قصة جحا يصنع معروفًا في موقف طريف
قصة جحا يصنع معروفًا في موقف طريف
في عالم جحا، لا تُعدّ المواقف الطريفة إلا جزءًا من حكاياته اليومية التي تجلب الضحك والفائدة معًا. لكن هذه المرة، نجد جحا في موقف غير متوقع، حيث قرر أن يصنع معروفًا بطريقة خاصة جدًا. هل سيكون هذا المعروف مصدرًا للضحك أم سيكون له أثر آخر؟ دعونا نغوص في تفاصيل هذه القصة التي تجمع بين الطرافة والفائدة في آن واحد، ونرى كيف تعامل جحا مع الموقف الذي أتى فجأة ليختبره.
القصة
كان جحا في طريقه إلى السوق حين رأى جمعًا من الناس أمام محل الجزارة، فذهب يستطلع الأمر. وعندما اقترب جحا، شاهد الجزار ممسكًا بأحد أصدقائه، فسأله جحا: “ما الأمر يا هذا؟”
قال الجزار: “إني أداين هذا الرجل بثمن ثلاثة كيلوجرامات من اللحم، وكلما طالبته، ما عطاني!”
أخرج جحا كيس نقوده وقال: “ما مقدار الدين يا رجل؟”
قال الجزار: “ثلاثة دينارات يا سيدي.”
قال أحد الناس: “لقد أنقذ جحا صديقه من ورطة كبرى.”
وقال آخر: “كان الجزار وصديق جحا سيذهبان إلى القاضي، فدفع جحا دين صديقه ثم سارا معًا.”
قال الصديق: “أشكرك يا صديقي العزيز، لولاك ما كنت على خير حال.”
قال جحا: “اشكر الله الذي جعلني في طريقك.”
دعا الرجل جحا قائلاً: “تفضل في دارنا فهو قريب من هنا.”
قال جحا معتذرًا: “لنجعل ذلك في يوم آخر، لأنني مرتبط ببعض الأعمال يا صديقي.”
ثم ذهب.
عاد جحا إلى البيت، نظرت إليه زوجته في تعجب وقالت: “مالك يا رجل؟ عدت بسرعة وليست معك المطلوبات التي خرجت من أجلها.”
قال جحا: “أنقذت صديقًا من ورطة وأجلت المطلوبات.”
وبعد عدة أيام، صادف جحا صديقه في الطريق، فقال الصديق: “لقد انتظرتك في داري طيلة الأيام الماضية، لأرد لك ما عليَّ، وها أنا ذا الآن أدعوك للحضور معي.”
قال جحا: “يا صديقي، ليس لدي وقت الآن، سأحضر فيما بعد.”
وهكذا استمر الحال، كلما قابل جحا صديقه قال له: “لقد انتظرتك وكلفت نفسي وجهزت ما عليَّ لك، وأنت لم تحضر يا جحا.”
قال جحا: “يا صديقي، أنت تعلم مكان داري، فإن كان عليك لي دين فلتخضره.”
مرت الأيام ولم يحضر الصديق إلى بيت جحا، فقرر جحا الذهاب إلى دار الصديق ومطالبته بالدين الذي عليه.
وعندما اقترب جحا من دار الصديق، شاهده ينظر من النافذة.
رأى الصديق جحا قادمًا فانسحب بسرعة إلى الداخل، وأغلق النافذة. طرق جحا الباب، فسألت زوجة الصديق من الداخل: “من الطارق؟”
قال جحا: “إذا لم يكن لديك مانع، فقد جئت لزيارة صديقي.”
قالت زوجته: “إن صديقك قد خرج منذ برهة، وسيأسف كثيرًا حينما يعلم بتشريفك في غيابه.”
فلما سمع جحا الرد، قال بصوت عالٍ: “حسنًا، ولكن قولي للصديق، إذا خرج من الدار مرة أخرى، فلا ينسى رأسه في النافذة، لكي لا يظنه الناس في البيت، ويتهموه بسوء السلوك وأكل حقوق الناس.”