قصة جحا بائع الحرير: مغامرة فكاهية في السوق
قصة جحا بائع الحرير: مغامرة فكاهية في السوق
في إحدى الأيام، قرر جحا أن يغامر في سوق المدينة ويبدأ عملًا جديدًا. هذه المرة لم يكن بائع خضار أو حطابًا كما اعتدنا، بل قرر أن يكون بائع حرير. لكن بالطبع، لم تخلُ هذه التجربة من المواقف الطريفة والمفاجآت التي لا تعد ولا تحصى. كيف تعامل جحا مع هذا التحدي الجديد؟ وهل استطاع أن يحقق النجاح في بيع الحرير أم أنه تورط في مواقف فكاهية كالعادة؟ دعونا نكتشف معًا هذه المغامرة التي تجمع بين الطرافة والحكمة في عالم جحا.
القصة
قالت زوجة جحا: “خذ هذا الحرير وببيعه لنا في السوق.”
قال جحا: “اطمئني، فإني سوف آتي لكِ بمبلغ كبير ثمناً له.”
وقف جحا في السوق يبيع الحرير، فأراد أهل الطمع أن يشترونه بثمن بخس.
فعمدوا إلى الحيلة وقال أحدهم: “يا جحا، هذا الحرير غير جيد، ولا يستحق هذا الثمن الذي تطلبه.”
أدرك جحا غاية التجار، فقال في نفسه: “ماداموا يلحون في شرائه هكذا، فإنه يجدر بي أن أعاملهم بنفس الأسلوب الذي يتعاملون به”، وذهب من السوق.
عاد جحا إلى البيت، وقال لزوجته: “هاتِ الأحذية القديمة التي عندك بسرعة.”
تعجبت زوجته وقالت: “أراك قد عدت بالحرير؟ ما الخبر يا جحا?”
قال: “سأتدبر أمري مع هؤلاء الطماعين.”
جمعت زوجة جحا الأحذية القديمة التي لديها، وفك جحا لفة الحرير وشرع في وضع الأحذية داخل الحرير.
قالت زوجته: “ولماذا تفعل ذلك؟”
قال: “لكي يصبح لفة كبيرة.”
أعاد جحا لف الحرير، وبداخله الأحذية، فصار كأنه مغزل كبير وقال: “هكذا أستطيع أن أحصل على ثمنه الحقيقي.”
ذهب جحا بالحرير إلى السوق، فلما رآه التجار، تجمّعوا حوله، وقدّم أحدهم ثمناً تافهاً. وقال آخر: “يا جحا، هذا النوع من الحرير غير مطلوب”، فوافق جحا على بيعه له.
قال غيره: “إننا لا نستطيع أن نشتري منك بأكثر من هذا الثمن الذي حدّدته لك.”
فكر جحا وقال في نفسه: “هذا الثمن بالنسبة للحرير مع الأحذية القديمة مناسب”، ثم قال المشتري: “هيا أخرج كيسك وعد الثمن.”
اشتبَه المشتري وشك في الأمر. هل يبيع جحا كل هذا الحرير بهذه القيمة؟ وسأل جحا: “هل هذا الحرير شغل أهل بيتكم؟ أخشى أن يكون فيه شيء.”
قال جحا بكل جدية: “فيه أحذية.”
ضحك المشتري وقال: “يا لك من رجل مهزار!”
وقال آخر: “أحذية بالحرير! ها ها ها.”
أخرج المشتري كيسه، ودفع لجحا الثمن، وأخذ جحا المال فرحاً.
وعندما فحص المشتري الحرير، وعندما فك اللف، رأى فيه أحذية كثيرة. فذهب إلى بيت جحا وقال له: “أيليق بك أن تقول لي ليس في الحرير شيء؟ وتغشني.”
قال جحا ضاحكاً: “لو كنت نصحتني بدفع الثمن الحقيقي، وعدم محاولة الخداع والعمل على أخذ الحرير مني بالحيلة، بعد أن بذلت زوجتي فيه نور عينيها، ما فعلت ذلك معك. وأنا لم أكذب عليك، وقد قلت لك: فيه أحذية، فلم أغشك، وأنت قد اشتريته على حاله.”