قصة سحر وتحالف مع الشيطان قصة مرعبة جداً
في إحدى الدول كانت هناك أسرة في أولى سنوات الزواج، كان الزوجان في سعادة بليغة، وقد رزقهما الله سبحانه وتعالى بطفلة تبلغ من العمر سبعة سنوات، كانت والدتها تعلمها الصلاة، وبعد أداء صلاة العشاء نهضت الطفلة وذهبت لوالدها بينما استكملت والدتها ترتيل القرآن والدعاء بخيري الدنيا والآخرة، لتفاجأ بيد غادرة وضعت على فمها وسكين حادة على رقبتها تذبحها بدم بارد لتلفظ أنفاسها الأخيرة.
كان زوجها قد أتى على صرخاتها ليجدها متردية قتيلة والدماء تسيل من رقبتها كالنحر، أما عن طفلتها ذات السبعة أعوام فبكل أسى قد رأت والدتها وهي تفارقها بأبشع منظر على الإطلاق.
حملها زوجها بين يديه ولم يدري ماذا يفعل، وبمساعدة الأهل تم استخراج كافة الأوراق المطلوبة للدفن، وبعد عامين كان خلالهما قد اعوج طريق الزوج فترك صلاته وقرآنه وانساق وراء نفسه الحزينة التي لم تقبل رحيل زوجته الحبيبة، وعلى الرغم من أنه تزوج بفتاة غيرها لرعاية طفلته الصغيرة إلا إنه عجز عن تقبل الوضع الجديد كليا.
كانت زوجته متقبلة حياتها مع زوجها وتقوم بالاعتناء بطفلته بحب وود، كما أنها كانت تهون عليه أحزانه ودائما ما تدعوه للصلاة ولاسيما بالمسجد مثلما كان يفعل من قبل، وعلى الدوام كان زوجها يصب عليها الكلمات القاسية صبا.
ظهور الشيطان:
وبعد انقضاء عامين على زواجه الجديد، وعلى الرغم من مرور الأيام إلا إنه كان في كل ليلة يذهب لقبر زوجته ويشكو إليها حاله وحال طفلتهما، وفي ليلة رأته زوجته الجديدة وهي يطلب منها أن تخرج من غرفة النوم لأنه لا يرغب في أي إزعاج، وما إن خرجت من الغرفة لتجد رسالة من زوجها يعتذر عن تأخره على غير عادته، ذهلت فدخلت الغرفة لتسأله ولكنها وجدت الغرفة فارغة!
خرجت عند الطفلة وجلست بجوارها حتى عاد زوجها، وقصت عليه ما حدث معها بفرائص ترتعد، ولكنه فسر لها بأنها مجرد تهيأت وتخيلات.
تكرر معها الأمر أكثر من مرة، كانت ترى زوجها وتذهب إليه لتجده كيانا أسودا مخيف الملامح، فتركض هربا وتقص على زوجها ولكنه يفسر لها الأمر بأنها مجرد أوهام؛ عانت الزوجة كثيرا من الأمر لدرجة أنها أرغمت نفسها على التعود عليه لتتمكن من الحياة ولكن الأمر ازداد سوءًا إذ تلبث بها الكيان الشيطاني.
في يوم كان الزوج خارجا بالمقابر كعادته التي لم يقطعها، شعرت طفلته بصوت غريب فخرجت لترى زوجة والدها وكأن شيئا يلقي بها على جدران المنزل وهي مغشي عليها، اتصلت على والدها ولكن دون جدوى، وعندما جاء حملها بين يديه وأسرع بها للمستشفى، أخبرته ابنته بأن الشيطان كاد يقتل والدتها الجديدة!
معاناة وآلام:
وبدأت رحلة الرقاة، كان إمام المسجد الذي انقطع الزوج عن أداء الصلاة به يتابع أحواله ويبعث إليه ولكنه كان قنط من رحمة خالقه بعد فقده لزوجته الحبيبة بأبشع الطرق الممكنة، عاد للمسجد في محنته العصيبة وسرد للإمام ما يحدث مع زوجته الجديدة، فقال الإمام: “هناك صنفان اثنان من البشر يمكنهما رؤية الجن والشياطين، إما إنسان ماكر كاذب وإما إنسان تحالف مع الشيطان”!
كان لكلمات الإمام وقع على نفس الزوج غريب، طلب من الإمام أن يشرع في رقية زوجته والتي تكاد تفقد عقلها، وبالفعل أثناء الرقية نطق الشيطان قائلا: “إنها من أخلت بالاتفاق معنا”!
أيقن الإمام بأن هناك أمر مخفي، فطلب من الزوجة أن تصارحهما بكل ما حدث منها، كان من ضمن كلماتها بأنه حدث تحالف معها مع الشيطان ولكنها نفت أنها تتذكر أي شيء بخصوص التحالف وأنه كان منذ زمن بعيد.
طلب الإمام من الزوج أن يأخذ زوجته بالمكان الذي حدث فيه التحالف وينهيا كل شيء لينعما بحياة عادية كسائر البشر؛ وذهبت به لمنزل ساحرة وهناك كانت الفاجعة الكبرى.
تحالف الموت:
كان المنزل مهدما فارغا يخلو من كل شيء إلا الرعب، وببداية دخولهما للمنزل ظهر الشيطان كيان أسود مخيف لا يرى منه إلا عينين بلون الدماء، رفعت الزوجة وضربت على الحائط دون أن يقترب منها، سقطت على الأرض تسيل الدماء من فمها وأنفها، اقترب منها زوجها يغيثها فأخبرته بصوت متقطع وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة: “أنا السبب الوحيد وراء قتل زوجتك، أريدك أن تسامحني وتعفو عني، فلم أفعل ما فعلت إلا من شدة حبي لك”.
صعق الزوج ولكنه أكمل استماعه إليها، أردفت قائلة: “عندما تزوجت بها شعرت باليأس فذهبت لساحرة هنا، وكانت معي صورة لك وطلبت الزواج بك، فأخبرتني بأنه لن يتم إلا بطريقة واحدة وهي أن نقتل زوجتك ونقوم بسحر بتحالف مع الشيطان مقابل زواجي بك أن أبعدك عن الصلاة وابنتك، ولكني لم أستطع أن أفعل”.
لفظت أنفاسها ودموع الندم تفيض من قلبها قبل عينيها، وعندما نطق بأنه قد عفا عنها ظهر إليه الشيطان يخبطه يمنا ويسارا ويطلب منه أن يترك قلبه للسواد الأعظم قانطا ممن كان يعبده طيلة حياته ولم يفعل له شيئا (والعياذ بالله)، ولأول مرة يدرك الزوج مدى الجرم الذي ارتكبه في حق نفسه، فأخذ يرتل القرآن بصوت عال حتى اختفى الكيان، ومن حينها لم يترك فرضا واحدا واستعاد حياته بالرضا الذي وضع بقلبه.