قصة جروح غائرة لا تلتئم بالقلوب قصص حب حزينة جداً
قصة جروح غائرة لا تلتئم بالقلوب قصص حب حزينة جداً
فتاة لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، متزوجة من شاب أحبته من كل قلبها، أصيبت في حادث كادت أن تفقد حياتها إثره، استعادت حياتها ولكنها فقدت سمعها، فكانت تتحدث إلى كل من حولها ولكنها لا تسمعهم، فيشرحون لها ما يريدون من خلال لغة الإشارة. كانت تثق بزوجها ثقة عمياء وبصديقة عمرها والتي كانت بمثابة أختها، كانت تشعر بسعادة بالغة بوجود زوجها وصديقتها حيث أنهما يهونان عليهما ضغوط الحياة ومصاعبها.
كانت قبل الحادث بعام فقدت والدها والذي ترك لها ثروة ضخمة، عهدت ابنته للمحافظة على صرح والدها وزيادته أيضا، وبعد الحادثة أطبق على الشركة زوجها وصديقتها، كانا الشريكان يديران المعارك خلف ظهر الزوجة التي لا يعلمانها إلا ما يريدان وحسب، كانا يحيكان التخلص منها ليزفرا بالشركة وكل الأموال التي تركها والدها.
اكتشفت الزوجة أنها حامل وهنا نشب الخلاف بين زوجها وبين صديقتها التي كان يعدها بالزواج، أرادت أن تجبره على التخلص منها في أقرب وقت ممكن على الإطلاق، أدركت أنه يريد الابن ليستولي على كافة ممتلكات زوجته قبل إنهاء حياتها، فتعمدت البقاء معهما بنفس المنزل، وباليوم التالي وضعت بشراب الزوجة دواءً فأجهضت الجنين في الحال، ليس ذلك وحسب بل كادت تفقد حياتها أيضا حيث ارتطمت رأسها بالسلالم جميعها حيث أنها سقطت عليها من أعلى!
وصديقتها التي فعلت بها كل ذلك هي من حملتها وذهبت بها للمستشفى، وهناك كانت الصدمة الكبرى حيث استفاقت الزوجة وقد استعادت سمعها، لم تجد أحدا منهما بالمستشفى فعادت للمنزل تحمل البشرى لزوجها، ولكنها فوجئت بوجود صديقة عمرها في أحضانه وبغرفة نومها، فعادت بخفة للباب وتعمدت أن تصدر صوتا لكيلا يكشف أمرها لأنها أيقنت بأن هناك الكثير والكثير عليها الدراية به قبل أن تكشف أوراقها. وبالفعل عندما استدركا تواجدها اختبأت صديقة عمرها وتداعت ظهورها قلقة عليها، كانا يتحدثان بكلمات منافية تماما لما يشيران إليها به!
أدركت الزوجة أنها تدمرت كليا، وأنهما يريدان إنهاء حياتها لينعما بالحياة والسعادة بأموالها، أدركت أهم شيء وأن صديقتها تحمل ابنا من زوجها!، اشتعلت بداخلها نيران الانتقام، أرادت أن تنتقم لنفسها ولوالدها الذي أيقنت أن وفاته لم تكن حادثا، وأول ما فعلت أرادت أن تبحث وراء موت والدها.
ادعت أنها على حالها بكونها فاقدة لحاسة السمع، وكلما دبروا لها مكيدة لموتها تمكنت من الإفلات منها بذكاء وحكمة، علمت أن هناك من يساعدها، ويفسد مخططات الشيطانين كلما حاولا التخلص منها، وكان شابا قد تكلف بتربيته والإنفاق عليه والدها الراحل.
عندما عرف عن نفسه لها، أعلمته بأنها تشك في حقيقة موت والدها طبيعيا، وطلبت منه البحث وراء ذلك وبالفعل اكتشفت أن بليلة وفاته كانت صديقتها بالمنزل، تعمدت الإيقاع بينهما لتصل إلى الحقيقة، وبالفعل وجدت أن صديقتها تحمل لها الكره والبغضاء منذ سنوات طوال ولا تريد إلا هلاكها لأنها تعتقد أن والدها كان سببا في وفاة أبيها، أما عن زوجها فوالدها حذرها منه كثيرا وأنه يرغب في أموالها وإن جاءته الفرصة لاختار المال وفضله عليها.
وضعا لها سما، ولم يتحركا من جانبها إلا بعدما تأكدا من شربها إياه، وهنا كشفا كامل أوراقهما أعلماها بأنهما على دراية بأنها عادت تسمع وعادت لحياتها الطبيعية، كما أنهما دبرا لها من البداية الحادثة وزوجها من قتل والدها تعمدا حينما أبى أن يعطيه دوائه مما أدى لوفاته في الحال.
تظاهرت بالموت ولكن الشاب الذي يساعدها كان قد أبدل الكوب، وما إن ادعت الوفاة حملها زوجها وجعلها في سيارته والشاب يتبعه، ومن ثم ألقى بجثمانها بمياه البحر، في الحال أنقذها الشاب.
وباليوم التالي تظاهرا بمدى حزنهما الشديد على رحيلها، وجاءت الشرطة ورجالها ليحققوا في اختفائها، أما عن شركاتها فاجتمع زوجها بالمستثمرين والمدراء وقرر أن يديرها بشكل تام بعد رحيل زوجته، وقرر أن يتزوج فتاته ولكنه كان يدبر لها أمرا ما للتخلص منها نهائيا، فكيف له أن يأتمنها بعدما فعلت ما فعلته بصديقة عمرها.
بدأت في تنفيذ الجزء الثاني من خطتها، باتت تجعل ملامح من ذكرياتهما سويا تظهر أمام عينيه بالمنزل، وتظهر بملابس بيضاء لدرجة أنه شك أنها صارت شبحا يلاحقه من هول ما فعله بها، من شدة ما فعلته به بمساعدة الشاب جعله يوقن بأنه أصيب بالجنون.
ويوم تقليده مفاتيح كل الشركات ظهرت أمامه من العدم، فصار يصرخ في وجهها ويسألها ويستنكر بقائها على قيد الحياة وأنه من قام بتسميمها بيده وإلقائها بمياه البحر، كان اعترافه أمام موظفي الشركة والمستثمرين وتم تسجيله على الكاميرات.
وضحت الفتاة كل شيء، وعندما حملت صديقتها أداة حادة وأرادت أن تقتلها انتقاما وثأرا، أعلمتها بما فعله والدها (والد صديقتها) بأنه اختلس أموالا طائلة من شركة أبيها وخسرها جميعها في لعب الميسر، وأن أباها عفا عنه ولكنه أنهى حياته بيديه حينما عاد للميسر مجددا واستدان في كل خسارة تكبدها، وأخيرا شعرت صديقتها بالندم الشديد واعترفت بأن زوجها من قتل أباها وألا ذنب لها بذلك، وقامت بتسليم نفسها لرجال الشرطة واعترفت بكل ما فعلته، أما عن زوجها فقد أنهى حياته بيده.