قصص اطفال

قصة قبل النوم للأطفال رائعة وذات معاني سامية مكتوبة

قصة قبل النوم للأطفال رائعة وذات معاني سامية مكتوبة

إن قصة قبل النوم للأطفال ما هي إلا شكل تقليدي من أشكال رواية القصص، إذ يحدث أنه يتم قراءة قصة قبل النوم للطفل وهو في سريره يستعد للنوم.

أما عن قصة قبل النوم للأطفال فقد اعتبرت على مدى طويل للغاية وسيلة لتأسيس وعي الطفل الصغير وتوسيع إدراكه في العديد من العائلات والأسر، ومما لاشك فيه أنها تعود بالعديد من الفوائد على الطفل والأهل بالمثل أيضا.

وجميعنا نعلم جيدا بأن الأطفال يعشقون سماع القصص ولاسيما قبيل النوم، وبعضهم يعشق قراءتها بنفسه، وفي كلا الحالتين الأمر يستحق العناء إذ أنه رائع ومليء بالإفادة، فمع كل قصة جديدة يعلمها الطفل تعلمه شيئا جديدا وقيمة سامية، وبالتأكيد هذه القيم تشكل له شخصيته ووعيه وإدراكه، وبالتالي يعود عليه النفع في حياته المستقبلية، وتكون كل ذكرياته بصغره مبنية على هذه القصص الممتعة الشائقة.

القصة الأولى:

في إحدى القرى كان هناك حمارا صغيرا ومسكينا، وعلى الرغم من صغره إلا إن مالكه لم يرحمه، فقد كان يجعله مالكه يجر عربة ذات أربعة عجلات، ولم يكن يسمح له أن ينال قسطا من الراحة إلا القليل بعد يوم طويل من العمل الشاق، ولا يضع له طعاما يجعله قادرا على العمل إلا القليل.

وكان في كل يوم يقوم الحمار بكافة الأعمال مهما بلغت صعوبتها، علاوة على أن مالكه يؤجره لكل من أراده مقابل المال، كان الحمار يعاني كثيرا ولكنه كانت لديه قدرة عجيبة على التحمل.

وفي يوم من الأيام قرر مالك الحمار أن يبيعه، فسر الحمار كثيرا حيث أنه وأخيرا سيتحرر من كل المعاناة التي يلاقيها في كل يوم على الدوام، واشتراه رجل طويل القامة يرتدي قبعة سوداء وعباءة طويلة للغاية لدرجة أنه لم يرى قدميه بسببها، قام بشراء الحمال والعربة ذات الأربعة عجلات أيضا، اعتقد الحمار أن معاناته قد زالت أخيرا ولكنه سرعان ما اكتشف أن مالكه الجديدة متعجرفا قاسي القلب نادرا ما يتذكر طعام حماره وراحته، وبذلك ازدادت معاناة الحمار من جديد.

وفي يوم من الأيام سقط الرجل من على العربة ولم يعد قادرا على الحراك من مكان سقوطه، نظر للحمار وطلب منه المساعدة، وما كان من الحمار إلا أن قام بتذكيره بجميع أفعاله المؤذية التي كان يفعلها معه، وكيف أنه كان يتركه أوقاتا طويلا بلا طعام ولا ماء ولا حتى قسط صغير من الراحة على الرغم من تحميله أعمالا شاقة للغاية، عاد الرجل لنفسه فقد تأثر كثيرا وأيقن بأنه شخص ظالم وعديم الرحمة، وبعد شفائه التام فقد ساعده الحمار على النهوض من مكانه غير معاملته مع كل من حوله وأصبح الحمار صديقه الذي لا يظلمه على الإطلاق.

القصة الثانيـة:

في إحدى الغابات كان هناك نسرا صديقا لثعلب، وكانت صداقتهما تزداد بسرعة يوما تلو الآخر لدرجة أنهما أصرا على البقاء بجانب بعضهما البعض وعمد الافتراق، فقررا أن يجعلا منزلهما بالقرب من بعضهما البعض، فبنى النسر له عشا فوق شجرة بالغابة واتخذ الثعلب من أسفلهما سكنا له.

ومرت العديد من السنوات والنسر والثعلب كانا سعيدين بصداقتهما، وبات للنسر نسورا صغارا وللثعلب أشبالا صغيرا؛ وفي يوم من الأيام قرر الثعلب أن يخرج للاصطياد لإطعام أشباله الصغار، وقبل أن يغادر كان مطمئنا عليهم جميعا لوجود النسر أعلى الشجرة، فخرج الثعلب ولكنه تأخر في العودة.

وفي ذات الوقت جاع صغار النسر، والذي بكل خبث ومكر نظر للأسفل فوجد أحد أشبال الثعلب وكان على علم بتأخر والده الثعلب، فانقض عليه وأخذه فريسة لصغاره، وفورها أتى الثعلب ليرى صغيره بين مخالب النسر صديقه، فانكسر قلبه نصفين، سأل الثعلب والدموع تذرف من عينيه: “ماذا فعلت؟!”

لم يجد النسر كلمات يرد بها على من المفترض صديق عمره المقرب، فقال الثعلب: “لقد خنت ثقة صديق عزيز مقرب إليك”.

حمل الثعلب نفسه وأشباله الصغار ورحل عن النسر بقلب مفطور على صغيره الذي جعل منه النسر الخائن طعاما لصغاره، لم يجد حلا سوى الرحيل حيث أنه وبعد كل ما فعله النسر لم يكن يستسيغ أن يرى أذى أو ضر وقع بصديق عمره، لم يستطع أن ينسى الذكريات التي جمعت بينهما فكان الرحيل أسلم حل بالنسبة إليه.

وفي يوم من الأيام شعر صغار النسر بالجوع الشديد، فخرج النسر للبحث عن طعام لهم، وبالفعل ذهب لإحدى القرى واستطاع أن ينقض على ماعز صغيرة، وحملها بين مخالبه وعاد بها لصغاره فرحا ولكنه صدم صدمة عمره عندما وصل للعش.

رأى صاعقة تنزل من السماء فاشتعلت النيران في العش حيث الصغار ضعاف وجائعين، عجز النسر عن إنقاذ صغاره الذين احترقوا جميعا بفعل النيران العاتية، شعر النسر بأن الله سبحانه وتعالى قد عاقبه بسبب ما فعله بصديقه الثعلب وبأنه كسر ثقته وخانه، أذاقه الله سبحانه وتعالى من نفس الكأس التي جعل صديقه يتجرعها ولكن بأضعاف مضاعفة.

أخذ يبحث النسر عن صديقه الثعلب ليقدم له الاعتذار ويأخذ منه العفو والمسامحة، ولكن دون جدوى؛ وعندما وصل الخبر للثعلب حزن حزنا شديدا على صديقه النسر، ولم يكن يريد أن يشعر صديقه نفس ألمه، ولكن هذا عدل الله سبحانه وتعالى فقد جعل الله للنسر الخائن عقابا يستحقه وهو أهل له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى