قصة جحا يقول إن شاء الله: عندما تتحول الطرافة إلى حكمة
قصة جحا يقول إن شاء الله: عندما تتحول الطرافة إلى حكمة
في إحدى المرات، كان جحا جالسًا مع مجموعة من أصدقائه في السوق عندما سمع أحدهم يتحدث عن مسألة معقدة. وعندما سُئل جحا عن رأيه، قال بهدوء: “إن شاء الله”. الجميع في البداية لم يفهموا سر رد جحا الغريب، فكيف يمكن له أن يستخدم هذه العبارة في مثل هذا الموقف؟ ولكن، كما عودنا جحا، كانت تلك العبارة بداية لموقف طريف آخر يعكس طريقة تفكير جحا الخاصة في الحياة، والتي تجمع بين البساطة والحكمة. كيف حدث ذلك؟ تابعوا معنا لتكتشفوا كيف يمكن لعبارة “إن شاء الله” أن تتحول إلى درس في الحياة من خلال مواقف جحا الطريفة.
القصة
قال جحا لزوجته ذات ليلة: “سأذهب صباح غدٍ إلى سوق البلدة المجاورة، وعليكِ إعداد الحمار للسفر”.
ثم عاد قائلاً: “وإذا كان الجو رائعًا أثناء عودتي، فسأذهب إلى المزرعة”.
قالت زوجته: “يا جحا، أنت هكذا دائمًا، لماذا لا تقول: ‘إن شاء الله’؟!”
اتكأ جحا على سريره ثم نام، وترك زوجته تعد له لوازم السفر.
في الصباح استيقظ جحا مبكرًا، وأعد نقوده، وأخذ حماره، وخرج.
وفي الطريق، صادفته كوكبة من الفرسان فنادوا عليه متسائلين: “يا عم، من أين الطريق إلى القرية؟”
فلم يرد جحا. فكرر الفرسان سؤالهم، فأجابهم جحا بلا اكتراث: “لا أعلم”.
فتضايقوا منه، وهاجموا عليه، ولووا ذراعه، ولكزوه في جنبه، وقالوا له: “سر بنا إلى القرية، وإلا فلن نتركك سليمًا”.
سار أمامهم جحا مُضطَرًّا يلوم حظه التعيس الذي ساقه إلى طريقهم.
ولما وصل هو والفرسان، هطل عليهم المطر بغزارة، وسال الماء من رؤوسهم حتى أقدامهم.
وفجأة، تعثر حمار جحا، فوقع جحا من فوق ظهره على الأرض.
أخذ جحا يبكي وهو يحاول مساعدة حماره على النهوض، وبعد ذلك، تحسس جحا كيس نقوده فلم يجده.
فأخذ يندب حظه السيئ وراح يبحث عنه هنا وهناك.
لم يطمئن جحا على حاله إلا عندما دخل قريته، فإن كل ما جرى له لم يكن في الحسبان.
وصل جحا إلى باب داره مريضًا جريحًا مُتعبًا، وطرق الباب.
قالت زوجته: “من الطارق؟”
فأجابها: “أنا جحا، افتحي إن شاء الله”.