قصة مضحكة عن جحا
جحا هو أحد أشهر الشخصيات في التراث العربي، وهو رمز للفكاهة والحكمة في آنٍ واحد. قصصه المضحكة تحمل طابعًا من السخرية والدهاء، حيث يعكس في مواقف حياته البسيطة أسلوبه الفريد في التعامل مع الظروف. في هذه القصة المضحكة عن جحا، سنأخذكم في رحلة مليئة بالضحك والمفاجآت، فتعالوا معنا لنتعرف على كيف تمكن جحا من تحويل المواقف العادية إلى أحداث فكاهية مليئة بالحكمة!
القصة
تقول الحكاية إن رجلاً اسمه مطر كان مسافرًا على جمل، ولسوء حظه مرض جمله وهو في الطريق ومات. واصل سفره ماشياً على قدميه حتى وصل إلى جماعة بدو رحل يسكنون أحد الأودية القاحلة إلا من بعض الحشائش. فسلم عليهم وحيوه بمثل ما حياهم، ورحبوا به واستضافوه عندهم مدة الضيافة عند البدو، وهي ثلاثة أيام. وبعد ثلاثة أيام اجتمعوا معه وقال له كبير القبيلة: “اسمع يا ضيف الرحمن، مضى لك عندنا حتى الآن ثلاثة أيام، وهي مدة الضيافة، والآن اسمح لنا أن نسألك من أين أتيت وإلى أين أنت ذاهب؟”. فقال لهم: “أنا إنسان مسافر وفي الطريق مرض بعيري ثم مات، وساقني الله إليكم”. فقالوا له: “وما اسمك؟”. فقال لهم: “اسمي مطر”. فاستغربوا وقالوا: “أنت مطر؟”. فقال: “نعم، اسمي مطر!”. فقالوا له: “يا حيا الله مطرًا، أين أنت يا رجل؟ من زمان لم تأتِ إلينا، لقد جفت آبارنا وماتت أشجارنا وذبلت حشائشنا، فأهلاً وسهلاً بك”. فقال لهم الرجل: “ماذا تعنون؟”.
فقالوا له: “نعني كما فهمت، نحن لا نريدك أن تسيل الوديان، ولكن نريد منك أن تروي العشيبات”. فقال لهم: “يا جماعة، أنا اسمي مطر، أما المطر الذي تتحدثون عنه فهو من عند الله سبحانه وتعالى”. فقالوا له: “لقد قلنا أنت مطر، يعني أنت مطر”. فقال لهم: “يا جماعة، أنتم على خطأ”. فقالوا له: “اسمع، نحن سنعطيك نصف الحلال، يعني نصف قطيع البهائم التي نملكها”. فقال لهم الرجل: “يا جماعة، أنتم تطلبون المستحيل، أنا إنسان مثلكم اسمي مطر، ولست بماء أو مطر”. فقالوا له: “هناك اقتراح ثانٍ”. فقال الرجل: “وما هو؟”. فقالوا له: “نعطيك نصف الحلال ونزوجك من إحدى بناتنا”. فقال لهم: “والله لو تعطوني كل حلالكم وتزوجوني كل بناتكم، لا أستطيع أن أعمل لكم شيئًا، طلبكم هذا مستحيل وأمره ليس في يدي”. فتشاور القوم فيما بينهم، ثم قالوا له: “إذاً نحن مضطرون أن نستعمل معك طريقة ثانية”. فقال لهم: “وما هي الطريقة الثانية؟”.
فقالوا له: “نضربك حتى تجود علينا بقطرة ماء”. فقال لهم: “تضربون ضيفكم؟”. فقالوا له: “مدة الضيافة انتهت”. فأحضروا العصي وأخذوا يضربونه، والرجل يصرخ ويستغيث ويرجوهم أن يكفوا عنه، ولكنهم أصروا على مطلبهم منه وإلا سيستمرون في ضربه حتى الموت. فأخذ الرجل يدعو ربه بفرج من عنده، واستجاب له سبحانه وتعالى وأرسل سحابة فأمطرت عليهم. وفرح القوم بما جاءهم من غيث. ثم قالوا للرجل: “الآن وبعد الضرب وافقت! لو أنك وافقت من الأول لكان عندك الآن نصف حلالنا وأجمل بناتنا، ولكنك إنسان عنيد لا تأتي إلا بالضرب”. وهكذا أنجاه الله سبحانه وتعالى من هؤلاء القوم الجهلة، ورجع مطر يواصل طريق سفره.