قصص طويلة

قصص شعبية روسية – من اجمل واروع القصص

مرحبا بكم في مكتبة القصص , نقدم لكم اليوم قصة حب تحت عنوان ” قصص شعبية روسية – من اجمل واروع القصص

قصة جميلة جدا ستعجبك حقأً

يضم الفلكلور الشعبي : الحكايات ، والأغاني، والأساطير، والزجل التي تتوارثها الشعوب من جيل إلى جيل، وتعد الحكايات من أهم أشكال الفلكلور الشعبي لما تتضمنه من عادات وتقاليد وثقافة وأصالة وطبيعة هذا الشعب أو ذاك.

بين أيدينا قصص وحكايات للأطفال والنشء من الفلكلور الشعبي الروسي مترجمة من اللغة الروسية، كي نتعرف عليها، فمضامينها ليست ببعيدة عن مضامين القصص الشعبي عند العرب والمسلمين،

وإن دلت على شيء فإنما تدل على الإقدام، والشجاعة، والصدق ، والأمانة، والوفاء ، والقناعة، كما أنها تكشف عن حلم كل الشعوب بأن يسود السلام، وأن ينعم الإنسان بالسعادة تلك القيم التي نحاول جميعا أن نبثها في نفوس أبنائنا.

الصديقان

كان يعيش في إحدى القرى شابان صديقان تجمعهما صداقة حميمة وكثيرا ما كانا يلتقيان. وذات مرة دار بينهما هذا الحوار : – الصديق الأول: آه لو كان عندي مائة من إناث الخيل لأصبحت أسعد إنسان في الدنيا !!

– الصديق الثاني: فيما تقدم الخيول من سعادة؛ فبالنسبة لي لو كان لدي مائة من الأصدقاء الأوفياء لأصبحت أسعد الناس جميعا.

– الصديق الأول: (مجادلا) لا، هذا غير صحيح فإن امتلاك الخيول هو أفضل بكثير من أي شيء آخر في الوجود.

– الصديق الثاني؛ إني لا أوافقك هذا الرأي، فالأصدقاء الأوفياء هم أفضل شيء على الإطلاق.

وانتهى الحوار وتفرقاً …. وعندما تقابلا مرة أخرى استأنفا الحديث عمن هو أفضل وأجدر للإنسان وأخذا يتجادلان ويتبادلان الرأي وأخيرا اتفقا على الأتي :

فلينطلق كل منا في طريقه ومن هو في حاجة إلى الخيول فليجمعها ، ومن هو في حاجة إلى أصدقاء أوفياء فليبحث عنهم.
مرت فترة من الزمن وعاد الشبان والتقى من جديد في قريتهما، وراح يسأل كل منهما الآخر – الصديق الأول : قل لى ، هل نجحت فيما كنت تبحث عنه؟

– الصديق الثاني : نعم، لقد استطعت أن أستحوذ على صداقة تسعة وتسعين صديقا ، وأنا سعید بهم. أما أنت فماذا فعلت في رحلتك ؟

– الصديق الأول : لم تكن الرحلة سيئة ، فقد استطعت أن أحصل على تسعة وتسعين جواذا أصيلا، عندئذ قال الصديق الثاني لصديقه: – لكى تستكمل عدد الخيل الذي كنت تصبو إليه (وهي مائة) فسأهدي لك حصاني الوحيد الذي أمتلكه فهو من أجمل الخيول وأسرعها !!!

– الصديق الأول : إذا فعلت هذا سأكون صديقا وفيا لك.

– الصديق الثاني : حسنا لقد أصبح عندي الأن مائة صديق بالتمام والكمال، وهذا ما كنت أتمناه، كم أنا سعيد الأن !!!

– الصديق الأول : أصبح الآن لدي مائة من الخيول بالتمام والكمال ، وأعتقد أنه لا يوجد شخص أخر أكثر من سعادة.

ثم ذهب الصديق الأول إلى والدته وقال لها : – انظري يا أماه … لم يكن عبثا عندما ذهبت لفترة طويلة لكي أبحث فيها عن إناث الخيول… انظري يا أماه كم أمتلك من الخيول الأصيلة !!! يا لها من سعادة… وفي القريب العاجل سأكون أكثر سعادة وثراء … فسوف تنجب تلك الإناث خلال عام العديد من الأمهر ، وخلال أعوام قليلة سيكون لدى أكبر عدد من الخيول في منطقتنا.

استمعت الأم إلى ولدها وشاطرته سعادته، ذهب الصديق الثاني إلى والدته وأخذ يقص عليها ما قام به أثناء رحلته وأخبرها بالأماكن التي زارها وما رأه فى الطريق، وكيف ومع من أقام صداقة وثيقة، واستطرد حديثه قائلا: إنني الآن في قمة السعادة ، فلدى مائة صديق بالتمام والكمال.

استمعت الأم إلى قصص ابنها وفكرت مليا ثم قالت له : اسمع يابني، هذا شيء جميل ، ولكن أنصحك بألا تحكم عليهم بأنهم أصدقاؤك قبل أن تختبرهم، وتقتنع بأنهم أوفياء حقا. وهذا ليس بالكلمات وحدها، بل بالأفعال، وعندئذ من الممكن أن تقول بأنك سعيد.

فقال لها : وكيف أستطيع، يا أماه التحقق من ذلك؟ عندئذ قالت الأم: امتط حصانك واذهب به إلى كل القرى التي تعرفت فيها على أصدقائك وقل لهم لقد حدثت لك كارثة ما ، وأنك فقدت على أثرها كل ما تمتلك، ونتيجة لتصرفاتهم ستتأكد مدى علاقاتهم بك ، وموقفهم منك بعد ما حدث لك.

وعلى الفور جهز الأبن حصانه، وانطلق يجوب القرى ويخبر أصدقاءه عن كارثة قد حلت به في تلك الليلة التي ترك فيها قريته حدثت كارثة حقيقية، إذ قام اللصوص بسرقة كل اناث الخيل ، التي كان يمتلكها صديقه الذي استيقظ في الصباح ولم يجد ما كان لديه من خيول، وبذلك قد فقد كل شيء، وأصبح فقيرا كما كان من قبل ، وسيطر عليه الحزن والأسى ….

وأخذ يبحث هنا وهناك ويسال كل من يقابلهم عما إذا كانوا رأوا لصوصا يسوقون قطيعا من الخيول مع إعطائهم علامات عن ملامحها وأشكالها، ولكنه لم يكن يسمع من الجميع إلا إجابة واحدة وهي . لم نرى، ولم نعرف. هكذا عاد إلى بيته خالي الوفاض ، ولم يعثر على شيء . وجلس في ركن من منزله

وقد أمسك رأسه بكلتا يديه قائلا: انطفأت سعادتي ، التى أضاءت حياتي لبرهة من الزمن. أما الصديق الثاني عاد إلى قريته وقال لوالدته لقد تحققت يا أماه من أن أصدقائي. أصدقاء أوفياء. ليتك كنت معي ورأيت بعينك مدى تكدرهم، وما أصابهم من الحزن. وفي الحال أخذ كل واحد منهم يعرض على إما نقود، أو ملابس ، أوخيول. وقد رفضت على الفور، وقلت لهم إنني الست في حاجة إلى هذه الأشياء، إلا أنهم أصروا ولم ينصتوا إلي تعال يا أماه ، انظري بنفسك!

وهنا نظرت الأم ورأت ما لم تكن تتوقعه، أناسا قادمين من كل حدب وصوب. فمنهم من يسوق ماشية، وآخرون يحملون خبزا، وبعضهم يأتون بالطيور، وكثير منهم يحملون الملابس، وجموع يحملون الأواني …..

جاء هؤلاء الأصدقاء، واقتربوا من المنزل وقالوا : أيها الصديق العزيز، لا ترفض ما جئنا به لك ولا تغضبنا برفضك إياها.

شكر كل من الأم والابن الأصدقاء القادمين ، وطلبا منهم أن يعودوا أدراجهم بما كانوا يحملون من هدايا ، وقالت لهم الأم : كنا نود اختباركم فقط ليس إلا. غير أن الأصدقاء أبوا أن ينصتوا إليها، وتركوا كل ما كانوا يحملون من هدايا لابنها وتمنوا له السعادة الأبدية ، وتفرق كل إلى بلدته. وهنا قالت الأم لابنها كنت على حق يا بني،

إنهم حقا أصدقاء أوفياء . الآن تستطيع أن تقول فعلا إنك أسعد إنسان.

هنا أبلغت الأم ابنها بما حدث لصديقه عن سرقة الخيول كلها في تلك الليلة نفسها التي سافر فيها الأبن للقرى المجاورة إلى أصدقائه عندئذ أعطى الابن لصديقه كل ما جاء به أصدقاؤه من هدايا

قائلا له: لا تحزن ، يا صديقي ، وكن على يقين ، بأنه طالما لدى الإنسان صديق وفي لن يشعر أبدا أنه وقع في نكبة أو كارثة. وهنا قال الصديق الأول : صدقت يا صديقى ، الآن أحسست وأدركت بأن أغلى شيء في الوجود لايتمثل في امتلاك المال ، بل في وجود الصديق الوفي ، وقد كنت خير مثال على ذلك .

الماء – أصل الحياة

أمر الملك أحد وزرائه قائلا له: أحضر لى أصل الحياة كلها، عاد الوزير إلى منزله، وأخذ يفكر كثيرا في هذا الأمر سألته ابنته قائلة: أبتاه ، لماذا تبدو حزينا هكذا ؟ أجابها الوزير في حيرة قائلاً: أمرنى الملك أن أحضر له صباح الغد أصل الحياة كلها، فمن أين وكيف أستطيع أن أحصل عليها وأحضرها له وغدا ؟ عندئذ

قالت الابنة له: لا تحزن يا أبي ، سوف أعطى لك صباح غد أصل الحياة كلها ، فلا تنزعج. اخلد الآن إلى النوم في سكينة واطمئن تماماً. ذهب الوزير لينام، ولكنه لم يستطع أن يغفو ظل يمعن في التفكير : من أين تستطيع ابنته أن تحصل على كل البذور، التي منها أصل الحياة كلها.

حل الصباح. أحضرت الابنة لأبيها فنجانا مملوءا بالماء. أخذ الوزير الفنجان من ابنته وحمله الى الملك وقدمه له هنا قال الملك للوزير، يالك من إنسان ذكى، حقا طالما يوجد ماء، فإن البذور يمكنها أن تنمو ويعم الخير، أما إذا لم يكن هناك ماء. فلن تكون هناك أيضا بذور ، ولن ينمو زرع ، ولن يرتوی إنسان أو حيوان، ولن يعم الخير في هذه الدنيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى