قصص قصيرة

قصة حقيقية رائعة جداً قصة مؤثرة جداً

قصة حقيقية رائعة جداً قصة مؤثرة جداً

في كليه الطب جامعة الإسكندرية تدخل الدكتورة المدرج ..
الدكتورة : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جميع الطلبة بصوت واحد : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
.
الدكتورة : ازيكم عاملين ايه ؟ كل عام و انتم بخير . النهارده أول يوم دراسي في الترم الثاني و من حسن حظي اني هكون معاكم الترم ده….. قبل ما اعرفكم بنفسي أو أقول أي حاجة … احب أقولكم أن أي حد ظروفه صعبة أو مش هيعرف يشتري الكتاب بتاعي يكتبلي ورقة بعد المحاضرة و يبعتهالي مكتبي و أنا هعفيه من شراء الكتاب بإذن الله
.
فرد أحد الطلاب قائلاً : ازاي يا دكتورة ؟… ده كل الدكاترة اللي قبل حضرتك قالولنا اللي مش هيشتري الكتب هيشيل المادة
.
الدكتورة بابتسامة : أنا مليش دعوة بأشخاص أنا بتكلم عن كتابي أنا
.
رد أحد الطلاب ضاحكاً : كده يا دكتورة كل الطلبة هتبقى ظروفها صعبة و مفيش حد هيشتري الكتاب خالص
.
ضحكت الدكتورة قائلة : مفيش مشكلة انا مسامحة و هحكيلكم قصة حلوة بما انها أول محاضرة ليا معاكم
ثم بدأت تقص عليهم
من 20 سنة قبل انتو ما تتولدو كان فيه سواق ميكروباص اسمه أحمد عبد التواب عنده بنت في أولى طب في سنكم بالظبط
عندما تنتهى فاطمة من الكلية تذهب الموقف إلى والدها الذي يأخذها في الميكروباص مع الركاب ليوصلها لبيتهم الصغير جداً في دمنهور … و في الطريق تحدثت فاطمة لوالدها و قالت له : أنها تحتاج 500 جنيه في الغد لكي تشتري بعض الكتب و لشراء جهاز قياس الضغط و بالطو أبيض ..
.
فيرد عم أحمد قائلاً: لازم بكرا بكرا يا بنتي ؟
فاطمة : آه والله يا بابا الدكاترة اللي طلبو مننا كده
عم احمد و هو لا يعرف كيف يدبر المبلغ : ربنا يسهل الحال يا بنتي …. خلاص روحي البيت اتغدي انتي و ذاكري و أنا هسهر شوية في الشغل .
فاطمة بخوف : بلاش النهارده يا بابا الجو وحش و شتا جامد
عم أحمد : ربنا هو الحافظ يا بنتي .
ثم أَنْزَل الركاب في موقف دمنهور و أَوْصَل فاطمة إلى المنزل و ذهب إلى الموقف مرة أخرى.
.
ظل عم أحمد يحمل الركاب في سيارته من العصر حتى الساعة الثانية صباحاً..
حتى لم يري ى ركاب في موقف الإسكندرية لينقلهم لدمنهور ، فاضطر أن يمشي بسيارته فارغة دون أي ركاب بعد أن جمع لابنته فاطمة
300 جنيه فقط من الفلوس التي طلبتها منه.
.
و في الطريق وقف أحد الرجال مرتديا ً بدلة سوداء و قميص أزرق و كرافتة ، بيضاء يشاور لسيارة عم أحمد و كأنه يستغيث به… وقف عم أحمد بالميكروباص . فقال له الرجل : ممكن توصلني دمنهور و هديلك اللي انت عاوزه
.
ركب الرجل بجانب عم أحمد في الأمام فقال له الرجل : معلش يا اسطى أنا مش معايا فلوس ممكن توديني لحد البيت و هحاسبك والله.
لم ينظر عم أحمد إلى بدلة الرجل الغالية و لا لشياكته وأناقته و يتساءل كيف لرجل مثله يلبس أغلى الملابس و ليس معه أي فلوس.. و إنما قال له : فلوس ايه بس يا أستاذ ربنا يحفظك
.
نظر الرجل لعم أحمد و قال له : و انا مروح طلع عليا شوية بلطجية سرقو عربيتي و رموني مكان ما شوفتني كده.
عم أحمد بدهشة : معقولة… طب نروح نعمل محضر يا أستاذ
رد الرجل قائلاً : محتاج بس أروح البيت أغير هدومي وأطمن زوجتي و أولادي و أطلع على القسم أعمل محضر بالواقعة.
عم أحمد : مش مهم العربية و مش مهم أي شيء ، المهم انك بخير… الفلوس بتروح و تيجي يا أستاذ
.
و لما وصل عم أحمد إلى دمنهور و اتجه إلى بيت الرجل ليوصله إلى باب بيته.
قال له الرجل : استناني بالله عليك يا أحمد هغير هدومي وآجي معاك القسم أعمل بلاغ بسرقة العربية.
عم أحمد : حاضر أنا في انتظارك يا بيه
دخل الرجل و بعد أقل من دقيقة سمع عم أحمد صوت الرجل و هو يصرخ الحقني يا عم أحمد الحقني..
جري عم أحمد إلى البيت مسرعاً : في ايه يا بيه.. في ايه؟
.
الرجل و هو مرعوب : أنبوبه الغاز مسربة و زوجتي و أولادي غايبين عن الوعي … انقلهم معايا للعربية بسرعة..
فأخذ عم أحمد الطفلين مسرعاً إلى الميكروباص و حمل الرجل زوجته إلى السيارة واتجهوا إلى مستشفى دمنهور.. وتم انقاذهم .. خرج الرجل بعد أن حمد الله كثيراً و هو يقول لعم أحمد : أنا مديون ليك بحياة عيلتي أنا تحت أمرك في أي وقت.. ثم أخرج بعض الفلوس لعم أحمد فرفضها عم أحمد قائلاً : يا بيه والله ما انا واخد حاجة … حتى لو ما كانتش عربيتك مسروقة أو حصل اللي حصل مكنتش هاخد منك فلوس برده .. عارف ليه يا بيه؟
فاستغرب الرجل قائلاً : ليه يا عم أحمد
فقال عم أحمد : أنا اشتريت الميكروباص ده من 20 سنة.. زوجتي فرحت بيه أوي الله يرحمها و اتفقت معايا ان كل يوم و أنا مروح آخر حمولة تبقى لوجه الله علشان ربنا يحفظني ويحفظ طريقي و يبعد عني ولاد الحرام
..
الرجل و هو في دهشة : ياه انت راجل جميل أوي يا عم أحمد .. طيب ممكن تقولي اسمك ايه بالكامل لو مش عاوز تاخد فلوس اكيد مش هترفض اني أكون أخوك.
فرد عم أحمد قائلاً : ده شرف ليا يا بيه والله… أنا اسمي أحمد عبد التواب اسماعيل أحمد.
فقال له الرجل مبتسماً : و بنتك اللي كانت في الصورة دي اسمها فاطمة.
قال عم أحمد : أيوه يا بيه.
الرجل : عندك أولاد غيرها؟
عم أحمد : لا يا بيه؟
الرجل : طيب انت عرفت بيتي يا عم أحمد ممكن تبقي تيجي تزورنا انت و بنتك بما أننا بقينا أهل.
عم أحمد : إن شاء الله هنيجي علشان نطمن علي المدام والأولاد.
الرجل : إن شاء الله هستناك .
.
ثم ذهب عم أحمد إلى فاطمة ابنته و قص لها ما حدث .. فقالت له فاطمة : معقولة يا بابا ما جمعتش غير 300 جنيه من 500 جنيه و كمان ربنا يرزقك بشغل و ماتخدش منه فلوس ؟؟؟ ده أنا ممكن أسقط بكرا في الكلية في أعمال السنة.
عم أحمد : اسمعيني يا بنتي.. اللي وصلك لكلية الطب وحفظك ليا.. حمولة اآخر الليل اللي بطلعها لله دي .. و مش معنى ان كان رزقها كتير اني ابص على رزق انا طلعته لله وأنا عارف انه هيعوضني أضعافه… و بعدين النبي صلى الله عليه و سلم بيقول
( مَن نَفَّسَ عَن أَخِيهِ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنيَا ، نَفَّسَ اللَّهُ عَنهُ كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ الْقِيَامَةِ) .
فاطمة بعد أن شعرت أنها أخطأت قالت : سامحني يا بابا بس أنا خايفة بكرا أوي .. و نفسي أفرحك بيا و اخليك تشوفني أكبر دكتورة.
عم أحمد : إن شاء الله خير يا بنتي … روحي كليتك بكرا وادفعي الـ300 جنيه و سيبيها على الله.
ثم جاء اليوم الثاني و ذهبت فاطمة إلى كليتها و في المحاضرة الأولى دخل أحد العمال و استأذن من الدكتور الذي يشرح المحاضرة و قال : الطالبة فاطمة أحمد عبد التواب إسماعيل أحمد.
فقامت فاطمة و هي خائفة : أنا
فقال لها : اتفضلي معايا عميد الكلية عاوزك
اتجهت فاطمة إلى غرفة عميد الكلية و هي مرعوبة أ.. لماذا ارسل لها عميد الكلية؟ كانت ضربات قلبها تتسارع حتي وصلت إلى غرفة عميد الكلية وقال لها : انتي فاطمة أحمد عبد التواب إسماعيل أحمد.
فقالت له : أيوه؟
فقال لها و هو يبتسم : أنا عارف باباكي بيشتغل علإ ميكروباص في موقف إسكندرية دمنهور مش كده ؟
فقالت له باستغراب : أيوه .. أبويا جراله حاجة ؟
فقال لها عميد الكلية : الحقيقة لا ، لكن أولادي و زوجتي اللي كان هيجرالهم حاجة لو ما كنتش قابلت باباكي امبارح بالليل بعد عربيتي ما اتسرقت ..
فقالت له فاطمة بدهشة : هو حضرتك الراجل اللي ركب مع أبويا امبارح و زوجتك و أولادك كانو هيتخنقو من أنبوبة البوتاجاز ؟
فابتسم عميد الكلية قائلاً : أيوه أنا…. شوفتي بقى ..و هستناكي تشرفينا النهارده انتي و بابا في البيت
فاطمة بعد ان أصبحت في قمة سعادتها.. إن شاء الله حاضر يا فندم.
و بعد أن شكرها كثيراً استأذنته فاطمة للذهاب لتكمل المحاضرة ، قال لها : فاطمة
فنظرت له قائلة : أيوة يا فندم
فقال لها : دي كتب السنة دي و ده بالطو و ده جهاز قياس الضغط .. خديهم و لو احتاجتييأي حاجة أنا زي بابا بالظبط فاهمة ؟
فخجلت منه فاطمة كثيراً و حاولت تكراراً رفض الكتب و ما قدمه لها و لكنه رفض و أصّر بشدة.
بعد أن قصت الدكتورة لطلبة المدرج قصة بنت سواق الميكروباص قالت لهم : دلوقتي بقي نتعرف ببعض … أنا الدكتورة فاطمة أحمد عبد التواب إسماعيل أحمد .. بنت سواق الميكروباص
كلما زادت الصدقة زاد الرزق .
و كلما زاد الخشوع في الصلاة زادت السعادة .
و كلما زاد بر الوالدين زاد التوفيق في حياتك
.
“و من يتق الله ” (هذا شرط )
“يجعل له مخرجاً ” (هذا وعد)
“و يرزقه من حيث لا يحتسب “(هذه مكافأة )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى