قصص طويلة للكبار وللاطفال ما قبل النوم
مرحبا بكم في مكتبة القصص , نقدم لكم اليوم قصة حب تحت عنوان ” قصص طويلة للكبار وللاطفال ما قبل النوم
قصة جميلة جدا ستعجبك حقأً
تقول الحكاية إن هناك ملكا رزقه الله بثلاثة أبناء عاشوا معه في عز ونعيم حتى أصبحوا رجالاً وفرساناً يحسب لهم العدو ألف حساب، وعندما كبر والدهم وأصبح لا يقدر على تحمل المسؤولية قرر أن يستريح ويولي أحد أبنائه الملك إلا ان الملك احتار في من سيوليه الملك فكلهم شبان وكلهم أصحاب حكمة ودهاء فجمعهم الملك وقال لهم اسمعوا يا أبنائي لقد كبرت وتعبت وأريد أن أرتاح وأتنازل لواحد منكم عن الملك فبماذا تشيرون علي؟ فقال الكبير أنا أتنازل لإخوتي الذين هم أصغر مني واختر أنت يا أبي واحداً منهم، فقال الأخوة كلا يا أبتاه الخلافة من بعدك لأخينا الأكبر، فقال لهم الأب أخوكم الأكبر يقول واحدا منكم وأنتم تقولون أخوكم الأكبر وأنا لدي رأي فقالوا رأيك هو السديد يا أبتاه؟ فقال تسافرون أنتم الثلاثة وكل واحد منكم يأتي بشيء يكون له مصلحة ومنفعة وتكون هي الواحدة في هذا العالم ثم نقرر من منكم سيكون خليفتي على الملك.
فقالوا موافقين فقال أصغرهم على شرط أن نغير شكلنا حتى لا نبدو وكأننا أبناء ملك وان نكون عاديين ومن عامة الشعب فوافق الأخوة على هذا الاقتراح وجهز كل واحد منهم لنفسه فرساً وقليلاً من الزاد والماء وذهبوا كل إلى ناحية وبعد مدة من الزمن وصل الأخ الكبير إلى مدينة من مدن أبيه وكان فيها مهرجان يقام سنويا وتباع فيه جميع أنواع الغرائب والعجائب وأخذ يتجول في السوق حتى وجد رجلاً يبيع تفاحاً ملوناً كل تفاحة بلون، فقال له الإبن الأكبر ما هذا التفاح يا رجل هل أنت الذي لونته؟ فقال الرجل كلا إنه طبيعي وله شجرة يعرفها الناس في مدينتنا فقال الإبن في مدينتكم أشجار تنتج تفاحاً ملوناً؟ فقال له الرجل نعم وكل واحدة لها طعم خاص، فقال ابن الملك يا خسارة ظننتها شيئاً غريباً، فقال الرجل مثل ماذا؟ فُقال ابن الملك شيء ولا أدري فقال له الرجل لدي شيء غريب فقال وما هذا الشيء؟
فأخرج من خرج كان يحمله تفاحة عادية مثلها مثل أي تفاحة وقال هذا هو الشيء العجيب الغريب، فـقال ابن الملك لكن هذه تفاحة عادية! فـقال له الرجل هذه التفاحة العادية ميزتها أنها تشفي العليل وتشفي من جميع الأمراض وما أكل منها مريض إلا شفي بإذن الله فـقال له ابن الملك وهل هي للبيع؟ فـقال الرجل كل شيء هنا للبيع، فٍقال ابن الملك وبكم؟ فِقال الرجل أنها غالية بعض الشيء، فقال إبن الملك بكم ؟ فـقال الرجل إنها بمائة ألف دينار ذهب، فقٌال ابن الملك سأشتريها فـقال له الرجل ستشتريها بمائة ألف دينار ذهب؟ فقال الولد نعم أشتريها فاشتراها ابن الملك وضمن أنه وجد شيء ليس له شبيه في الدنيا أما الولد الأوسط فوصل إلى مدينة يصنعون فيها السجاد وأخذ يتجول فيها ويقلب السجاد واحدة تلو الأخرى فلم يجد بينها شيء يلفت نظره وبعد أن تعب جلس تحت ظل شجرة يفكر ومر عليه راعي أغنام فناداه الولد وقال له هل تبيعني بعض الحليب؟ فقال له الرجل أعطيك ما تشاء من الحليب ولكن لا أبيعك، فقال لماذا ؟
فٍقال الرجل لأنك غريب عن مدينتنا، فذهب الرجل وحلب بعض معزاته وقدم الحليب هدية للولد فشرب الولد ثم وضع عشرة دنانير ذهب في الوعاء، فقال له الرجل عندما رأيتك احترمتك وعندما أكرمتك أهنتني، فقال الولد معاذ الله لا تقل ذلك يا رجل بل قل ما جزاء الإحسان إلا الإحسان أنت أحسنت إلي لأنك مقتدر على ذلك ولديك قطيع من الأغنام وأنا أرد عليك الإحسان لأني مقتدر، فقـال له الرجل انت لست إنساناً عادياً ولست من عامة الشعب بل أصلك يختلف، فقال الولد وبماذا أختلف عن الناس؟ فقال له الرجل، بكلامك وأسلوبك وسرعة بديهتك من أين أنت وماذا أتى بك إلى هذه المدينة؟ فـقال له الولد أنا من بلد بعيد وأتيت إلى هنا أبحث عن شيء غريب عجيب ليس له مثيل في هذه الدنيا، فقال الرجل ما تبحث عنه موجود عندي، فقال له الولد ما هذا الشيء؟ فقال الرجل عندي بساط الريح، فقال الولد ماذا؟ فقال الرجل بساط الريح بساط تركب عليه ويطير فيك إلى أية جهة تريدها، فقال الولد وأين هو هل أستطيع أن أراه؟
فـقال الرجل موجود وتستطيع أن تراه الآن فتفضل معي إلى داري فأنت من اليوم ضيف علي فذهب الرجل مع الولد إلى البيت وأخرج له البساط وجربه معه، فقال الولد وهل هو للبيع ؟ فقال الرجل نعم هو للبيع ولكن ثمنه باهظ، فقال الولد وبكم؟ فقال الرجل بمائة دينار ذهب، فقال الولد وأنا اشتريته فأخرج الولد من سرج حصانه مائة دينار ذهب وأخذ البساط وودع الراعي وذهب، أما الأبن الأصغر فوصل إلى مدينة اشتهرت بصنع الزجاج فكل شيء فيه مصنوع من زجاج لأن أهلها لا يصنعون الزجاج فقط بل يتفننون فيه وفي صنعه، فأخذ يدور ويلف ويتفرج على هذا الفن الرفيع الذي وصل إليه أبناء هذه المدينة وبعد جولة مستفيضة دخل إلى دكان وطلب شربة ماء فأحضر له صاحب الدكان ماء في إناء زجاجي مصنوع بطريقة عجيبة فشرب إبن الملك ثم وضع فيه قطعة من الذهب وأخذ يتأمله ويقلبه شمالاً ويميناً وينظر إليه من كل جانب، فقال له صاحب الدكان هل أعجبك هذا الإناء؟
فِقال الولد شكله غريب هل يوجد شبيه له؟ فقـال صاحب الدكان أنت يا بني في مدينة صناعة الزجاج فلو تريد مثله المئات لوجدت، فقال يا خسارة، فقال الرجل خسارة أن تجد مثله المئات؟ فٍقال الولد نعم خسارة وألف خسارة لقد كان ظني أنه الوحيد، فقال له صاحب الدكان ماذا تقصد هل جئت تبحث عن شيء ما؟ فـقال الولد نعم جئت أبحث عن شيء فريد ليس له مثيل في هذه الدنيا، فقال الرجل لكن مثل هذه الأشياء ثمنها غال وهل تقدر على ثمنه لو وجد فقال الولد الثمن ليس مهماً المهم ما هو هذا الشيء وأين أجده؟ فقال الرجل تفضل معي إلى البيت وسوف تجده إن شاء الله فذهب ابن الملك الصغير إلى منزل التاجر وهناك أحضر له التاجر صندوقاً صغيراً فلما فتحه وجد فيه بلورة سحرية ميزتها أنها تطلب ما شئت وتراه أمامك فأخذها الولد وقال للرجل ما هذه؟ فقال له الرجل إنها بلورة سحرية تريك الأشياء وأنت جالس في مكانك فقال الولد وهل استطيع أن أجربها؟
فُقال الرجل تستطيع، ماذا تريد أن ترى فخاف أن يقول له ارید ان اری ابي فینکشف سره، فقال ارید ان اری اخي الکبیر وسمى باسمه ومسح عليها وإذا بأخيه ممتطيا جواده، فقال له الرجل هل يكفيك هذا؟ فقـال الولد وبكم ثمنها؟
فقال الرجل إنها بمائة ألف دينار ذهباً، فقال له الولد سأشتريها منك فدفع الولد للرجل قيمة البلورة وأخذها معه وخرج من بيته ثم ذهب إلى حيث يسكن وأخرج بلورته السحرية من مخبئها وطلب أن يرى والده فشاهد والده وهو مريض وحوله الوزراء والأطباء ثم طلب مشاهدة أخيه الأكبر وشاهده على فرسه متوجها إلى مملكتهم ثم طلب أخاه الآخر وشاهده أيضاً متوجه الی مملکتهم فرکب حصانه و انطلق یسابق الریح حتی وصل إلى أخيه الأوسط صاحب البساط فأخبره بالقصة وبأن والده مريض فتركوا أحصنتهم وركبوا فوق البساط حتى وصلوا إلى أخيهم الأكبر صاحب التفاحة.
ورکبوا جمیعا فوق البساط حتی و صلوا الی القصر، وفي القصر قدم الولد الأكبر التفاحة إلى والده وأكلها ثم شفي الملك من مرضه وذلك بفضل الثلاثة من أبنائه فالصغير رأى والده بأنه مريض والأوسط أوصلهم ببساطه السحري بسرعة الريح والكبير عالج والده بالتفاحة فمن منهم يصل إلى الحكم؟ فاحتار الأب وقال لهم عندي لكم امتحان ثان ومن ينجح فيه يكون هو الملك، فقالوا وما هو يا أبتاه؟ فِقال لهم نقيم سباقاً على الخيول بينكم ومن يأتي حصانه في الأخير يكون هو الحاكم والملك فاستعد الجميع للسباق وركب كل واحد منهم حصانه ووقف ينتظر الآخر بالجري حتى يكون هو الأخير، فقال لهم الملك ماذا تنتظرون هيا تحركوا، قالوا كيف نتحرك يا مولانا الكل منا يريد أن يكون هو الأخير؟ فـقال الملك أليس عندكم حل لهذه المشكلة؟ فقال أصغرهم أنا عندي حل يا مولاي الملك، فقال الملك وما هو الحل؟
فقال أصغرهم أنت تريد الحصان هو الأخير؟ أم الفارس ؟ أم الفارس والحصان؟
فقال الملك لا بل أريد الحصان هو الأخير فقال أصغرهم الأمر بسيط نتبادل الأحصنة وكل واحد يركب حصان الأخر ويجري به بسرعة حتى يكون هو وبحصان أخيه في المقدمة وأخوه وحصانه في المؤخرة وهكذا حصان المؤخرة يكون هو الفائز
فقال الملك ما شاء الله علیك ونزل کل منهم ورکب حصن الاخر وجری السباق علی أشده وكل واحد يريد ان يسبق الأخر بحصان أخيه ليظل حصانه في المؤخرة وبعد سباق التحدي فاز أصغرهم على حصان أخيه وترك إخوانه في الخلف ليبقى حصانه في المؤخرة وبهذا انتهى الإشكال وفاز الإبن الصغير بالحكم وولي ملك على البلاد .