قصص اطفال

قصة حسن وكوب الحليب كل صباح , قصص قبل النوم للأطفال

قصة حسن وكوب الحليب كل صباح ..أيتها الأم الجميلة هناك العديد والعديد من الطرق لتعليم أطفالك وإكسابهم القيم والعادات الإيجابية، ورغم تعدد هذه الطرق إلا أن قراءة قصة وحدوتة لهم قبل النوم وحتى في أي وقت آخر هي الطريقة الأسهل والأبسط وأيضا الأكثر فعالية للتأثير في طفلك ولتقويك سلوكه طوعا وحبا وذلك عن طريق القصة والحدوتة وبذلك يكون فعلتِ كل ما تريدين بشكل غير مباشر!

 

تقول إحدى المربيات: (عندما كنت صغيرة كانت جدتي رحمها الله تقص علينا قصة كل يوم في المساء، كنت حينها أعتقد أنها تحاول إسعادنا وتسليتنا ببعض قصصها، والتي كانت في الحقيقة رائعة للغاية ننتظرها جمعينا على أحر من نار الجمر؛ وعندما تقدم بي العمر وكبرت اكتشفت أن معظم سلوكياتي وقيمي قد اكتسبتها بشكل لا إرادي وعفوي من قصص جدتي).

فللقصة فائدة عظيمة للغاية، بإمكان قصة أثرت في صغيرك أن تظل معه طوال عمره، كلما مر بموقف مشابه لأحداثها تذكرها وعمل بما جاء فيها على الفور ودن إدراك منه أيضا؛ علموا أولادكم طيب الأخلاق،

وتجادلوا معهم وناقشوهم بالحجة والبرهان، ولا يتمثل نصحكم وإرشادكم في مجرد أوامر على الصغار تنفيذها وإلا العقاب، فذلكم خير للصغار ويجعلهم على الدوام لا يخافون ويتصرفون على طبيعتهم بلا خوف من عقاب الأم ولا عقاب الأب.

قصة حسن وكوب الحليب كل صباح

أجمل قصة قبل النوم للأطفال على الإطلاق…

كان هناك طفل جميل اسمه “حسن” يحب والديه كثيرا ولا يكسر لهما كلمة واحدة إلا شيئا واحدا وهو شرب كوب الحليب كل صباح.

كان “حسن” يكره الحليب ولا يطيق أن يرشف رشفة واحدة منه، وعلى الرغم من كل محاولات والدته في جعله ليقبل على الحليب مثلما كان صغيرا إلا إن كل محاولاتها بائت بالفشل.

من ضمن محاولاتها أنها نهرته عن فعلته هذه، هددته بالضرب ولكن بلا فائدة، حتى توصلت لحل جميل للغاية وهي تجاهله كلياً، كانت تضع له كوب الحليب أمامه كعادتها كل صباح ولا تطلب منه أن يشربه، بعدها تحمل حالها للمطبخ لتكمل إعداد الفطور لزوجها.

شعر “حسن” ابنها الأكبر والذي يبلغ من العمر ثمانية أعوام بالحزن الشديد لانصراف والدته عنه وقلة حديثها معه، فجلس مع نفسه يفكر في حيلة تنطوي على والدته ويهيأ لها بأنه يشرب الحليب كل يوم وفي نفس الوقت لا يشربه حيث أنه لا يطيق رائحته البتة!

فكر في حيلة وهي أن يسكب الحليب دون أن تراه والدته حتى لا تغضب أكثر منه، ولكنه قال في نفسه: (أيعقل أن ألقي بيدي نعمة من نعم الله علينا؟!، أأرضي والدتي على حساب رضا ربي، والله لن أفعل ذلك).

راودته فكرة ثانية للخروج من هذا المأزق، فكر في أن يعطي شقيقته الصغيرة “لمى” كوب الحليب الخاص به، وهي من الأساس تعشق شيء اسمه حليب وتفضله عن أي شيء آخر، قال في نفسه: (إن لمى من كثرة حبها في الحليب ستتناول الكوب في ثواني معدودة، ولن تلاحظ أمي أي شيء، وبذلك ستتحدث إلي كسابق عهدها، وأكون قد نفذت لها ما تتمناني أن أكون عليه).

سكت برهة ثم قال في نفسه: (وإن سألتني أمي، هل شربت كوب الحليب يا حسن، بماذا أجيب عليها حينئذٍ؟!، هل أكذب عليها؟!)، فقرر أخيرا أن يعمد للفكرة الثانية ووالدته لن تسأله، وربما كان قد تناول طعامه كاملا قبل سؤاله عن كوب الحليب.

وما إن فعل ما عزم عليه، قام بصب كوب الحليب الخاص به في كوب أخته الصغيرة الفارغ بعدما تناولته، فأمسكت به وتناولته على الفور وفي الحال، أتت والدته من المطبخ وما إن رأت كوبه فارغا حتى تهللت أساريرها، فرحت فرحة عارمة وسألته بقلب فرح مسرور: (حسن وأخيرا شربت كوب الحليب)، فقال لها حسن: (أمي إنني لم أشربه، ولكني وضعته في كوب شقيقتي لتتناوله عوضا عني).

انزعجت من فعلته ولكنها سعدت كثيرا بصدقه، كان حديثه كاملا صادقا فقد كان قادرا على الكذب عليها وشقيقته الصغيرة لا تعرف أن تحكي وتسرد لوالدتها ما حدث؛ وأخيرا والدته عادت تحدثه مثلما كانت تفعل، ولم تعد تتجنبه في الحديث.

وفي يوم من الأيام كان يلعب “حسن” مسرورا للغاية بعودة علاقته القوية بوالدته كسابق عهدها، وللأسف الشديد انزلقت قدمه وجاءت أسفل جسده، وكانت العواقب وخيمة للغاية، فقد انكسرت ساقه بطريقة قوية جعلته يتألم ويتأوه بشدة؛ كاد قلب والدته يخلع من مكانه من شدة خوفها على صغيرها، أسرعت به للطبيب لتطمئن عليه ويفعل اللازم مع صغيرها.

أوصاه بشرب كوب من الحليب يوميا حتى تقوى عظامه، وأخيرا أيقن “حسن” ضرورة تناول كوب من الحليب يوميا لما له من فوائد عظيمة في بناء العظام وتقويته بشكل أساسي لا يمكن الاستغناء عنه.

مكث أسبوعين في سريره لا يتحرك كما أوصاه الطبيب، وكان طوال هذه المدة مداوم على شرب الحليب، وبعدها استطاع “حسن” أن يصل لطاولة الطعام ليتناول طعام الإفطار مع أسرته، وكانت إذا تأخرت والدته في صب الحليب في كوبه الخاص طلب ذلك بنفسه، فقد تعلم وأخيرا “حسن” الدرس وقد كان قاسيا للغاية.

يجب عليك أيها الابن وأيتها الابنة معرفة أن أكثر الناس حبا لنا وخوفا علينا وابتغاء المصلحة والخير على الدوام لنا هم آباؤنا وأي شخص آخر في حياتنا يأتي بالمنزلة التي تليهما، آباؤنا هم على أتم الاستعداد لفعل أي شيء في الحياة مهما وإن كان صعبا وربما مستحيلا للوصول بنا لبر السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى