قصص اسلامية

قصة سيدنا داود وسليمان عليهما السلام كاملة

قصة سيدنا داود وسليمان عليهما السلام كاملة

قصة سيدنا داود وسليمان عليهما السلام هي واحدة من أعظم القصص التي وردت في القرآن الكريم. يحكي القرآن عن حكمة وقيادة داود عليه السلام في بني إسرائيل، وعن حكمته العظيمة في القضاء بين الناس. ولكن القصة لم تقتصر على داود فقط، بل تضمنت أيضًا ابنه سليمان عليه السلام، الذي ورث من والده ملكه وحكمته، بل وزاد عليه من قدرة الله تعالى في تسخير الرياح والطير والجن لخدمته. كان داود عليه السلام يتمتع بقلب طيب وسمع خاشع، وكان يحكم بين الناس بالعدل، بينما كان سليمان عليه السلام معروفًا بحكمته وعلمه الواسع، بالإضافة إلى النعم التي خصه الله بها، مثل القدرة على فهم لغة الطيور والجن، وتوجيه الرياح حيث شاء. هذه القصة تحمل دروسًا عظيمة في الصبر، العدالة، التواضع، والتوكل على الله، وهي مصدر إلهام لجميع المؤمنين في كل زمان ومكان.

القصة

بعد وفاة يوشع بن نون، تتابع حكم بني إسرائيل عدد من الملوك الذين اشتهروا بالظلم والطغيان. في تلك الفترة، كانت هناك امرأة صالحة تدعو الله أن يرزقها ولداً صالحاً. وعندما رزقها الله بولدٍ، أسمته إشموئيل، سلمته إلى العلماء في مكان العبادة ليتعلم الدين. رُبي إشموئيل على يد أحد الصالحين، فكبر وأصبح شاباً قويًّا معروفاً بالصلاح والتقوى.

في إحدى الليالي، سمع إشموئيل صوتًا يناديه بينما كان نائمًا في المسجد، فاستيقظ مفزعاً وسأل شيخه، فأجابه الشيخ أن ينام. ولكن الصوت عاد مرة أخرى، فاستفاق إشموئيل، فوجد جبريل عليه السلام يبشره بالنبوة. بدأ إشموئيل يدعو بني إسرائيل إلى توحيد الله وعبادته. وبعد فترة من الزمن، ذهب بنو إسرائيل إلى نبيهم إشموئيل يشكون من ظلم الملوك، طالبين منه أن يرسل معهم ملكًا للقتال في سبيل الله. أخبرهم إشموئيل أن الله اختار عليهم طالوت ملكًا، وعلى الرغم من اعتراضهم على ذلك، وافقوا في النهاية.

خرج طالوت مع جنوده لمحاربة جالوت وجنوده، وفي طريقهم عبروا نهرًا، فقال طالوت: “من شرب من هذا النهر، فليرجع”. فشرب معظم الجنود، لكن من لم يشرب، كانوا مع طالوت في المعركة. فطلب جالوت المبارزة، فخرج داود عليه السلام، وكان جنديًا شجاعًا، ورمى جالوت بحجر من مقلاعه، فسقط جالوت صريعًا. انتصر المسلمون، وتزوج داود بنت جالوت.

تولى داود عليه السلام ملك بني إسرائيل بعد ذلك، ووهبه الله العديد من النعم، فآتاه الزبور، وجعل الجبال والطيور تسبح معه إذا سبح الله. كما صنع داود دروعًا من حديد خفيفة الوزن للمحاربين، وكان النصر حليفه في كل معركة بإذن الله.

وقد وهب الله تعالى داود الحكمة، وكان له أبناء من بينهم سليمان عليه السلام، الذي اشتهر بحكمته. فقد جاء رجلان يشكوان من قضية غنم في محكمة داود، فحكم داود بأن يأخذ صاحب الحقل غنم الآخر تعويضًا. لكن سليمان عليه السلام حكم بأن يأخذ صاحب الحقل الغنم ليتمتع بها، بينما يصلح صاحب الغنم الحقل ويعيد الغنم في النهاية.

في موقف آخر، عندما دخل داود محرابه للصلاة، فوجئ برجلين يدخلان عليه بدون إذن، فتحدثا عن مشكلة بينهما. حكم داود عليه السلام بحكمٍ خاطئ، لكن اكتشف أنهما كانا ملكين أرسلهما الله ليعلموه التأنّي في الحكم.

سليمان عليه السلام تولى الحكم بعد وفاة والده داود عليه السلام، وقد أعطاه الله ملكًا عظيمًا. سخر له الجن ليعملوا في المحاريب والتماثيل، كما سخر له الريح التي كانت تحمله إلى أي مكان. كان أيضًا لديه بساط خشبي يسير عليه الجنود. كما كان يمتلك القدرة على فهم لغة الطيور والإنس والجن.

وفي أحد الأيام، أمر سليمان بعرض الخيل أمامه، وعندما شغلته عن ذكر الله، أمر بذبح الخيول التي شغلته. ابتلاه الله بمشكلة صحية طويلة الأمد، ولكنه صبر على مرضه، وعندما شفاه الله، أدرك أن ملكه لا يملك له نفعًا إلا بإرادة الله.

اشتهر سليمان أيضًا بحكمته، حيث جاءته امرأتان كلتاهما تدعي أنها أم طفل رضيع. فحكم سليمان بأن يُقطع الطفل نصفين، فرفضت إحدى الأمهات، فعرف سليمان أنها أمه الحقيقية.

في حادثة طريفة، مر سليمان وجنوده على وادٍ من النمل، فحذرت النملة قومها من دخول طريق سليمان خوفًا من أن يدوسهم دون أن يشعر. فحمد سليمان الله على هذه النعمة.

أحد أبرز المواقف في حياة سليمان عليه السلام كان عندما أرسل الهدهد برسالة إلى ملكة سبأ، بلقيس، يدعوها إلى عبادة الله. قررت بلقيس أن تذهب لمقابلة سليمان، وأرسل سليمان أحد الجن ليحضر عرشها قبل أن يرمش، فبُني لها قصرٌ عجيب على شاطئ البحر، وعندما دخلت بلقيس ووجدت الأرض تحتها شفافة، أدركت أن سليمان نبي الله، فآمنت بالله وأسلمت مع قومها.

وفي النهاية، توفي سليمان عليه السلام في قصره، حيث كان يتكئ على عصاه، وأستمر الجن في العمل ظنًا منهم أنه حي، حتى تأكلت حشرة العصا وسقطت، فعرف الجميع أن الجن لا يعلمون الغيب، وأن العلم لله وحده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى