قصص جحا

قصة جحا وكلام الناس: كيف تحوّلت الأقاويل؟

قصة جحا وكلام الناس: كيف تحوّلت الأقاويل؟

في عالم الحكايات الشعبية، لا تزال شخصية جحا محط أنظار الجميع لما تحمله من مواقف طريفة وفكاهية، وأحيانًا حكم عميقة مغلفة بالكوميديا. في هذه القصة، نغوص في عالم جحا و”كلام الناس”، حيث يظهر جحا كما هو في معظم القصص: الحكيم الذي يعلم كيف يتعامل مع الثرثرات والشائعات التي قد تلاحق الناس. فهل ستؤثر الكلمات التي يرددها الناس في مصيره؟ دعونا نكتشف معًا ما الذي سيحدث عندما تتداخل الحقيقة مع الأقاويل في حياة جحا.

القصة

قال جحا لابنه: “هذا يوم جميل يا أمير… فالشمش مشرقة والسماء صافية، ولذا فأني سأذهب إلى سوق القرية المجاورة!”
قال أمير فرحًا: “الأمر كما ترى يا أبي؟ وسأعد الحمار وأذهب معك…”
قال جحا: “لا مانع من أن تكون معي يا أمير، هيا بنا…”
أمير: “لقد أعددت الحمار يا أبي، فهيا بنا إلى السوق!”
قال جحا: “هيا يا أمير، اركب أنت الحمار هيا بنا…”
أمير: “لقد أعددت الحمار يا أبي، فهيا بنا إلى السوق، وأسير أنا…”
قال جحا: “أشكرك يا أمير، ولكن والدك بدين كما ترى، وبعض السير يفيده…”
وهكذا ركب أمير الحمار وسار جحا خلفه.
فرآهما رجلان، فقال أحدهما للآخر: “انظر كيف يركب الغلام، ويترك والده المسكين الذي رباه يسير على قدميه؟ فما أسوأ هذا الأدب!”
قال أمير: “يا أبي ألم أقل لك؟ تفضل أنت بالركوب وسأسير أنا!”
فقابلتهما جماعة، فقال أحد أفرادها: “يا لقسوة قلب هذا الرجل! يركب الحمار، ويدع هذا الصغير الضعيف يسير على قدميه.”
توقف جحا بالحمار قائلاً: “ماذا نفعل لنرتاح من ألسنة الناس؟”
قال أمير: “إذن نركب أنا وأنت يا أبي…”
وهكذا سار الحمار وفوق ظهره جحا وابنه.
قال جحا: “وأخيرًا وجدنا طريقة مقولة يا أمير بعيدة عن النقد…”
وما أن سارا قليلاً حتى صادفهما آخرون وقال بعضهم لبعض: “انظروا إلى قسوة جحا… فهو ذو جسم ضخم، ويركب هو وابنه معًا على هذا الحمار الضعيف الهزيل! أليست في قلبه رحمة؟”
جلس جحا على الأرض قائلاً: “لقد أصبحت في حيرة من أمر هؤلاء الناس، فكيف نصل إلى رضائهم؟”
فكر جحا ثم قال: “أسمع يا أمير، لنترك الحمار يسير، ونحن نسير على أقدامنا خلفه…”
فصادفتهما جماعة من الناس فقالوا: “انظروا إلى هذين الأحمقين اللذين يسيران على أقدامهما في هذا الحر اللافح، والغبار المتكاثف دون أن يركب الحمار أحد منهما…”
حمل جحا الحمار وقال: “ما رأيك يا أمير في هذا التصرف؟ لنترقب ماذا يقول الناس الآن… فقد يرضيهم ذلك.”
صادف جحا وابنه رجلين، فقال أحدهما للآخر: “ياللعجب، انظر إلى جحا يحمل حماره! لقد فقد عقله.”
قال جحا لابنه: “لقد جربنا كل طريقة، ولكن لم نسلم من كلام الناس… وصدق المثل: (الناس لا يعجبهم العجب، ولا الصيام في رجب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى