قصص اسلامية

قصة سد مأرب: وماذا فعل أهل مأرب وكيف عاقبهم الله؟

قصة سد مأرب: وماذا فعل أهل مأرب وكيف عاقبهم الله؟

في قلب اليمن القديم، كانت هناك مملكة عظيمة تُدعى سبأ، اشتهرت بحضارتها الرفيعة وسد مأرب الذي كان يروي أراضيها ويضمن لها الرخاء. لكن مع ازدهارها، غفل أهل سبأ عن شكر الله، فوقعوا في المعاصي وكأنهم نسوا النعمة التي كانوا يتمتعون بها. في هذه القصة، سنتعرف على ما فعلوه وكيف كان العقاب الإلهي الذي أوقعه الله عليهم بسبب غفلتهم، فيحكي لنا القرآن الكريم عبرة عظيمة حول الإيمان بالشكر والاعتراف بفضل الله، لتظل القصة تذكرنا بحكمة الله في جزاء الطاعة والاعتراف بالنعمة.

ما هو سد مأرب؟

بُني سد مأرب في اليمن منذ آلاف السنين، وهو من أهم السدود التي بُنيت في العالم؛ وبُني من أجل السيطرة على مياه الأمطار والسيول، ومنعهما من إهلاك البشر والنباتات والحيوانات، وللاحتفاظ بهذه المياه واستعمالها وقت انقطاع الأمطار، وإرواء مناطق واسعة من الأراضي والزروع في أي وقت آخر.

ومن معاني (مَأْرَب) في اللغة: الحاجة، ويبدو أنهم سمُّوا السد بذلك؛ لأنهم احتاجوا احتياجاً كبيراً إلى بنائه، أو لأنه سهَّل عليهم الحصول على حاجات كثيرة.

أمر الحاكم ببناء سد مأرب

قيل إن الذي بنى السد بلقيس وقيل إن أول من بناه هو: سبأ بن يعرب، وجعل له سبعين واديا يفد إليه بالماء، وثلاثين مكانا يخرج منه الماء، ومات قبل أن يُكمِّل بناءه، فكمَّلته قبيلة حِمْيَر، وقد بنوه بين جبلين عظيمين، وبنوا في عرضه سورًا عظيمًا عُرف بسدّ (مأرب) أو (العرم)؛ لأنه لا أنهار عندهم، وإنما يستقي أهلها من السيول التي تتجمع من المطر، وقد كان يذهب أكثرها في الرمال، فإذا انقضى فصل المطر عطشوا وجفَّت زروعهم، وربما فاض المطر فأغرق مدنهم؛ فنالهم منه أذى كثير.

وبين المضيق و(مأرب) أرض كانت صحراء جرداء، فأصبحت بعد وجود المياه بالسد فيها بساتين وحدائق جميلة، وفيها من الخيرات الكثير والكثير، حتى وصفها القرآن بالجنتين، قال -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ).

أفعال أصحاب سد مأرب السيئة

قال -تعالى-: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ)، على الرغم من أن الله -تعالى- أرسل إلى أهل سبأ ثلاثة عشر نبياً، فقد أعرضوا عن دعوتهم إِلى توحيد اللَّهِ تعالى وعبادته، وأعرضوا عن شكر نعمهِ سبحانه، وكذَّبوا الرسل وقالوا: ما نعرف للّهِ نعمة.

عقاب الله لأصحاب سد مأرب

عاقب الله -تعالى- أصحاب سد مأرب على كفرهم بأن خرقه لهم، وأرسل عليهم سيلاً شديداً خرَّب سدهم وأغرق بساتينهم، وبدَّلهم بجنتيهم المثمرتين جنتين، ذواتَيْ أكل خمط؛ وهو الثمر المر الكريه الطعم، وأثْل؛ وهو شجر شبيه بالطَّرْفاء لا ثمر له، وقليل من شجر النَّبْق كثير الشوك، ذلك التبديل من خير إلى شر بسبب كفرهم.

العبر المستفادة من أصحاب سد مأرب

  • النعم لا تدوم إلا بشكر الله تعالى عليها.
  • الاستقرار في السكن نعمة عظيمة لا يشعر بها إلا من لا يجد سكن، ومن شُرِّد من وطنه
  • قدرة الله عز وجل فوق كل قدرة، ولا يعجزه شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى