليكِ أولا بناء خطة، ولكني أنصحكِ بألا تفعلي فحتى وإن غادرتي الغرب بأكمله سأجدكِ أينما ذهبتِ”.

كانت تكتفي بالنظرات إليه، وتعتريها حالة صمت رهيبة.

الشاب: “أحيانا تكون المقاومة بلا جدوى، لذلك يجب عليكِ أن تتقبلي الوضع، وكلما أسرعتِ في ذلك كلما أصبح أفضل بالنسبة إليكِ؛ يمكنكِ أن تصعبي الأمور على كلينا طوال العام، ويمكنكِ أيضا أن تشاركي وتستمتعي بالمغامرة التي منحكِ إياها القدر”.

الفتاة: “ولكن من وضعني بهذا الأمر ليس القدر، لقد كان أنت”.

الشاب بلطف شديد: “كل إنسان بإمكانه أن يصنع قدره بنفسه، وأن يحظى بأفضل ما يستحق”.

صمتت الفتاة قليلا ، وكأنها تفكر في شيء ما، اقتربت من الشاب: “ولكن هل ما وعدتني به حقيقي؟!”

الشاب: “لا أفهم ما تعنيه؟!”

الفتاة: “أنك لن تلمسني دون إذن مني”.

الشاب: “إنني لست بوحش كما تعتقدين، لقد أحببتكِ قبل أن أراكِ من الأساس، وسأفعل أي شيء لأفوز بقلبكِ”.

قصة حب بالإكراه الجزء الحادي عشر

ولا أجمل من الذكريات التي كلما جاءت لبالك ذكرتك بأشياء تحملك على الابتسامة حنى وإن كنت في غاية الحزن والكآبة، إنها ذكريات الحب والعشق أيها السادة.

قيل أن الحب يأتي من غير أسباب، لا يأتي بمال ولا يؤخذ بجمال، ولا يقالس بعمر، هو قدر.

وأكبر العاشقين هو ذلك العاشق الذي يعشق بقلبه قلب الفتاة التي أحبها حيث أن القلوب لا تتشابه على الإطلاق، بينما العيون تحب وتعشق كل جميل بخلاف القلب، الذي يجد حبيبه أجمل من أجمل إنسان في كل الوجود.

الشاب بلطف شديد: “كل إنسان بإمكانه أن يصنع قدره بنفسه، وأن يحظى بأفضل ما يستحق”.

صمتت الفتاة قليلا ، وكأنها تفكر في شيء ما، اقتربت من الشاب: “ولكن هل ما وعدتني به حقيقي؟!”

الشاب: “لا أفهم ما تعنيه؟!”

الفتاة: “أنك لن تلمسني دون إذن مني”.

الشاب: “إنني لست بوحش كما تعتقدين، لقد أحببتكِ قبل أن أراكِ من الأساس، وسأفعل أي شيء لأفوز بقلبكِ”.

الفتاة: “إذا أريد هاتفي واللاب توب خاصتي في الحال، وشيئا آخر سأقوم بدفع ثمن كل ما سآكله، وعند تحقيق ما طلبته منك يمكنني حينها أن أتقبل الوضع”.

الشاب بابتسامة فرح ورضا: “لكِ ما تشائين”.

وفي المساء على العشاء، كانت الفتاة قد طلبت الطعام الذي تريد تناوله، كان يفترض عليها أن تجلس مع الشاب على نفس الطاولة..

ارتدت ملابسها وخرجت للعشاء، وبمجرد أن جلست على الطاولة..

الشاب وقد ذهل من شدة جمالها: “إنكِ تبدين..”

وقبل أن يكمل كلامه قاطعته قائلة: “إنني أتضور جوعا”.

الشاب وقد دق الجرس ليبدئوا في تقديم الطعام لها: “بالتأكيد تتضورين جوعا، إنكِ مكثتِ يومين بلا طعام”.

وأثناء تناولهما الطعام، اكتفى الشاب بالنظر إليها وهي تأكل، لم يستطع إبعاد ناظره عنها، كانت مرتبة ومنظمة في أدق التفاصيل، كان جمالها أخاذا لدرجة أنها كانت تأسره في كل مرة تكون فيها بجواره..

الفتاة: “هل بإمكاني أن أعرف طبيعة عملك؟”

الشاب: “في مجال الأعمال”.

الفتاة: “إنني جادة في سؤالي، بما إنك تريدني البقاء معك لمدة عام كامل، إذا لدي الحق في معرفة ما ينتظرني”.

الشاب: “ستعرفين كل ما ترغبين في معرفته، صدقا”.

الفتاة: “إذا أريد معرفة كل شيء عن أعمالك الآن”.

الشاب: “لدي بعض الشركات، فنادق، مطاعم، ملاهي ليلية؛ يمكنكِ اعتبار كل ذلك كشركة كبيرة وأنا مدريها العام التنفيذي؛ أما كل ما سبق فلا يعتبر سوى جزء بسيط من عملية كبيرة، أما عن التفاصيل فلن تنفعكِ بشيء علاوة على كونها خطيرة للغاية.

لقد اختاروني زعيما لهذه العائلة بعد وفاة والدي، لم أتمنى ذلك يوما، لم يكن لدي أي اختيار في ذلك”.

الفتاة بابتسامة بسيطة للغاية: “مثلي تماما، لو كان الأمر بيدي لما أتيت لإيطاليا على الإطلاق”.

