قصة جن سحر للزواج قصة حقيقية حدثت بالفعل
تعرضنا لحادث أنا مع أسرتي بالكامل، فقدت إثره والدي سندي بالحياة وأخي الأكبر الذي كان لي مثلي الأعلى وكان لي صديقي الصدوق، وشقيقتي التي تصغرني بعام واحد وكانت رفيقة روحي، وشقيقي الذي لم يأتي للحياة بعد فقد كان جنينا في أحشاء أمي حينها؛ لم ينجو من الحادث إلا أنا ووالدتي والتي كانت تنازع الحياة، كنت حينها بعامي الأول بالثانوية العامة.
ترك لنا والدي ثروة لا بأس بها على الإطلاق، أكاد لا أجزم إن ذكرت أنها تكفينا وتكفي أبنائي وأبناء أبنائي، ولكنه ترك لنا أيضا جرحا غائرا لم يتمكن شيء بعد رحيلهم عنا من سده، أصبحت الحياة في عيني وعين أمي سوداء، بتنا لا نرغب في الحياة من الأساس ولا نشعر برغبة بها.
نادرا ما خرجت من المنزل حتى دراستي لم أهتم بها على الإطلاق، وبعد انقضاء عام على الحادث استعدت نفسي، فعزمت على الصلاة في المسجد، كما أنني تعهدت ألا أجعل أمي حزينة وأن أساعدها بكل ما أوتيت من قوة لأخرجها من أحزانها.
وعندما بلغت عامي الثاني والعشرين وجدتها تحدثني بأنها ترغي في أن تزوجني لأعوضها خسارتها، تعجبت من أمرها كيف لي أن أتزوج وأنا بالكاد يمكنني العيش بهذه الحياة التي بدت باهتة خافتة؟!
ولكني لم أرد حزنا لها، وافقت على العروس التي انتقتها بعناية فائقة، زوجتي كانت كنسمة الهواء الباردة، طيبة القلب سهلة الإرضاء قنوعة لأبعد الحدود، كي يوم يمر علي بجانبها أشعر وكأنه لم يمر علي حزن من قبل، لم أسعد إلا في وجودها.
كانت حنونة بي وبوالدتي لأبعد الحدود، وفي يوم من الأيام جاءنا عمي وزوجته وابنتهما الوحيدة لزيارتنا وتهنئتنا على الزواج، كانت ابنة عمي تراني فارس أحلامي وحاولت أكثر من مرة إيصال مدى حبها البالغ لي وأنها لا تريد أن تكون زوجة إلا لي، ابنة عمي تبلغ ثمانية عشر عاما وأحسبها أنها لا تعي حديثها بعد.
من أول لقاء نشأت صلة صداقة بينها وبين زوجتي، أعطتها علبة من الكعك وأخبرتنا بأنها من قامت بخبزه بمفردها وأنها أول مرة تفعلها، أصرت على زوجتي للأكل منه، تعجبت لأنها تعلم يقينا أني ووالدتي نكره الكعك كليا، ولكني مررتها وليتني لم أفعل!
دامت الأيام بيننا مذاقها أجمل من عسل النحل، كانت ابنة عمي لا تمرر يوما إلا واتصلت فيه على زوجتي وسألتها عن حالها وعبرت عن مدى تشوقها لحمل ابن ابن عمها بين ذراعيها، كانت زوجتي تسعد كثيرا بالحديث معها والمسامرة.
زوجتي تتخذني أفضل صديق لها، وبطريقة رائعة تسرد كل ما يحدث معها على مدار اليوم، وبيوم من الأيام ذهبت زوجتي وأمي لحفل زفاف لبعض الأقرباء، أوصلتهما بالسيارة وعدت للمنزل ريثما يقترب موعد الحفل على الانتهاء أذهب وآتي بهما.
وخلال انتظاري قررت أن أشاهد فيلما منذ زمن بعيد لم أفعل، فزوجتي لم تترك لي وقت فراغ لقد ملأت علي كل حياتي، وبينما كنت منسجما مع الفيلم إذا بي أرى امرأة لم أرى إلا سوادا منها يغطيها بالكامل تجلس بجواري!
انتفض جسدي بالكامل، أغمضت عيني وفتحتهما وجدتها قد اختفت، صدقا لقد اقشعر كامل جسدي وشعرت بالخوف يسري بعروقي، لقد انسحبت من المنزل بهدوء تام وتعهدت ألا أخبر أحدا إلا إن ذكروا أمرا مماثلا أمامي.
ومن حينها صارت تحدث أمور عجيبة للغاية مع زوجتي، والمصيبة الكبرى أنها لا تدرك الأمر ولا تتدارك ما يحدث معها، ولولا أنني ألاحظه لما علمت مثلها بالأمر؛ بيوم من الأيام دخلت الحمام لتأخذ حماما ساخنا، استغرقت أربعة ساعات متواصلة مما أثار قلقي حيالها، فذهبت أصرخ عليها لأطمئن عليها ولكنها لم تجيبني مما اضطرني لكسر الباب، حينها وجدتها على الأرض ملقاة عينيها مثبتة تجاه السقف، خرجت فناديت أمي لتغيثني مما ألاقيه.
وعندما صعدنا للطابق العلوي مع أمي وجدتها تخرج من الحمام وعلى رأسها منشفة وكأن شيئا لم يحدث معها من الأساس!، لقد ذهلت مما رأيت لم أتمالك أعصابي فسألتها عما كان بها فوجدتها لا تتذكر شيئا على الإطلاق!
كانت المشاكل تنشب بينها وبين أمي على غير عادتهما، فزوجتي طيبة القلب حرفيا، وفور انتهائها تبكي بحرقة لما حدث منها، كانت تستمح والدتي على الدوام وتخبرها بأنه يكون رغما عنها ولا تدري كيف للكلمات أن تخرج منها، والدتي كانت أيضا تشعر وكأن شيئا خاطئا يحدث مع زوجتي، مثلي تمام كنت على يقين بأن خطب ما ليس بالشيء الطبيعي يحدث معها.
وبيوم من الأيام اتصلت علي والدتي فزوجتي مغشي عليها منذ أكثر من ساعة ولا تدري كيف تتصرف، تركت العمل وهرعت إليهما، فوجدتها غارقة في دمائها!، حملتها بين ذراعي وذهبت بها للمشفى، وهناك كانت الكارثة الكبرى حينما علمت بأنها نزفت من الرحم وأنها تعاني من مرض غريب به ولابد من استئصاله في الحال، حينما جادلت الطبيب أعلمني بأنه ليس أمامي سوى 24 ساعة وحسب وإلا حياتها نفسها ستكون في خطر.
كيف يعقل كل ذلك، وهي تتوق لحمل ابن مني؟!، وهنا حلت على رأسي الكارثة الكبرى لقد أتت ابنة عمي والدموع في عينها أنهارا، ظننت أنها تدعي ولكنها اعترفت بأنها على صغر سنها وقلة عقلها وغيرتها سحرت زوجتي، وكان السحر بألا تنجب وتنفصل عني لكثرة المشاكل، طلبت مني ألا أوافق الطبيب على ما أراد لإنقاذها، ورافقتني لمنزل الشيخ وهناك أعطته أموالا طائلة وطلبت منه فك السحر، وبالفعل عادت زوجتي لحياتها الطبيعية بعد قراءة شيخ رقية عليها وفك الكافر لما قام به من أعمال شيطانية لها، وكأن شيئا لم يحدث معها!