قصة لعنة حتى الموت بفعل ساحرة قصة رعب حدثت بالفعل
فتاة جميلة في عمر الزهور استطاع شاب أن يجعلها ملكة حياته على الرغم من كل التعقيدات التي جعلتها في طريقه زوجة والدها، لم تجد الفتاة السعادة ولم تشعر بها طوال حياتها إلا مع زوجها الذي هيأ لها كل أسباب الحياة من حولهما لإسعادها وإدخال السرور إلى قلبها، ولكن سرعان ما تغير الوضع من السعادة المطلقة إلى الحزن والكآبة والتعاسة.
مضى على زواجهما خمسة عشر عاما وفي كل شهر تأمل الفتاة أن ترزق بجنين بأحشائها ولكن دون جدوى، كانت نعم الزوجة فقد كانت تساعد زوجها في كل الأعمال التي يقوم بها، وأما عن زوجها فقد كان يتوق لطفل من زوجته الحبيبية.
وعلى الرغم من كل محاولاتهما لتحقيق حلم حياتهما إلا أنها كانت تبوء بالفشل، ومن تجربة لتجربة حتى وصل بهما الحال لزيارة ساحرة عجوز تعيش بكهف بإحدى الجبال، اتخذ الزوج هدية قيمة للعجوز وقد كان قربانا ماعزا بيضاء كبيرا.
استقبلتهما الساحرة أحسن استقبال وبدأت معهما الحديث لكونهما عجزا عن فعل ذلك، وضعت العجوز يدها على الزوجة وقالت لها بأن زوجة أبيها ألقت عليها لعنة ألا تسعد طيلة عمرها، وعندما عجزت عن منع زواجها جعلت اللعنة في إنجابها.
دمعت عيني الزوجة وكانت نظراتها مليئة باليأس ممتزج بالألم، ربتت العجوز على كتف الزوجة وبشرتها بأن بطنها ستحمل بالكثير من الأبناء، وأنها على أتم الاستعداد لمساعدتهما، ولكن هناك شرط واحد.
قالت الزوجة بعجلة دون أن تعرف الشرط: “إنني أوافق على كافة الشروط وأيا كانت”! على الرغم من اعتراض زوجها على الموافقة دون أن يعلما الشرط أولا.
ابتسمت الساحرة ابتسامة خبيثة وقالت: “الشرط أن تهبا لي أول مولود بينكما، لقد شارف عمري على الانتهاء وأخشى أن أموت وحيدة ولا أجد من يقوم بدفني”.
صدما الزوجان من شرطها، ولم يكن أمامهما أي حل سوى الموافقة، فقامت العجوز بتجهيز كل اللازم من طقوس وأعلمتهما بكافة التعليمات، وكان عليهما أن يجتمعا سويا في ليلة مقمرة تحت أضواء القمر وقريبا من مياه جارية، وبالفعل فعلا الزوجان كل ما أمرتهما به العجوز، وما هي إلا أيام قليلة وأخيرا تحقق حلم الزوجين ولم يكونا قادرين على تحمل السعادة التي أتت إليهما.
كانت الزوجة يدها بيد زوجها في كل أعمال الأراضي التي كان يمتلكهما ويقوم بزراعتها بكل حب، وفي كل لحظة كانا على أمل متجدد مع اقتراب رؤية طفلهما الذي طال انتظاره لسنوات طوال، ومن شدة سعادتهما المفرطة تناسيا وعدهما للساحرة العجوز!
وأخيرا أتى موعد الولادة، ووضعت الزوجة طفلا غاية في الجمال يحمل كافة تفاصيل ملامح والدته الجميلة، سعد والده كثيرا بذلك وجمله بين يديه وأطلق عليه اسم والده الراحل، وكانا يهتمان لأمره كثيرا حتى بلغ عامه الأول، اطمئنا قلبهما تجاه العجوز حتى تفاجئا بقدومها بيوم مولد ابنهما، ومن أول ما دخلت منزلهما كان تركيزها كاملا على الطفل الصغير تراقبه في كل شيء.
جلست معهما وذكرتهما بوعدهما الذي قطعاه لها من عام مضى، طمأنتهما بأنهما سيتمكنان من إنجاب المزيد والمزيد من الأبناء غيره بخلافها التي شارف عمرها على الانتهاء، وأنها لن تتخلى عنه مهما قدما لها من عروض.
عرضت عليها الزوجة بأن تخدمها ما بقي من حياتها، ولكن الساحرة العجوز كانت مصرة على أخذ الطفل الصغير، ومن شدة خوف الزوج على ابنه لم يشعر بنفسه إلا وبيده حجرا ضخما وقد رطم رأس العجوز به فأرداها قتيلة وهي تنازع وتلفظ أنفاسها الأخيرة.
حملها بيد يديه وحفر لها قبرا بمنتصف أرضه وجعلها به، لم يدري أحد بما فعله الزوجين ولكنهما كانا في كل يوم وليلة يعيشان وهما في خوف وقلق كبيرين على صغيرهما من لعنة الساحرة العجوز، وبالأخص الأم التي كانت تشعر في كل لحظة بأن وليدها سيسلب من بين يديها وأن الساحرة قد ألقت عليهما لعنة أشد من لعنتها الأولى تفوقها وتتغلب عليها من حيث القوة والشر.
ولم تكن تدري الأم أن يقينها في محله وأنه لم يحول بينه وبين تحقيقه سوى عامل الوقت، وعندما أتم طفلها الوحيد عامه السادس كانت قد خرجت للسوق لطحن بعض الحبوب وكان صغيرها معها ترعاه وتخاف عليه من أي وكل شيء، فاختفى من أمام أنظارها على الرغم من كونها كانت ترقبه، فهلعت تبحث عنه بكل مكان، ومن شدة بؤس حالتها كل من بالسوق صار يبحث عن طفلها تعاطفا معها على أمل أن يجدوه ويهونوا عليها من حالتها.
سمعت الأم صوت العجوز يأمرها بأن تذهب تجاه ضفاف النهر، فاتبعت الصوت وذهبت لتجد عيناها معلقة على بعض أغصان الأشجار وتجد ابنها الصغير مفارق الحياة غارقا بالمياه محتجزة بعض الفروع والأغصان المتساقطة جثمانه، أيقنت الأم أن اللعنة قد أصابتها ومضت بقية حياتها في حزن على صغيرها، تمنت لو أنها لم تتمنى يوما أن تحمل فيه، كانت صورته لا تفارقها إطلاقا وصوته في آذانه دوما.