قصص اسلامية

قصة سيدنا سليمان عليه السلام كاملة

قصة سيدنا سليمان عليه السلام كاملة

قصة سيدنا سليمان عليه السلام تعد من أروع قصص الأنبياء التي تحمل العديد من الدروس والعبر. فقد منح الله سبحانه وتعالى سيدنا سليمان عليه السلام ملكًا عظيمًا وحكمة واسعة، بالإضافة إلى قدرات خارقة مثل تسخير الطيور والجن، وكان يحكم بين الناس بالعدل. وسيدنا سليمان عليه السلام كان نبيًا مرسلًا، ولم يكن ملكًا فقط، وقد واجه العديد من التحديات التي أظهرت حكمته وصدقه في اتباع أوامر الله. في هذه القصة نتعرف على خصائص سيدنا سليمان ونعمة الله عليه، وكيف استخدم قدراته في خدمة الله وعباده.

القصة

مات النبي داود عليه السلام، وجلس على العرش ابنه سليمان الذي كان رجلاً حكيماً وعادلاً. رفع سليمان يده إلى السماء يدعو الله قائلاً: “رب اغفر لي، وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، إنك أنت الوهاب”. فسَخَّر الله له الريح، تطاوعه وتجري حسب رغبته، وسَخَّر له الشياطين ليصنعوا له ما يشاء، وعلمه لغة الطير والحيوان. فشكر سليمان الله على ما أعطاه من النعم، فكانت مملكته أعظم الممالك في عصره.

وفي يوم من الأيام، كان سليمان وجنوده يسيرون، فمروا على وادي النمل. فسمع سليمان نملة تقول: “يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ليحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون”. فتبسم سليمان ضاحكاً وقال: “رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين”.

ثم أخذ سليمان يتفقد الجيش فاكتشف غياب الهدهد وتخلفه عن الوقوف مع الجيش، فغضب وقرر تعذيبه أو قتله إلا إن جاء بعذر قوي. وبعد فترة، جاء الهدهد وقال لسليمان إنه كان في مملكة سبأ، وهناك رأى أهل سبأ وملكتهم ذات عرش عظيم، ووجدهم يسجدون للشمس من دون الله. فقال سليمان: “سنعرف إن كنت صادقاً أم كذاباً، اذهب لملكتهم برسالتي، وانظر ماذا ترى”.

عاد الهدهد إلى مملكة سبأ وألقى على بلقيس ملكة المملكة رسالة سليمان. قرأت بلقيس الرسالة التي جاء فيها أنه من سليمان، وأنه بسم الله الرحمن الرحيم، وأنه لا تعلو علي وأتوني مسلمين. ثم عرضت الرسالة على كبار رجال المملكة، فنصحها رجال المملكة بالحرب، لكن الملكة رفضت الاقتراح وقررت إرسال هدايا لسليمان لتعرف حقيقة ما يريده سليمان منهم.

ولما ذهب الرجال بهدايا الملكة، أصابتهم الدهشة من عظمة مملكة سليمان. رفض سليمان الهدايا وقال لهم: “إن لم تؤمنوا بالله، سيحاربكم بجيش عظيم لا تقدرون عليه”. ما إن خرج رجال الملكة حتى جمع سليمان الجن والإنس وقال لهم: “من يستطيع أن يحضر لي عرش بلقيس؟”. قال عفريت من الجن: “أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك”. وقال رجل قوي الإيمان: “أنا آتيك به في أقل من لحظة”. كان عرش بلقيس أمام سليمان. شكر سليمان الله على هذه النعم التي أنعمها عليه، ثم طلب من أعوانه أن يغيروا شكل العرش ويضعوه في البلور على ماء البحر.

جاءت بلقيس لترى مدى عظمة مملكة سليمان، فاستقبلها سليمان وأكرمها وأدخلها قصر البلور. وقال لها: “أهكذا عرشك؟”. فقالت بلقيس مستغربة: “كأنه هو”. فقال لها سليمان: “إنه هو، وقد أحضرته من مملكتك. اذهبي إليه”. فحسبت بلقيس أن العرش على الماء فرفعت ثوبها، فقال لها سليمان: “إنه زجاج وليس ماء”. فعلمت بلقيس أن سليمان نبي من الله فآمنت بالله وتابت هي وقومها.

عاش سليمان بعد ذلك في مجد. وفي يوم من الأيام، كان الجن يعملون لسليمان، وكان سليمان يراقبهم وهو متكئ على عصاه. فمات وهو على هذه الحال. لم يعرف الجن، وظلوا يعملون، وكانوا يخشون سليمان أشد الخشية. اقتربت من عصا سليمان حشرة صغيرة أخذت تأكل في العصا، وفجأة اختل توازن سليمان وسقط على الأرض. هرع إليه الناس وعلموا أنه مات، وعلم الجن أنه مات وأنهم لا يعلمون الغيب. وبهذه النهاية العجيبة ختم الله حياة سليمان النبي الملك.

الدروس المستفادة:

  1. شكر الله على النعم: يظهر في قصة سيدنا سليمان كيف كان يشكر الله على النعم التي منحها له، وهو درس مهم للامتنان لله على كل ما يقدمه لنا.
  2. الحكمة في التعامل مع الأمور: من خلال قصة تعامله مع الهدهد وعرضه للرسالة، نجد كيف كان سليمان يتسم بالحكمة في قراراته، وهو درس في كيفية اتخاذ القرارات بعناية.
  3. أهمية العدل: كان سليمان معروفاً بالعدالة والحكم الرشيد، وهو درس لنا في أهمية العدل في كل مجالات حياتنا.
  4. التواضع: رغم ملكه الكبير، كان سليمان متواضعاً في تعامله مع الناس، وأوضح لنا كيف يمكن للإنسان أن يمتلك السلطة وفي نفس الوقت يبقى متواضعاً.
  5. الإيمان بالله: إيمان بلقيس بهداية سليمان واعترافها بنبوته يعكس الدرس الأساسي في الإيمان بالله والتوبة.
  6. قوة إيمان الإنسان: يظهر في قصة الهدهد والنبي سليمان كيف أن الإيمان بالله والإيمان بالقدرة على اتخاذ القرار الصحيح يمكن أن يحقق نجاحات كبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى