قصة جن العمارة المسكونة قصة مرعبة حدثت بالفعل
كنت في بداية خطبتي بالفتاة التي لطالما أحببتها سرا بيني وبين نفسي، ولطالما دعوت الله لأنالها في كل صلاة مكتوبة وفي كل نافلة، كنت في حاجة ماسة للعمل لأتمكن من الزواج في أسرع وقت ممكن وأنعم بالاستقرار والأمن مع من أحب قلبي.
كنت في يوم برفقة بعض الأصدقاء ودلوني على وظيفة براتب لا بأس به على الإطلاق، وفي نفس الوقت أتمكن من خلالها من استكمال دراستي بالدراسات العليا، والوظيفة كانت حارس أمن على عمارة مؤلفة من خمسة طوابق، وما سيتم حراسته بالتحديد الدور الأرضي والقبو حيث بهما بضاعة تقدر بملايين الجنيهات، وكانت ملكا لصاحب العمارة نفسه.
بادرت بالاتصال بمالك العمارة، وبالفعل وافق واتفقنا على كل شيء سويا، كانت مناوبتي تبدأ من الساعة التاسعة مساءً وتنتهي التاسعة صباحا، والراتب ما أحتاج إليه حرفيا، وطوال الليل يمكنني الدراسة بجد ولن يشغلني أحد حيث أن العمارة مهجورة، ولولا البضائع باهظة الثمن بأسفلها ما ترك بها أحدا للحراسة من الأساس.
سررت كثيرا بالعمل الجديد الذي سيقربني خطوات كثيرة من مبتغاي، وتواترت الأيام وكل شيء كان بأفضل حال، درست بمهارة وجدية وكنت متقنا لعملي خائفا من الله سبحانه وتعالى في كل صغيرة وكبيرة، وعندما أتممت شهري الأول بالعمل حصلت على أول راتب والذي قام صاحبه بمضاعفته لي، اعتقدت حينها بأنه أراد مكافأتي بطريقته الخاصة، وعلى الرغم من محاولتي في البداية رفض الزيادة في المال إلا إنه أصر على ذلك فقبلت.
وبعد الشهر الأول بدأت معي الأحداث الغريبة في الظهور، بإحدى الليالي لاحظت قطة سوداء بعيون غريبة للغاية، كانت تتطلع لي وكأنها تعرفني جيدا وترغب في محادثتي، كلما أدرت عنها وجهي التفت إليها ثانية لأجدها لاتزال تتطلع إلي!
انتابني شعور بالخوف، ولكني قررت ألا أظهره ومن الممكن أنها مصادفة، جلست طوال الليل على هذه الحالة، ومن شدة خوفي منها عجزت عن الدراسة مثلما أفعل كل ليلة، وقبيل الفجر توضأت وأردت قيام الليل وشرعت في صلاتي بصوت مرتفع بآيات من الذكر الحكيم وكلما قرأت كلما ازدادت أصوات القطة السوداء وكأنها تتوعدني!
أكملت صلاتي ولاتزال القطة على حالتها حتى أذن الفجر وفجأة تبخرت القطة من أمامي في لمح البصر، أيقنت حينها أن العمارة مسكونة بالجن والشياطين لا محالة؛ وبالليلة التالية بمجرد أن قدمت لعملي إذا بي أرى شيخا كبيرا في السن ينزل على سلالم العمارة، سارعت لأساعده وأسأله عن سبب تواجده، ولكنه أبى أن ينظر لي من الأساس، فتبعته لأعلم أين يذهب وقبل أن يصل للدور الأرضي للعمارة تبخر من أمام عيني كحال القطة السوداء أمس!
تجمدت الدماء في عروقي من هول ما أرى بهذه الوظيفة الغريبة، وعهنا تداركت السبب الحقيقي لمضاعفة راتبي، كان يختبرني سأثبت على أهوال عمارته المهجورة أم أنني سأهرب مثل كثيرين من قبلي؛ لم يكن يعلم أن الأهوال بدأت معي من بعد شهري الأول بها!
ظلت معي هذه الأحداث تتكرر وأصبر نفسي لاحتياجي الشديد للوظيفة حتى جاء اليوم الذي وجدت فيه قطا أسودا ولكنه غريب بطريقة أرعبتني، حاولت أن أجبره على الرحيل فحملت حجرا صغيرا وقلت بسم الله الرحمن الرحيم وألقيته على القط الصغير رغبة في إبعاده، لم أكن أتعمد ضربه بشدة ولكن الحجر أتى بمنتصف رأسه فنهض القط على الفور وأخذ يدور ويدور حول نفسه وكأنه يفارق الحياة، اقتربت منه لأساعده ولكن كانت روحه قد فاضت لتبدأ بعدها أسوأ مراحل حياتي على الإطلاق!
حملت القط ووضعته داخل صندوق ورقي وجعلته بجانبي ليظهر أمام عيني فجأة شيئا طويلا للغاية عندما دققت بنظري داخله وجدته ليس ببشري ولا حيوان ولكنه له جسد أشبه بشيء بين النوعين ولونه أسودا مريعا وله عينين خاليتان من البؤبؤ ولونهما أحمر!
اقترب مني شل جسدي بالكامل وانعقد لساني حتى عن استغاثتي بآية من القرآن الكريم، ضربني على صدري ضربة موجعة سقطت على الأرض إثرها، وعندما استعدت وعيي لم أجد القط الميت بالأمس ووجدت الشمس بمنتصف السماء.
عدت للمنزل وألقيت بجسدي على السرير عاجزا عن تفسير ما حدث معي، فجاءني الشيخ العجوز الذي قابلته من قبل بالعمارة في منامي وفجأة تحول أمام عيني لشكله الحقيقي الشيء الذي رأيته بالأمس، ومن بعدها اقترب مني بنفس هيئته المخيفة وهددني بأنه لن يبقي على أي شيء أحبه بحياتي إلا ودمره تدميرا، لأنني وبكل بساطة قتلت ابنه! القط الأسود لقد كان ابنا له ولكني لم أقصد قتله، توعدني بأنه سيجعلني أتمنى الموت بكل يوم ولن ألقاه!
استيقظت من نومي فزعا، لأعلم بنفس الوقت أن خطيبتي وأسرتها تعرضوا لحادث سير توفيت خطيبتي في الوقت والحال، هرعت إلى المشفى لأودعها لألقي نظرة الوداع عليها، ولكني كنت أودع نفسي معها، انقلبت حياتي رأسا على عقب ولم أكن أملك شغف العيش نهائيا.
عدت للمنزل واتصلت على مالك العمارة وألقيت عليه اللوم لعلمه بأن عمارته مسكونة بالجن ولم يعلمني بالأمر، حكيت له كل ما حدث معي ولكني لم أكن أعلم أنها مجرد البداية وحسب!
قبل نهاية الأسبوع تمرض شقيقتي الوحيدة مرضا عادي فأذهب بها للمشفى لأطمئن عليها ولكنها مع نهاية اليوم تكون قد فارقت الحياة بطريقة جعلت الأطباء جميعهم مذهولين من السبب، وبآخر يوم بالأسبوع يظهر معي ورم بالخصيتين، لأذهب للاطمئنان فأكتشف أني احمل ورما خبيثا بهما ويضطر الطبيب لإخباري بالحل الوحيد ألا وهو البتر لهما!
حقق الجني تهديده ووعيده لي كاملا غير ناقص، ولكنه لا يعلم أني لم أكن أعلم أن القط الصغير كان جنا من الأساس!