قصة أصحاب السبت وهل تكاثرو وأهم الفوائد من القصة وبماذا عاقبهم الله تعالى
قصة أصحاب السبت القصص التي وردت في كتاب الله تعالى تعتبر من امتع القصص و اكثرها موعظة وعبرة ، قال تعالى في القرآن الكريم : ( حْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ) ، ومن اكثر القصص التي نعتبرها قصة معبرة نتعلم منها دروسا مفيدة في حياتنا هي قصة اصحاب السبت ، فيا ترى ما هي قصة اصحاب السبت ؟ ، وماذا فعلوا حتى يعاقبهم الله عقابا اليما ؟ ، وكيف كان عقابهم من عند الله سبحانه و تعالى.
حدثت هذه القصة في قرية يطلق عليها اسم ( أيلة ) ، هذه القرية كانت تقع على شاطئ بحر القزم ، يذكر ان ابن عباس قال : إن قوماً من بني إسرائيل في زمن داود “عليه السلام” سكنوا قرية علي شاطئ البحر بين مصر وحطين يقال لها “أيلة” ، ومن هنا ندرك ان اهل القرية هم من بنو اسرائيل ، ومعروف عن بني اسرائيل نقضهم للعهود و عدم الوفاء بها ، يذكر ان سكان هذه القرية كانوا يعملون في الصيد كما ان الله تعالى كان قد منعهم من الصيد في يوم السبت ، وكان هذا هو بداية النهاية بالنسبة لهم.
وجد اهل القرية ان الحيتان لا تأتي الى شاطئهم الا يوم السبت ، ولكن ولأن الله حرم عليهم الصيد او العمل في هذا اليوم فلم يكن هناك من يجرأ على الاقتراب من الشاطئ وصيد الحيتان ، الغريب في الامر ان الحيتان لم تكن تأتي سوى يوم السبت فقط ، فاذا جاء اليوم التالي لم يكن هناك اي حوت على الشاطئ ، استمر الحال على ما هو عليه حتى قرر احد سكان القرية بان ينفذ خطة ماكرة ، حيث قام بربط احد الحيتان بالقرب من الشاطئ بحيث لا يهرب هذا الحوت بعيدا وذلك دون ان يقوم باصطياده حتى لا يخالف امر الله تعالى.
في صباح اليوم التالي وبينما كان الجميع ذاهبا للصيد قام هذا الرجل باصطياد الحوت لنفسه ، ظل هذا الرجل يقوم بهذه الفعلة كل يوم سبت حتى علم اهل القرية ما يقوم به ، قرر اهل القرية ان يفعلوا مثل ما يفعل هذا الرجل ، ولكن كل ذلك كان يحدث بدون مجاهرة بالفعل ، كما ان الله تعالى لم يعاقبهم على ما يقومون به ، ولكن بعد فترة حدث المحظور وبدأ سكان القرية في صيد الحيتان في العلن بل واخذوا يبيعونها في الاسواق متناسين بذلك اوامر الله تعالى بعدم الصيد يوم السبت.
في ذلك قال رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة و السلام : ( لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل ) ، قال الله تعالى ايضا في كتابه الكريم : ( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) ، كان من صفات بنو اسرائيل التضليل و الخداع و المكر ، وفيما سبق من احداث نكتشف المكر و التحايل من اجل تحليل ما قام الله عز وجل بتحريمه ، ولهذا السبب كان الرسول عليه السلام يحذر دائما امته من هذه الصفات التي تغضب الله عز وجل والتي لا تنتمي الى دين الاسلام.
قال الشوكاني عما قام به بنو اسرائيل : فاحتالوا لصيدها، وحفروا الحفائر، وشقوا الجداول فكانت الحيتان تدخلها يوم السبت فيصيدونها يوم الأحد ، هنا ظهر البعض من اهل القرية يحذرون قومهم الذين يقومون باصطياد الحيتان يوم السبت من غضب الله عز وجل وفي ذلك قال تعالى في كتابه الكريم : ( وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ، ويقال ان الطائفة التي كانت لا تفعل الحرام قامت ببناء جدار بينها وبين من خالف امر الله من اهل القرية ، حتى اذا حل عليهم عقاب الله تعالى لا يصاب به الذين اتبعوا اوامر الله تعالى.
كان عقاب الله شديدا عليهم لدرجة لا يتخيلها احد ، فقد قام الله تعالى بمسخهم وتحولوا الى قرود ولكن بعقول بشر ، كان هذا ليدركوا مدى غضب الله عليهم وليكون جزاءا لتحايلهم و فعل ما حرمه الله سبحانه وتعالى ، ظل من خالف امر الله من اهل القرية على هيئة القردة لمدة 3 ايام ، كانوا لا يأكلون ولا يشربون ، لم يكن يتناسلون ايضا حتى ماتوا جميعا جزاءا لما ارتكبوا من فعل ، و مخالفة لامر ربهم تبارك و تعالى ، قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) ، ومن خلال هذه الآية نعلم ان الله لم يهلك جميع اهل القرية بل انه نجا الذين آمنوا ولم يخالفوا ما امر الله به ، اما الباقي فاصابه العذاب الاليم جزاءا لما قاموا به.