الشاب: “أوقن أنكِ ستغيرين رأيكِ كليا، أرجو منكِ فقط أن تساعديني قليلا، أحتاج للقليل من المساعدة منكِ”

الفتاة: “أساعدك؟!”.

هم من مقعده واتجه نحوها ودون أن يلمسها من الأساس، اقترب قليلا من أذنها ليهمس فيها قائلا: “أريد منكِ أن تعلميني كيف أكون رقيقا لأجلكِ أنتِ”.

ولأول مرة تشعر الفتاة بالطيبة في عينيه، وتأمن على نفسها معه، أول مرة تشعر معه بذلك الشعور الذي يندر مع رجال العصابات أمثاله.

وبعدما أنهيا طعام العشاء عادت الفتاة لغرفة نومها لتفاجئ بوجود هاتفها واللاب توب الخاص بها، سعدت كثيرا لرؤيتهما لدرجة أنها ركضت على الفور وقامت بفتح اللاب توب وأمسكت بالهاتف واتصلت على أسرتها بالوطن..

الفتاة: “إنني بخير وعلى ما يرام، أمي لا تقلقي وأخبري والدي ألا يقلق بشأني.

لقد قبلت بعرض عمل بإيطاليا، أمي إنه عرض رائع للغاية لمدة عام كامل، وبفضله سأعوض كل سنوات الجد والتعب التي عانيت منها، وبالنسبة لزوجي فقد طلبت منه الانفصال اكتشفت خيانته لي بعد كل ما قدمته لأجله”.

علمت الفتاة من والدتها أن زوجها قام بالانفصال عنها بشكل نهائي لا رجعة فيه، لم تعي الفتاة حينها أتحزن على حياتها التي سلبت منها، أم تسعد لوضوح كل شيء وانجلائه أمام عينيها.

قصة حب بالإكراه الجزء الثاني عشر

من أحب فعلا وبكل صدق ومن كل قلبه فلا ينتظر ولو حتى كلمة ممن أحب، على الرغم من احتياجه الشديد ورغبته العارمة بها.

أعشقها بكل حالاتها، بغضبها بجنونها، بغموضها بفرحها وحزنها، أعشقها بكل تفاصيلها ولا أريد أن أحرم منها على الإطلاق.

علمت الفتاة من والدتها أن زوجها قام بالانفصال عنها بشكل نهائي لا رجعة فيه، لم تعي الفتاة حينها أتحزن على حياتها التي سلبت منها، أم تسعد لوضوح كل شيء وانجلائه أمام عينيها.

وقبيل حلول صباح اليوم التالي استيقظت الفتاة لتصلي الفجر وتدعو خالقها ولكنها أصيبت بأمر عظيم، لقد وجدت نفسها نائمة طوال الليل وبجانبها على نفس سريرها الشاب، من كثرة الهلع الذي كانت به ارتجف جسدها بالكامل وشرعت في الصراخ.

استيقظ الشاب من نومه فزعا وقلقا عليها، حاول تهدئتها ولكنه فشل في ذلك؛ أمسك بهاتفها وقام بتشغيل القرآن الكريم، كانت الآيات الكريمة من أواخر سورة إبراهيم، نفس الآيات التي تذكرها بيوم القيامة والتفكير في الآخرة قبل الدنيا.

توقفت عن الصراخ ولكن دموعها لم تجف، توضأت وصلت وشرعت في دعاء طويل استغرق ساعات وساعات؛ كان بكل مرة يراها فيها الشاب بهذه الحالة، تنهار بين يدي ربها ومن بعدها تزداد صلابة وقوة ويقينا، وكأنها تستمد قوتها وصلابتها من صلاتها.

توجب عليها الرحيل لفرنسا، أبت الذهاب ولكنه أرغمها على ذلك، كانت بكل مرة يتمكن فيها من إقناعها بشيء تعود لعنادها ومزاجها الحاد، ولكنها عندما تجد من أمرها خطرا تفعل ما يأمرها ويمليه عليها..

الشاب وكانت الفتاة حينها جالسة تناجي ربها: “سنسافر اليوم، سنذهب لأكثر من حفلة كضيفين بخارج البلاد، لذلك أريد منكِ أن تضعي كل ذلك في عين الاعتبار عندما تحضرين أغراضكِ”.

قامت الفتاة من مقعدها، ذهبت إليه..

الفتاة: “استمع لي جيدا، أنت وعدتني ألا تمسني دون إذن مني، وعدتني بعام كامل إن لم أغرم بك خلاله ستطلق سراحي حينها، وما حدث منك ليلة البارحة لا يرضيني على الإطلاق، وقمت به دون إذن مني لذلك لن أذهب معك لأي مكان، سأمكث هنا حتى ينتهي العام وبعدها أرحل بسلام”.

أمسك بذراعها الشاب قائلا وقد بدا عليه كتمانه لغضبه الجائح: “حبيبتي الجميلة عندما تتعلق كل حياتك بأخذكِ لكل ما ترغبين فيه ولو بالقوة، حينئذ يكون الأمر غاية في الصعوبة عندما تتعاملين بطريقة تخالف ما تعودتِ عليه طوال حياتكِ؛ وبصفة خاصة عندما يكون الشخص الذي تتغيرين لأجله يحرمكِ من أكثر رغبة حلمتِ بها يوما، لذلك أرجو منكِ ألا تستفزيني”.

الفتاة دون خوف منه: “وإن لم أفعل ما تخبرني به فماذا ستكون ردة فعلك حينها؟!”

ولكنها أيضا لم تستطع تنفيذ ما أرادت، لقد كانت بالقوة على متن الطائرة، علاوة على أنهم أيضا قاموا بتقييدها، فرنسا بلاد لم تزرها من قبل، علاوة على أنها لا تعلم ماذا ينتظرها هناك.

بينما كانت مقيدة بالطائرة جلس الشاب بجوارها يتمتع بالنظر إليها، سألها قائلا: “أأنت مرتاحة الآن؟!”

الفتاة باللغة العربية: “أتعلم لا تفعل لي سوى أمر واحد بعينه، فك قيودي وسأجعلك تندم على كل ما فعلته بي”.

الشاب: “تحدثِ الإنجليزية من فضلكِ”.

لم تتفوه الفتاة بكلمة أخرى، ولم تتناول شيئا على الأرجح حتى أصبحا بالسيارة المتوجهة لأحد الفنادق الخاصة به، لقد وجدت الفتاة أن مطاعمه تتفوق كليا على السلسلة التي كانت تعمل بها ولكنها ينقصها الاستراتيجية التي تجعلها تتفوق وتحصد المركز الأول عالميا.

وأول ما وصلا للفندق جلسا بالمطعم، وقد هناك من ينتظر الشاب من عائلته أيضا ليتحدثا سويا في أمور العمل وهكذا، كان الشاب مندمجا للغاية بمراقبة الفتاة وقد أبت الجلوس معهما على نفس الطاولة..

قريب الشاب: “لقد وجدتها بالفعل”.

الشاب: “لا أصدق حتى الآن أنني وجدتها حقيقة”.

قريبه: “دعك من كل هذا وأخبرني كيف وجدتها؟!، هل أنت سعيد برفقتها؟!”

الشاب: “حالها ككل شيء آخر بالحياة، الأمر معها في غاية الصعوبة، لا تستجيب لي، وجعلتني لا أجرؤ على المساس بها”.

قريبه: “كل شيء في الحياة كذلك”.

في هذه اللحظة قدمت إليهما الفتاة، كانت بحكم عملها وحنينها لممارسة عملها قد اطلعت على بعض التقارير والملفات الخاصة بالفنادق والمطاعم المندرجة تحت ممتلكات الشاب الشاسعة، وقد وضعت يدها على أكثر من نقطة ما بين تقصير وعجز وما إلى ذلك…

الفتاة لقريب الشاب: “أأنت المسئول عن الإدارة هنا؟!”

قصة حب بالإكراه الجزء الثالث عشر

حبيبتي..

ربما تكوني بالنسبة للعالم بأكمله أكثر شخص نجاحا وتميزا، ولكنكِ بالنهاية تكونين مجرد شخص؛ أما أنتِ بالنسبة لي أنتِ العالم بأكمله.

لقد تجمع العالم بأكمله في عيني بكِ أنتِ، أبت عيني عن رؤية أي شيء به إلا إياكِ، أبت أذناي أن تستمع لأي شخص إلاكِ، أنتِ دنياي وملاذي الوحيد بها، فأرجوكِ لا تتركيني أعاني بها دونكِ حبيبتي.

في هذه اللحظة قدمت إليهما الفتاة، كانت بحكم عملها وحنينها لممارسة عملها قد اطلعت على بعض التقارير والملفات الخاصة بالفنادق والمطاعم المندرجة تحت ممتلكات الشاب الشاسعة، وقد وضعت يدها على أكثر من نقطة ما بين تقصير وعجز وما إلى ذلك…

الفتاة لقريب الشاب: “أأنت المسئول عن الإدارة هنا؟!”

قريب الشاب: “نعم إنني بالفعل كذلك”.

الفتاة: “أريد أن أضع يدك على كثير من الأمور، والتي بالتأكيد ستكون سببا في كثير من إنجازاتك المستقبلية”.

وشرعت الفتاة بسرد ما علمته، وما أيقنت أنه سيكون سببا في طفرة مستقبلية كبيرة على جميع سلاسل مطاعمه وفنادقه.

ومن بعدها صعد كل منهما لغرفته بالفندق والتي كانت بالتأكيد جناح خاص للمميزين ليس إلا، والخطأ الوحيد الذي ارتكبته الفتاة أنها بعدما صلت فرضها فكرت كثيرا وأقنعت نفسها بضرورة التوسل إليه ليعفيها من كل ما ينوي فعله، وبضرورة إنهاء هذه القصة ووضع نقطة لنهايتها..

طرقت الباب وكانت في أتم استعدادها، وعلى الفور قام الشاب بتلبية النداء، كان لتوه خارجا من الحمام بعدما نعم باستحمام أنعش جسده بالكامل، كان شبه عاريا، وبمجد أن رأته الفتاة بهذه الحالة أدارت رأسها وأرادت العودة، ولكنه أمسك بيدها وأدخلها عنوة.

وجهت الفتاة نظرها للأرض أسفل عند قدميها لدرجة أنها كلما خطت خطوة تعثرت وآلت للسقوط، أمسك الشاب بيدها وأجلسها على الأريكة، تصببت الفتاة عرقا ولامت نفسها كثيرا على تهورها بمجرد التفكير في الذهاب لغرفة نومه.

أراد منها أن ترفع رأسها للأعلى وتحدثه عن الأمر الذي جاءت له، وبالكاد رفعت رأسها لتجد له صورة نفس الصورة التي رأتها مسبقا لنفسها، كان يقف وبجواره أسدا عملاقا، كان يظهر بصورة تبين مدى كبر حجمه الذي يفوق حجم الأسد الذي يضع يده عليه بمراحل، اعتراها الخوف الشديد منه وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة هرعت للباب لتهرب بعيدا عن أسره، ولكنها وجدت الباب موصدا بإحكام..

الفتاة: “أريد الخروج من هنا في الحال”.

الشاب: “هل يمكنك الرحيل دون أن تخبريني سبب تواجدكِ هنا من الأساس”

حاولت الفتاة أن تدير زمام الأمور بكثير من الحكمة والذكاء، فأدارت الحديث عن الصورة التي على الجدار: “أأنت مولع بالعظمة؟!”

الشاب: “إنها ليست كما تعتقدين، إنها مجرد هدية من أحدهم”.

الفتاة: “الشاب العظيم، صاحب النفوذ والسلطة، الشاب الذي لا يقهر على الرغم من صغر سنه، قاتل الأسود وآسر النساء الجميلات”.

الشاب: “توقفي عن هذا في الحال”.

الفتاة: “حسنا سأخبرك لما أتيت لأرحل من حيث أتيت..”

وقبل أن تكمل قاطعها بلمسات من يديه على وجهها، تغيرت ملامحها في الحال وشرعت الدمعات تتساقط من عينيها..

الفتاة: “أرجوك أن تدعني أذهب وتذكر وعدك الذي قطعته لي”.

الشاب: “ولكني لا أطيق صبرا، ولم أعد أتحمل أن أرى أمامي المياه التي أعشقها دونا عن غيرها، وعلى الرغم من عطشي الشديد لا أرتوي منها”.

أخذت الفتاة تتراجع بخطواتها للوراء حتى أصبح منتصف سريره خلفها، قام بدفعها فسقطت على السرير بكامل جسدها، صرخت وما زلت تصرخ وتتوسل إليه، وكلما زادت توسلاتها وصرخاتها كلما جن جنونه عليها وازداد رغبة بها.

بعدما اطمأنت إليه عادت لتخاف منه وترهبه، كانت في حالة يرثى لها، دموعها لا تتوقف وتوسلها لا ينفك، وفي النهاية أغمضت عينيها وتمنت من الله أن يأخذ إليه روحها ويريحها من دنيا تخلو من راحة البال والأمان والاطمئنان، دنيا لا يوجد بها إلا الرغبة بتلبية الشهوات والخيانة هي الأساس.

تذكرت في هذه اللحظة زوجها الذي أحبته من كل قلبها ضحت لأجله بكل سبل سعادتها، وماذا أعطاها في المقابل، قام بمنعها من أبسط حقوقها، حقها في الأمومة والتي لطالما أرادت أن تصبح أما.

فتحت عينيها عندما جردها من حجابها لينسدل شعرها على جسدها، أمسك بملابسها محاولا انتزاعها، في هذه اللحظة لم تعره الفتاة انتباه ولكنها وجهت دعائها كاملا لله سبحانه وتعالى منقذها ومجيرها، وبالفعل شيء جاء بقلب الشاب منعه عنها..

الشاب: “الآن بإمكاني فعل كل شيء رغبت به معكِ، ولكني لا أقوى على فعل ذلك، والأغرب من ذلك أنني أعجز كليا عن تحديد السبب وراء ذلك”..

قصة حب بالإكراه الجزء الرابع عشر

أصدق حب عندما تحب إنسانا ولا تعرف لماذا أحببته، وأينما يوجد الحب توجد السعادة، وأينما وجد الحب وجد المزيد والمزيد من الإستقرار والأمان.

ولازلنا نستكمل أحداث قصتنا الجميلة والمليئة بالكثير من الأحداث الشيقة والمثيرة، قصة “حب بالإكراه” لفتاة مسلمة وجدت نفسها تجبر على الوقوع في حب رجل ليس بمسلم..

بعدما اطمأنت إليه عادت لتخاف منه وترهبه، كانت في حالة يرثى لها، دموعها لا تتوقف وتوسلها لا ينفك، وفي النهاية أغمضت عينيها وتمنت من الله أن يأخذ إليه روحها ويريحها من دنيا تخلو من راحة البال والأمان والاطمئنان، دنيا لا يوجد بها إلا الرغبة بتلبية الشهوات والخيانة هي الأساس.

تذكرت في هذه اللحظة زوجها الذي أحبته من كل قلبها ضحت لأجله بكل سبل سعادتها، وماذا أعطاها في المقابل، قام بمنعها من أبسط حقوقها، حقها في الأمومة والتي لطالما أرادت أن تصبح أما.

فتحت عينيها عندما جردها من حجابها لينسدل شعرها على جسدها، أمسك بملابسها محاولا انتزاعها، في هذه اللحظة لم تعره الفتاة انتباه ولكنها وجهت دعائها في نفسها كاملا لله سبحانه وتعالى منقذها ومجيرها، وبالفعل شيء جاء بقلب الشاب منعه عنها..

الشاب: “الآن بإمكاني فعل كل شيء رغبت به معكِ، ولكني لا أقوى على فعل ذلك، والأغرب من ذلك أنني أعجز كليا عن تحديد السبب وراء ذلك”.

كانت عينيه تشعان بالغضب والقهر الشديد، كيف له أن تكون في متناول يديه ويعجز عن فعل كل ما حلم أن يفعله معها؟!

ما الشيء الذي يمنعه من فعل ما حلم به وأراد أن يفعله من سنوات طوال؟!

لقد حرمت عليه جميع نساء الأرض بسبب حبه لها على الرغم من أن الكثير والكثير رهن إشارته..

وبكل حزن وأسى تركها من يديه وأخبرها قائلا: “عليكِ أن تستعدي وتتألقي بأجمل الثياب التي لديكِ، علينا حضور اجتماع عمل ضروري خلال ساعتين من الآن”.

لملمت الفتاة نفسها وسترت كامل جسدها، وأسدلت حجابها على شعرها وغادرت جناحه الخاص وتوجهت لجناحها ولا تكاد تصدق نفسها أنها بالفعل تمكنت من الهروب من قبضته.

وأول ما وصلت جناحها انهارت من البكاء، حاولت أن تنجز في استعدادها لتتسنى لها الفرصة للقاء ربها والشكوى إليه من الصعاب التي حلت على رأسها بلا سابق إنذار؛ وبالفعل تجهزت حيث أنه لا يمكنها عصيانه ولاسيما هذه المرة بعدما أيقنت بنفسها ما الذي يستطيع فعله، ولاسيما كونها للتو قد تمردت عليه في أكثر شيء يبتغيه منها!

وبالفعل ذهبت برفقته ولكنه ما كان يعجز عن إدراكه الشاب أن يعجب أحد شركائه بالفتاة، ولكن إعجابه بها كان يتلخص في كونها مسلمة ترتدي الحجاب وفي مكان شبيه بهذا ملهى ليلي!

كان يريد أن يتذوق هذا النوع الخاص والغريب والمختلف دونا عن بقية النساء اللواتي جئن بالمكان لفعل ما أراده، حينها كان قد انشغل الشاب عن الفتاة في إنهاء بعض الصفقات، وخطأ الفتاة الذي وقعت فيه أنها لم ترد أن تقع عينيها على هذا الكم الكبير من المعاصي والفجور، فانسحبت بنفسها لمكان به إثم أٌقل، ولكنها لم تكن على استعداد لما سيحدث لها.

فقد قطرها هذا الشاب والذي كان قد فقد جزءاً من عقله بسبب كثرة الشرب والمخدرات وما شابه ذلك، وكانت قد سيطرت عليه فكرة الظفر بالفتاة مهما كلفه الأمر حتى وإن كان غاليا؛ اقترب منها على غفلة وطودها بين ذراعيه وجرها إليه جرا!

صرخت الفتاة وحاولت الاستنجاد بأي أحد، وفي لمح البصر كان قد جاء الشاب معلنا عن سلاحه في كلتا يديه، وشبت مجزرة بالمكان، الفتاة فقدت وعيها من هول الأحداث ولم تستيقظ إلا بعد مدة طويلة.

عندما استيقظت وجدت نفسها على يخت بمنتصف مياه المحيط، وكان عم الشاب يتحدث إليه بنبرة لوم وعتاب شديدتين…

العم: “لقد أخبرتك ألف مرة يكفي هذا القدر، أخبرتك أن تشبع رغباتك منها وتنتهي من هذا الشيء اللعين، ألم تدري من قتلت أنت؟!

أتدري ماذا فعلت أنت؟!”

كانت الفتاة تقف وتسمع حديثهما كاملا…

الشاب: “عمي إنني لم أستطع أن أقف مكتوف اليدين ولا أثأر لكرامتي حينها”.

العم: “ما فعلته لا يعني إلا شيئا واحدا، وهي الحرب بين عائلتين، وليس أي عائلتين إنما هما أعرق عائلتين وأكثرهما نفوذا!”

العم: “الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو التخلص من الفتاة التي أثرت عليك سلبا بكل حياتك وفقدتك رشدك وصوابك!”

الشاب وقد استنفر من كلماته: “انتبه لكلامك، لولا أنك عمي لكان لي ردة فعل معك لا يمكنك توقعها على الإطلاق، ألا تعلم ماذا تعني هي لي؟!”.

تأثرت الفتاة بحديثه عنها، وبالحديث الذي سمعته وقد دار بينهما أيقنت مدى حجم المصيبة التي صار فيها بسببها، وأنه فضل أن يثأر لها على أن يراعي حجم المصالح المشتركة بين عائلة الشاب المعتدي عليها ومدى عظم عائلته ومدى نفوذها وسلطتها…

الفتاة وقد خرجت من خلفهما: “إنني آسفة على كل ما حدث!”

الشاب وقد استنفر من مكانه: “آسفة؟!!”

الفتاة: “سأدعك تريح نفسك من كل ما سببته لك، وأريح نفسي أيضا من كل شيء”!

لم يفهم الشاب حديثها، ولكنه قلق حيالها وأيقن أنها تخطط لشيء ما.

قالت الفتاة في نفسها: “إن ربي غفور رحيم، وبكل تأكيد سيغفر لي زلتي”!

صعدت لأعلى اليخت وألقت بنفسها في المياه، لم تكن تجيد السباحة على الإطلاق فغاصت في المياه…

قصة حب بالإكراه الجزء الخامس عشر

أحبك لأنك من علمتني كيف أحبك، فمن قبلك لم أكن أعلم شيئا عن الحب؛ وجدت فيك كل سبل السعادة، وجدت فيك كل سبل الحياة، وجدت فيك الحب والهناء والسعادة.

أنتِ التي بحثت عنها لسنوات، وما إن وجدتها وجدت معها كل شيء على الإطلاق

ولازلنا نستكمل أحداث قصتنا الجميلة والمليئة بالكثير من الأحداث الشيقة والمثيرة، قصة “حب بالإكراه”…

الفتاة: “سأدعك تريح نفسك من كل ما سببته لك، وأريح نفسي أيضا من كل شيء”!

لم يفهم الشاب حديثها، ولكنه قلق حيالها وأيقن أنها تخطط لشيء ما.

قالت الفتاة في نفسها: “إن ربي غفور رحيم، وبكل تأكيد سيغفر لي زلتي”!

صعدت لأعلى اليخت وألقت بنفسها في المياه، لم تكن تجيد السباحة على الإطلاق فغاصت في المياه، لم يفكر ثانية واحدة إلا وألقى بنفسه خلفها، وبسرعة فائقة استطاع انتشالها من المياه، وخرج بها لليخت.؟

حاول جاهدا أن يعيدها للحياة بالتنفس الاصطناعي، وبالفعل تمكنت من التقاط أنفاسها من جديد، كاد يجن عليها نظرا لعجزه عن إيصالها بين أيدي الأطباء بأسرع وقت ممكن نظرا للمكان الذي به حينها.

كانت قد أنهكت فلم تستطع فتح عينيها، فحملها بين ذراعيه وجعلها على السرير، وهذه المرة خوفا عليها نقض عهده لها فقام بتبديل ملابسها حيث أنها كانت مبللة خشية أن تصاب بأي شيء، وجلس بجانبها لساعات في انتظارها تستيقظ من نومها…

الفتاة ما إن فتحت عينيها لتجده بجوارها…

الشاب: “إنني ممتن للغاية لكونكِ لا تزالين على قيد الحياة، ولكني في نفس الوقت أريد قتلكِ!”

الفتاة: “لقد أنقذتني من الغرق؟!”

الشاب: “لحسن الحظ أنني كنت قريبا منكِ حينها، لماذا تعصين كل كلامي إليكِ على الدوام؟!”

الفتاة بحزن عميق: “إنني نادمة على ما فعلت حقا!”

الشاب: “أريدكِ أن تفهمي شيئا واحدا”، واقترب منها فقاطعته الفتاة قائلة: “لن أكرر فعلتي مرة ثانية”.

الشاب أكمل حديثه: “إنني لا أريد أن أخسركِ، لا أريد منكِ إلا شيئا واحدا أن تتفهمي ذلك الأمر، بإمكاني فعل أي شيء لأجلكِ باستثناء خسارتي إياكِ”.

الفتة: “أنا مدينة لك ليس بحياتي، ولكن بآخرتي فالدنيا لا تساوي عندي شيئا”.

الشاب: “لم أفهم منكِ شيئا أعذريني”.

الفتاة: “لدينا في الإسلام أن حياتنا ومماتنا لله رب العالمين، وقد نهانا عن الانتحار قتل النفس، وهذا ما فعلته في لحظة ضيق وعجز مني وقد أنقذتني أنت وأعطيتني فرصة أخرى”.

الشاب: “أدينكِ يأمركِ بألا تقتلي نفسكِ؟!”

فقالت الفتاة: “نعم ربي يأمرني بعدم فعل ذلك، ووعد مني ألا أعصيك لطالما لن أعصي الله، تبقى على عهدك لي، وسأوفي بعهدي لعام كامل وبعدها أعود لديار الوطن لأنني حرم علي الزواج من غير مسلم”!

اندهش الشاب من حديثها ولكنه لم يعقب، فقد كان يدور في باله سؤالا واحدا: “هل يمكنني أن أعتنق الإسلام لأجلها؟!”

وفي نفس المساء كان هناك حفلا كبيرا للغاية، فذهب الشاب وبرفقته الفتاة والتي كان يريد أن يريها للعالم بأجمعه، أن حب عمره والذي مكث لسنوات طوال يبحث عنه أخيرا أصبح بين يديه.

تم تجهيزها بأروع طريقة ممكنة على الإطلاق، طريقة في لباسها لا تتعارض مع دينها لم تنزعج في ذلك اليوم على الإطلاق، وما إن وصل بها للحفل حتى توجهت لها أنظار جميع الموجودين، لقد كانت كالبدر المعلق في السماء، كانت المختلفة الوحيدة بينهن، خطفت أنظار النساء قبل الرجال، كانت كاللؤلؤ المكنون…

كانت تقف الفتاة بجوار الشاب ولا تحرك ساكنا، فقد كانت تخشى المكان بأكمله، فالمكان لا يتفق مع طبيعتها ولا دينها ولا سماتها ولا أي شيء، وجدته كالنشاذ لا تعرف شيئا طبيعيا واحدا به باستثناء الشاب والذي كانت على يقين بأنه يفديها بروحه مثلما فعل لتوه.

وبينما كانا جالسين بجوار بعضهما البعض أتتهما فتاة ثانية…

الفتاة الثانية: “يا لكما من عصفورين كناريا تجلسان بجوار بعضكما البعض”.

كانت تتحدث الروسية لغة غريبة على الفتاة، لذلك لم تفهم حرفا واحدا مما ذكر بينهما.

نظرت للشاب: “أراك قد وجدتها؟!”

ونظرت للفتاة وعرفتها عن نفسها باللغة الإنجليزية: “إنني حبيبته الأولى وحب حياته الحقيقي”!

وضعت يدها حول رقبة الشاب، مما أثار حفيظته ولكنه اضطر للوقوف صامتا لكيلا يفتعل معها المشاكل، سألها بعصبية مكبوحة باللغة الروسية: “أخبريني ماذا تريدين؟!”

كانا كلاهما يتحدث اللغة الروسية لئلا يثيرا اهتمام الفتاة، والتي كانت تدار بداخلها معارك من نوعية أخرى.

الفتاة الثانية تهدد الشاب: “حقيقة لقد توقعت منك أفضل من هذا!”.

أمسك بيدها التي تلفها حول رقبته قائلا: “يكفي هذا!”

الفتاة: “ما رأيك بأن أقتلها لأجلك؟!، وبذلك أكون قد أخذت منك أعز شيء تمتلكه على قلبك!، كما فعلت معي بالضبط”

كانت الفتاة تنظر إليهما ولكنها ف عالمها الخاص غارقة…

الشاب للفتاة بعدما رحلت عنهما الفتاة المتطفلة: “كانت تطمح أن تكون زوجتي في يوم من الأيام.

إنني لخم أعدها بشيء، فمن المرة الأولى التي دخلت فيها منزلي وجدت صوركِ معلقة بكل مكان، لم يصدق أحد أنني بالفعل سأجدكِ يوما، وهي أيضا كانت تراهن على أنني لن أجدكِ طوال حياتي ولم تكن تصدق أي شيء”!
الفتاة بفضول: “ماذا قالت لك؟!”

الشاب بتردد في البداية: “لماذا؟!”

الفتاة: “حسنا لا تخبرني إنما كان بدافع الفضول ليس إلا”.

الشاب: “لقد قالت لي بأنها ستقتلكِ!”

بالتأكيد شعرت الفتاة بالقلق حيال الأمر، ففي النهاية هم ليسوا بأناس عاديين حالهم كحال بقية البشر، إنهم رجال عصابات وأبناء رجال عصابات!

اقترب منها الشاب: “إنني لن أسمح لأي أحد بالاقتراب منكِ أو إيذائكِ”.

قصة حب بالإكراه الجزء السادس عشر والإخير

لقد قيل عن الحب… أن أصدق الحب بكل أنواعه عندما تقع في حب أحدهم وأنت لا تدري لماذا أحببته!

أما عن لغة العيون، فتلك اللغة التي تفضح أمور المحبين والعاشقين، فالمحب تربكه عيون حبيبه مهما اعتاد على رؤيتهن!

وتظل في قلوب المحبين والعاشقين كلمات مهما قيلت، ولكنها تعبر عن الحب الشديد.

ولازلنا نستكمل أحداث قصتنا الجميلة والمليئة بالكثير من الأحداث الشيقة والمثيرة، قصة “حب بالإكراه”…

الفتاة بفضول: “ماذا قالت لك؟!”

الشاب بتردد في البداية: “لماذا؟!”

الفتاة: “حسنا لا تخبرني إنما كان بدافع الفضول ليس إلا”.

الشاب: “لقد قالت لي بأنها ستقتلكِ!”

بالتأكيد شعرت الفتاة بالقلق حيال الأمر، ففي النهاية هم ليسوا بأناس عاديين حالهم كحال بقية البشر، إنهم رجال عصابات وأبناء رجال عصابات!

اقترب منها الشاب: “إنني لن أسمح لأي أحد بالاقتراب منكِ أو إيذائكِ”.

الفتاة: “أريد الرحيل الآن”

كانت متوترة للغاية، إنه عالم غريب بالنسبة إليها، وعالم محفوف ومليء بالمخاطر بشتى أنواعها.

وعندما عادا للمنزل، أيقن الشاب بما تعاني منه الفتاة ومخاوفها مما حدث، جلس طويلا من الساعات ينظر إليها وفجأة أراد التضحية بحبه من أجل سعادتها وحفاظا على سلامتها وأمنها…

الشاب: “جهزي نفسكِ ففي الصباح الباكر ستكونين بالمطار”!

الفتاة : “ماذا تقول؟!”

الشاب: “رحلتكِ الساعة الثامنة”.

الفتاة: “والوجهة إلى أين؟!”

الشاب: “لوطنكِ”

الفتاة: “هل ما تخبرني به حقيقي، أم ماذا؟!!”

الشاب: “ألم ترغبي في الرحيل والابتعاد؟!، ألم تندمي على مقابلتكِ لي؟!”

الفتاة بتعجب: “ألم تخبرني بأنني سأمكث معك عام كامل؟!، ماذا حدث وما الذي جعلك تغير قرارك؟!”

الشاب وقد عجز عن التحكم في نفسه، فسالت الدموع من عينيه: “ولكن اعلمي جيدا أنني أحبك”!

وبالفعل في الصباح الباكر كانت الفتاة في سيارة مع أحد رجال الشاب المقربين، وكانوا في طريقهم للمطار، كانت تدور في رأسها الكثير من الأسئلة…

لماذا سمح لي بالرحيل على الرغم من إصراره المستميت في بقائي معه حتى وإن كان بالقوة والجبر؟!

وما الأمر الذي طرأ عليه ليجعله يلغي معي قرار بقائي لمدة عام وبعد القرار؟!

ولماذا كانت الدموع في عينيه بهذه الطريقة على الرغم من مدى قوته وعظمته برجاله وأعماله والمكانة التي يشغلها، ففي النهاية إنه رجل عصابات!

كل هذه التساؤلات كانت تدور في ذهنها، ولكن كان هناك شعور داخلي بنفسها يمنعها حتى من الفرحة بالعودة لأهلها وأرض الوطن بعدما كانت قد يئست من مجرد التفكير في ذلك؛ لقد كانت تشعر بالحزن الشديد على فراقه، كانت تحاول جاهدة منع نفسها من هذا الشعور إلا إنها في كل مرة كانت تفشل.

صعد معه الرجل المقرب من الشاب على متن الطائرة، وأوصلها حتى باب منزلها ولكنه طلب منها ألا تبتعد عن منزلها وألا تجوب الأرض بسبب عملها مثلما كانت تفعل من قبل، حذرها من عواقب عدم العمل بنصيحته لأنها في الأساس نصيحة من الشاب.

ومن هنا تأكدت كل شكوكها، هناك خطب ما وأمر خطير للغاية، ويرجع رحيلها عن الشاب وإيثاره بعدها عنه لأمر خطير لم تستطع تحديده بعد؛ عاد الرجل من حيث أتى.

أما عن الفتاة فقد وصلت وأخيرا لوطنها، ولكنها على الدوام كانت عاجزة عن السيطرة على نفسها في التفكير به، وعلى الرغم من أنها كانت على الدوام تذكر نفسها بكونه ليس مسلما ولا يجوز لها أن تفكر فيه مجرد التفكير، وأن الله سبحانه وتعالى قد أنجاها منهم أجمعين.

عانت الفتاة كثيرا، تعلمت درسا قاسيا في أنها لن تسافر مرة أخرى لبلاد الغرب، كما أنها نسبت الفضل للشاب بعد الله سبحانه وتعالى في معرفة حقيقة زوجها والذي ضحت لأجله بكل شيء تملكه حتى نفسها.

عندما عادت وجدت زوجها يهرع لمنزل والديها، ولكنها صدته وأخبرته بأنه لا يوجد أي شيء يجمع بينهما، وأنه بالأحرى لا توجد صلة تربطه بها أو بوالديها لذا فرحيله أنسب قرار يتخذه علاوة على كونه ألا يحاول الاتصال بهم مرة أخرى بأي شكل من الأشكال.

في هذه اللحظة رأت الشاب أمام وجهها في وطنها العربي، قد قطع كل هذه المسافة من أجل شيء واحد، من أجل الفتاة التي صار منذ زمن بعيد متيم بها وبحبه لها؛ أعلمها بنواياه من تجاهها وأنه يريد أن يتزوج بها، وما كان منها إلا أن أعلمته أنه في دينها الإسلامي يحرم عليها أن تتزوج من رجل غير مسلم.

تفاجأت الفتاة منه عندما رأت إصراره على دخوله للدين الإسلامي للزواج بها، ذهلت ولم تدري بماذا تجيبه وبماذا ترد عليه، في البداية طلبت منه أن يقرأ عن الدين الإسلامي وبالفعل أعطته كتبا بلغته ليطلع عليها ومن بعدها يقرر.

في هذه الأحيان علمت الفتاة أنه أبعدها عنه حيث أن الشاب الذي قام بقتله لأجلها وخوفا عليها درات بين العائلتين معارك، وقد أصيب خلالها الشاب بطلق ناري في ذراعه؛ وأعلن إسلامه أمام الفتاة وأهلها، وكانت فرحة الفتاة لا توصف على الإطلاق، فأخيرا قد ذاقت كل سبل الفرح والسرور على يديه.

لقد تعاملت منه معاملة الملكات، توجت فرحتها بعرس على الطريقة العربية، وبعد أن قضوا سويا أجمل الأوقات توجب عليه العودة لوطنه لإنهاء بعض الأعمال التي كان من الضروري عليه إنهائها ولاسيما بعد أن حسن إسلامه، كانت الفتاة في قمة سعادتها عندما خرجت من منزلها بالخارج، لينتقم منها ألذ أعداء زوجها الشاب بأن يفجروا السيارة بها.

ورده اتصال في البداية منه تبشره بحملها، وخلال دقائق قليلة للغاية ورده اتصال من أعدائه بأن سيارة زوجته قد تفجرت بها!!

جثا الشاب على ركبتيه وأخذ يصرخ من شدة العذاب الذي لحق به، لقد ذاق المرار ولم يستطع الحياة دونها، فكرس ما تبقى من حياته في معرفة الدين الإسلامي، وما ازداد إلا حبا فيه، فداوم على عمل الطاعات والأعمال الصالحة من مساعدات وما شابه ذلك حتى وافته المنية بعد رحيلها بعام واحد.

جسدت قصة حبه قصة رائعة لكل من أراد الحب ووفقه الله لقلب رحيم يحنو عليه ويساعده على الطريق القويم حتى وإن كان ليس بمسلم من الأساس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى