قصص رومانسية

قصة قوى الحب قصة حب حدثت بالفعل واقعية

قصة قوى الحب قصة حب حدثت بالفعل واقعية

فتاة ريفية بسيطة للغاية من أسرة فقيرة، لم يتبقى في رعايتها والاهتمام بها سوى جدها، أما عن والدها فقد توفي في حادث أليم راح ضحيته أثناء دفاعه عن مديرته بالعمل، ولاقت ابنته (الفتاة) بعد رحيله الكثير من الاتهامات لوالدها بأنه كان على علاقة بمديرته بالعمل ففداها بروحه، مع العلم كان والدها مظلوما!

أما عن والدتها فكانت قد تركت والدها بعد ولادتها وتزوجت برجل غني بالمدينة كان يطاردها، عمل والدها على تربيتها وتعليمها كل شيء، كان يعوضها عن فقدها لأمها فكان يشعر على الدوام بسوء اختياره تجاه صغيرة قلبه.

تأثرت الفتاة كثيرا برحيل والدها، شعرت بكسر ظهرها ولكنها أرادت حياة أفضل لها ولجدها، كانت تشعر بمسئولية تجاه الاهتمام بجدها وكشف الظلم الذي تعرض له والدها بعد رحيله عن العالم؛ توجب عليها أن تذهب لأمها بمنزل زوجها أثناء دراستها، فقد حصلت على المركز الأول بمرحلة الثانوية العامة، والتحقت بجامعة مرموقة، ولكن رسومها كانت لا تقدر الفتاة عليها، فقررت أمها مساعدتها في ذلك وأقنعت زوجها، والذي رآه موقفا يجعله في مكانة يشيد بها المجتمع من حوله.

ومن الوهلة الأولى التي دخلت فيها المنزل أيقنت أنه ليس لديها مكان به، فوجئت بشاب وسيم ما إن اصطدمت به تجمدت كافة أوصالها، اعتقدت بأنه ابن زوج أمها، ولكنها تفاجأت بأنه صديق طفولته، كانت أمها قد أنجبت ابنة وحيدة من زوجها تصغر فتاتنا بثلاثة أعوام، كانت لا تفوت أختها من أمها فرصة إلا وقللت من شأن فتاتنا وتنمرت عليها بمدى فقرها وعوزها الشديد لأموال والدها!

كانت الفتاة على الدوام تذرف الدموع ولم يلاحظ أمرها إلا صديق طفولة العائلة الذي من الوهلة الأولى التي اصطدمت به وقع قلبه في حبها، فصار يعينها على أمرها دون أن يظهر في الصورة.

كانت على الرغم من كل ما تعانيه من سوء معاملة بمنزل والدتها، ويقينها بأنها لم تفقد والدها وحسب وإنما والدتها أيضا إلا إنها كانت تجد عزائها بين كتبها وفي جامعتها، كانت تشعر بالجوع الشديد وتخجل أن تتناول شيئا، وفي يوم من الأيام خرجت من المنزل لتشتري شيئا من الطعام وبينما هي عائدة ارتطمت برأسها الكرة فسقطت مغشيا عليها، كان ابن زوج أمها وأصدقائه يلعبون الكرة حينها، فظلما بأنها تمثل ذلك ولكن صديق طفولته حملها بين ذراعه عندما لم تستفق وذهب بها للمشفى، وهناك علم بأنها ما وصلت إلى هذه الحالة إلا نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية نتيجة الجوع الشديد!

ومن هذه اللحظة قرر أن يجعلها مسئوليته الخاصة، كان بنفس جامعتها، وبكل يوم كان لا يتناول غدائه إلا برفقتها، هذا الأمر جعل كل من حوله يحقد على الفتاة، وكيف لا؟! والشاب الأكثر وسامة وثراءً من بين جيله؛ وغدت الأيام والشاب يتعلق قلبه بها أكثر فأكثر، وكان في كل لحظة يوقن بأن الله خبأ لأجله جوهرة نفيسة، كان يكتشف مدى نقائها وبراءتها، وعلى الرغم من ذلك إلا إنها أيضا كانت تتمتع بشخصية قوية لا تقهر.

تودد الشاب إليها وقربه الشديد منها جعلها عرضة للتنمر من الكثيرين ولاسيما هناك فتاة من عائلة مرموقة كانت تحب الشاب وتطمح في الزواج به، كانت فتاتنا في كل محاولة لإبعادها عن الشاب ترد بقوة، أما الكارثة الكبرى حينما أتاها الرفض من أمها بنفسها حيث أنها تطمح ليكون الشاب زوجا مستقبليا لابنتها!

حاولت أن تقنع فتاتنا بأن زوجها سيتخلى عنها إن لم تتراجع عن قرار ارتباطها وزواجها بالشاب، ولكن فتاتنا أعلمتها بأنها شئونها الخاصة وكلا منهما عليه أن يتخذ القرار المناسب بحياته، فهددتها بانقطاع التمويل المالي عن دراستها، فقررت فتاتنا أن تعمل لتسد كل ما أنفقته والدتها على تعليمها.

تظهر مديرة والدها والتي كانت مظلومة حالها كحال والدها تطلب العفو من فتاتنا لخسارتها لأبيها وأنها كانت السبب الرئيسي، صدتها فتاتنا فكانت لا تستطيع أن تتقبل فكرة فقدها لوالدها بسبب إنقاذه لحياة مديرته، كانت تشعر بالحنين إليه ولاسيما أنها لم تتعرض لأي سوء بحياته، فقررت المديرة أن تعوضها عن كل ما حدث فحررت قضية اتهام تجاه زوجها بتشويه سمعتها إثر الحادث ولاسيما أنها كانت في غيبوبة، كما اشترت منزلا لجد الفتاة قريبا من جامعتها ونقلت إليه الجد وحفيدته ليعشيا سويا، وتكفلت بكامل نفقاتها الدراسية بعدما أثبتت براءة والدها.

تمسك الشاب بفتاتنا حتى بعد إنهائه لدراسته وسفره للخارج لإكمال دراساته العليا، فور عودته تقدم بطلب الزواج منها من جدها، أحبت عائلته الفتاة ولاسيما أنه لم يحرك قلبه غيرها بعد فقد لوالدته في حادث مرير.

وفور معرفة زوج والدتها بأمر زواجها من وريث أثرى العائلات قرر الانفصال عنها واتهمها بأنها ساهمت في ذلك لكونها ابنتها، دافع ابنه عن الفتاة بعدما أيقن معدنها الأصيل، أما عن ابنتها فتخلت عن أمها؛ ذهبت الأم لفتاتنا وطلبت أن تسامحها ففعلت لأنها طيبة القلب، أما عن فتاتنا فتزوجت بالشاب وكانت في كل يوم تصر على كونها أفضل امرأة بالكون له، كانت تعينه في كل أمور حياته بعمله وبحياته الشخصية، وبالفعل استطاعا أن يثبتا جدارتهما ومدى قوتهما ببعضهما البعض.

وبعد عام من الزواج اكتشفت أمر حملها، فكان أسعد رجل بزوجته التي وهبته سبل الحياة جميعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى