قصة ذي الكفل عليه السلام: درس في الصبر والإيمان
قصة ذي الكفل عليه السلام: درس في الصبر والإيمان
من هو ذي الكفل؟
ذي الكفل عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين ذكرهم القرآن الكريم، وقد اشتهر بصفات عظيمة مثل الصبر والعدالة. وهو شخصية فريدة في التاريخ الديني، حيث يتمتع بمكانة عالية في الإسلام بسبب استقامته ووفائه بالعهد الذي قطعه على نفسه. رغم قلة المعلومات الواردة في القرآن عن حياته الشخصية، إلا أن ما ذكر عنه يشير إلى أنه كان من الأنبياء الذين كان لهم دور كبير في دعوة قومهم إلى الإيمان والتقوى، وكان يتمتع بحكمة وصبر في مواجهة التحديات.
ويرتبط اسمه في بعض التفاسير بقدرة فائقة على الصبر والتحمل، حتى أن الله عز وجل وصفه بالصابرين الذين يُدَخَلُون في رحمته. من خلال قصته، نتعلم دروسًا مهمة عن الوفاء بالعهد، والصبر على الأذى، وكيف أن الدعوة إلى الله تتطلب المثابرة والتضحية في سبيل الحق.
في هذه القصة، سنستعرض بعضًا من أبرز جوانب حياة ذي الكفل عليه السلام، وكيف أنه أصبح نموذجًا في العزيمة والإصرار، داعيًا قومه إلى التوبة والإيمان بالله، حيث كان له دور عظيم في نشر العدالة والرحمة.
القصة
لما كبر نبي الله اليسع عليه السلام، قال في نفسه: لو أنني استخلفت رجلاً على الناس، فأنظر كيف يحكم ويعدل بين الناس، فإن كان عادلاً رحيمًا جعلته خليفة على الناس من بعدي.
فقام اليسع عليه السلام وجمع الناس، وقال: من يضمن لي أن يفعل ثلاثة أشياء، استخلفه من بعدي. قال الناس: وما هي؟
فقال اليسع عليه السلام: يصوم النهار ويقوم الليل ويعدل فلا يغضب.
فقام رجل بسيط وهو ذو الكفل، فقال: أنا.
فقال اليسع عليه السلام: أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب؟!
قال: نعم.
فقال اليسع عليه السلام: فردهم هذا اليوم، وقال مثلها في اليوم الآخر. فسكت الناس، وقام ذلك الرجل وقال: أنا. فاستخلفه اليسع عليه السلام، فسماه الله ذو الكفل، لأنه تكفل بأمر فوفى به.
وكان بعد ذلك من الأنبياء الذين أوحى الله إليهم. وكان ذو الكفل رجلاً صالحًا، وحكمًا مقسطًا عادلاً، وقد تعهد ذو الكفل أن يكفيهم أمرهم، ويقضي مصالحهم، ويحكم بينهم بالعدل. وقد كان رجلاً صابرًا مؤمنًا.
وقد أثنى الله عليه وأدخله في رحمته في الدنيا والآخرة. قال تعالى:
“وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين، وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين.”
وقال تعالى:
“واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار.”
الدروس المستفادة من القصة:
- المسلم يحرص على نشر الخير ونفع الناس:
فقد رأينا كيف كان اليسع عليه السلام حريصًا على أن يختار رجلاً يعدل بين الناس ويرحمهم من بعده. - الوفاء بالعهد والوعد من صفات المؤمنين:
فقد رأينا كيف أن ذا الكفل وعد اليسع عليه السلام بأن يعدل بين الناس وأن يكون عابدًا لله، فكان كما قال ووفى بوعده، فأكرمه الله بعد ذلك بنعمة النبوة. - العدل والصلاح والتقوى سبب لدخول الإنسان في رحمة الله جل وعلا:
إن العدل والتقوى هما مفتاح رحمة الله، كما يظهر في قصة ذو الكفل الذي دخل في رحمة الله بفضل إيمانه وصبره.
مزيد من المعلومات عن ذي الكفل عليه السلام:
كان ذو الكفل عليه السلام من الأنبياء الذين اختارهم الله لحمل رسالته في وقت عصيب. وقد أُوحي إليه بعد نبي الله اليسع عليه السلام، وكان معروفًا بصفاته الطيبة وورعه في الدين. “ذي الكفل” هو لقب أطلقه الله عليه، ويعني “الذي تكفل بالأمر”، في إشارة إلى عظيم مسؤوليته في عبادة الله وحكمه بين الناس.
كان ذو الكفل يُعرف بالصبر الشديد والعدل الكبير، وقد تكفل بتحمل أعباء قيادة قومه وحكمهم بالعدل. ورغم كل الصعوبات التي واجهته، ظل صامدًا وملتزمًا بتعاليم الله تعالى. يقول الله عز وجل في القرآن الكريم:
“وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين، وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين.”
وقد أُثني عليه في القرآن كأحد الأخيار الذين أُدخلوا في رحمة الله بفضل إيمانهم وصبرهم، مما جعله واحدًا من أبرز الشخصيات الدينية التي يستحق أن يُحتذى بها في العدل والإيمان بالله.