قصة فديتك روحي يا روح الفؤاد قصة حب جميلة قبل النوم
قصة فديتك روحي يا روح الفؤاد قصة حب جميلة قبل النوم
شعر بالفتور والملل من الزواج بعد مرور عشرون عاما على زواجهما، وبيوم من الأيام اتخذ قرارا نهائيا بأن يتحدث إلى زوجته وينهي كل شيء بينهما، عاد من عمله إلى المنزل مباشرة على عكس عادته…
زوجته بسعادة: “ثواني معدودات وأجهز لك طعام الغداء”.
الزوج: “لا أريد نهائيا الآن، هناك موضوع هام أريد التحدث إليكِ بخصوصه”.
فقالت الزوجة باستماع: “تفضل يا حبيبي”.
فبدأ الزوج حديثه وما كان ينوي عليه قائلا: “إنني أريد مصارحتكِ بشيء هام للغاية، لقد بذلت كامل جهدي طيلة السنوات الماضية لتوفير كل ما تحتاجون إليه، ولم أقصر يوما في ذلك، ولكنني الآن لم أعد محتملا ولا أرغب في خسارة ما تبقى من عمري، لقد قررت أن أبتعد فالأولاد قد كبروا وصرتم جميعكم قادرين على الحياة دوني، ولن أترككم وحسب بل سأعطيكِ ما يكفيكم وزيادة من المال”.
كانت الزوجة جالسة تستمع إليه، متماسكة كعادتها ولم تحاول حتى الدفاع عن نفسها على الرغم من كونها كانت على يقين بأنه مع امرأة غيرها وفعل كل ما فعله لأجلها، قالت له: “إنني لا أريد منك سوى شهر واحد وحسب، إنها المرة الأولى التي أطلب منك شيئا”.
فاندهش الزوج من طلبها وسألها: “ولماذا شهر؟! وما الذي يمكنه أن يحدث في شهر؟!”
فقالت له زوجته: “اعتبره مكافأة نهاية الخدمة”.
اعتلى الزوج الصمت وأومأ برأسه بأنه موافقا، هنا قالت الزوجة: “جزاك ربي كل خير، ولكني أريد منك في هذا الشهر أن تتناول معنا طعام الغداء كل يوم، وبعد الغداء أريد منك أن تحملني بين يديك لغرفة نومنا، وبعد ذلك لك حرية التصرف فيما بقى من اليوم”.
تعجب الزوج من طلبها فسألها عن سبب كل ذلك، فأخبرته زوجته قائلة: “لقد وعدتني وأعطيتني كلمتك، إنه شهر واحد وحسب، ولا أريد منك شيء آخر بعده”.
حدثته نفسه بأنه لا بأس بذلك طالما شهر واحد وسيتمكن من فعل كل ما يريده، كان يجبر نفسه على فعل ما وعدها إياه، باليوم التالي عاد من عمله إلى منزله مباشرة، وجد أبنائه بكل حب وود وتفهم يجهزون الطاولة ويساعدون والدتهم بالمطبخ، جلس ومنذ زمن بعيد يتناول الطعام معهم، كان يرقبهم بعينيه، وجدهم يتبادلون أطراف الحديث على الطعام كانوا يسألون والأم تجيب على تساؤلاتهم بحكمة، وبعد الانتهاء من تناول الغداء انتظر الزوج ليفي بوعده الثاني فانتظر زوجته قرابة الساعة وهي تنظف المطبخ بعد الغداء.
وما إن انتهت جاءت إليه ولفت يديها حول رقبته فحملها ووضعها برفق على السرير وانصرف مغادرا المنزل بأكمله، وباليوم التالي انتبه الزوج وهو يحمل زوجته أنها باتت هزيلة ولكنها لاتزال جميلة، أما باليوم الثالث انتبه لبعض خصلات شعر بيضاء!
بداية الأسبوع الأول من الشهر بأكمله كان منزعجا من طلبها الغريب، وجد نفسه يشتاق لانتهاء موعد العمل ليعود لمنزله وزوجته وأولاده، وجد نفسه يحملها بين يديه ويدخلها غرفتها ولا يشعر برغبة في مغادرتها كعادته، وباليوم العاشر بعدما حملها وجعلها على السرير أخذ كتابا وأخذ يقرأه بجانبها، وهنا لاحظ أنها تتناول دواء، فسألها عنه فأجابته بأنه مجرد مسكن للصداع وكان هذا أول حديث يدور بينهما بعد الاتفاق الذي عقدا بينهما.
وبيوم بينما كان بالمنزل ورد زوجته جوابا فاستلمه وفتحه وإذا به يجده طلبا عاجلا من المشفى، فاتصل عليهم واكتشف كارثة!
لقد أرادوا من زوجته استكمال الأوراق المطلوبة للعملية الجراحية لاستئصال الورم، وأن الطبيب الذي سيقوم بإجرائها لم يتبقى له إلا يومين ويغادر البلاد والذي دونه فرصة النجاح ستكون ضئيلة للغاية، اغرورقت عينيه بالدموع يومين من الشهر مدة الاتفاق بينهما، الدواء لم يكن مسكنا للصداع، ذهب للمشفى وأكد بنفسه على الحجز وقدم كافة الأوراق المطلوبة.
عاد لزوجته باكيا يقبل يديها وجبينها، كانت نائمة فاستيقظت قلقة عليه بسبب ما فعل!
سألها عن السبب وراء إخفائها مرضها عنه، ولماذا فضلت أن تعيش الشهر باتفاقها دونا عن تلقيها العلاج، فأجابته بانكسار: “وما الفائدة إذا تلقيت علاجا وبقيت أعيش وحيدة دونك؟!، أما عن الشهر لقد كنت سعيدة للغاية معك به، كان لي بمثابة أفضل مكافأة لنهاية الخدمة”.
سالت الدموع من عينيه واحتضنها بقوة وقال: “أقسم بالله العلي العظيم ولأجل كل شعرة بيضاء ظهرت برأسكِ بمنزلي هذا، ولأجل أبنائي الذين أفتخر بهم أفتخر بتربيتكِ لهم وتعبكِ وجهدكِ طوال السنوات وقد أهملتهم، ولأجل سنين عمركِ التي انقضت هنا وأنتِ صامتة مضحية لأجلنا، ولأجل كل حبة مسكن تناولتها طالما أنا على قيد الحياة سأعوضكِ عن كل شيء”.
وبالفعل صدق في وعده، وأجريت لها العملية الجراحية وكللت بالنجاح، ترك المرأة التي وعدها بالزواج من قبل وركز مع زوجته النفيسة الغالية ومع أبنائه.