قصة شيطانية تحول من مسحور الى ساحر قصص حقيقية
من القصص المؤلمة للغاية وبها شرور عظيمة عن قدرة النفس البشرية الأمارة بالسوء في تدمير الإنسان نفسه بنفسه، كما أن بها عبرة عظيمة…
فتاة لم يرى في جمالها على الإطلاق، كان يضرب المثل بجمالها والرجال من حولها يتسابقون للفوز بها، استطاع أغنى رجل ببلدتها تقديم كل سبل الولاء والطاعة لأبيها واستطاع أن يظفر بها زوجة له، جعلها بمنزله ومن شدة حبه لها وغيرته عليها أبقى عليها بالمنزل وكل ما لزمها بالحياة جعله أسفل قدميها.
من الليلة الأولى بزفافهما كانت الفتاة قد سحرت للتفريق بينها وبين زوجها، زوجها الذي عجز عن لمسها بسبب السحر الذي فعل لها، أما عن الفتاة فقد كانت تتراءى لها أشياء غريبة، في بداية الأمر كانت في منامها ومن ثم باتت تتشكل لها حقيقة بينة جلية.
صارت تظهر لها مخلوقات الجن، وكلما أعطوها أمرا نفذته بكامل إرادتها، أحبت الفتاة فكرة أنها مرغوبة من الإنس والجن على حد السواء، عشقها جني كان ملكا على عشيرته ووعدها بأن يجعل الدنيا بأسرها بكفة يدها، وأول طلب منه كان أن تمكنه من نفسها، وبالفعل فعلت الفتاة ذلك مكنته من نفسها بكل سهولة منها ويسر، بل واستمتعت بذلك فقد شعرت بأنها مميزة ولم تهيأ لفتاة مثلها الفرص التي أتيحت لها، وقد كان جمالها الفائق سببا في كل الخيرات التي حلت عليها!
زوجها الذي قدم كل شيء لأجلها أصابه مرض غريب، وقد كان الجني العاشق لزوجته سببا في كل ما أصابه بإذن الله سبحانه وتعالى، فمرض كثيرا حتى فارق الحياة، لم يجدي الأطباء نفعا بحالته وقد أصابهم الذهول من حالة مرضه؛ أما عن زوجته فقد كانت تتلذذ بمرضه على الرغم من كونه محبا لها ويتفانى في إسعادها، أما عنها فقد كانت لا تعشق إلا الجني الذي ظهر بحياتها، وتطن له الولاء والطاعة برغبتها الخالصة.
الجني من وكل بها في الأعمال السحرية التي كانت من أحدهم، ولكنه وقع في عشقها حينما رآها وتقرب منها، كانت من أوامره تحريم الصلاة عليها ومن ثم الصوم، فكانت تتظاهر بالصلاة أمام الأهل والأقربين وتتظاهر بالصوم برمضان ولكنها كانت تفطر متعمدة لتنال رضا الجني!
في المقابل كانت تعالج بعضا من الأهل، ومن ثم ذاع صيتها فباتت يشار إليها بالبنان، جعل ملك العشيرة بعضا من خدامه الأوفياء رهنا لإشارة حبيبته البشرية، وكان كلما فعل لها شيئا ازدادت له محبة، لم تكن تعي أنها بطريق التهلكة وأنها باعت دينها وآخرتها بعرض من الدنيا الفانية.
وبيوم من الأيام علمها أصول السحر، وقعت الفتاة في سحر الفكرة وبدأت بتنفيذ الأعمال السحرية الشيطانية بأقرب الناس إليها، كانت تضمر بداخلها كل من ضايقها ولو بكلمة واحدة، وأول سحر قامت بأداء طقوسه كان لزوجها، لم أدري لماذا كانت تضمر له كل هذا الكره والأحقاد؟!
توفي زوجها في الحال، في صبيحة نزف من أنفه وفمه دما أسودا متكبدا، كان يصرخ من آلام ببطنه، عجزوا عن إيصاله للأطباء فقد فارق الحياة وهو يأن من شدة آلامه، والجاحدة تنظر إليه وتتلذذ بأوجاعه؛ وأصرت على أداء المزيد من الطقوس الشيطانية وتقديم القرابين للولاء والطاعة.
كان بكل مساء يأتيها الجني ويتمثل لها في هيئة شاب وسيم ليستمتعا سويا، كان تسلم له تسليما تاما، وعلى الدوام يمدحها ويتغزل في مدى جمالها، كانت على أتم الاستعداد لتقديم أي تنازلات، ولازالت تقدم التنازلات حتى ذات يوم أمرها أن تضاجع رجلا أتاها ليسحر فتاة لتقع في حبه ويتزوج بها، صدمت صدمة عمرها فكانت تعتقد أن الجني وقع في عشقها بجنون حاله كحال الكثيرين من قبله من البشر.
لم تكن تعلم أنه أوقع بها لينال منها ما ينال، ويدمر عليها حياته فهذه أهدافه التي لا يتنازل عنها أبدا، ألم يعهد لها بني البشر بأنه سيغوينا جيعا ليوقع بنا في السعير، ولكنها صدقته وآمنت به بل وآذت أناسا كثيرين بما علمها إياه من سحر.
حصدت الكثير من الأموال والشهرة الواسعة ولكنها في الحقيقة خسرت كل شيء، خسرت قلبا أحبها بصدق وكان على استعداد بالتضحية بحياته لأجلها، كان يتوق لأبناء منها يشبهونها، لم يقع في حب جسدها ولم يطمح لها لامتلاك جسدها ولكنه أحبها بصدق؛ أما عنها فقد غرها جمالها وتكبرها فحصدت ثمار أفعالها الشريرة بأن استمر في أفعالها الشيطانية ولم تتوب عنها حتى لاقت ربها على هذه الحال!