قصص مضحكة

قصص مضحكة بعنوان حذاء أبو القاسم الطنبوري

قصص مضحكة بعنوان حذاء أبو القاسم الطنبوري

في عالم القصص الفكاهية، هناك بعض الحكايات التي لا تزال تتداولها الألسنة لسنوات طويلة، بسبب ما تحتويه من مواقف طريفة وحكايات غريبة تثير الضحك. واحدة من هذه القصص التي لا يمكن أن تمل منها هي قصة “حذاء أبو القاسم الطنبوري”، تلك الحكاية التي لم تقتصر فقط على كونها ممتعة، بل تحمل في طياتها روح الفكاهة والمفارقات التي تجذب الانتباه.

هذه القصة التي تدور حول حذاء غريب، يتراءى لنا من خلالها كيف يمكن لأبسط الأشياء أن تثير مواقف غير متوقعة، وتخلق لحظات من الضحك غير المسبوق. في هذا المقال، سنأخذكم في جولة عبر هذه الحكاية المضحكة التي لا شك ستكون من أجمل القصص التي قرأتموها، حيث ستكتشفون أن الضحك أحيانًا يكون في أبسط التفاصيل.

القصة:

يقال أن الطنبوري كان تاجرا ثريا للغاية من بلاد بغداد وعلى الرغم من ثرائه الفاحش إلا إنه اشتهر عنه بخله الشديد، وكان للطنبوري حذاء كان كلما قطع قام الطنبوري بترقيعه لدرجة أنه رقعه عدة مرات، ومن شدة نهجه في ترقيع حذائه اشتهر به للغاية بين الناس أجمعين، أما عن أًدقائه المقربين منه فكانوا دوما يلومونه ويطلبون منه أن يشتري حذاء غيره، ولكن الطنبوري كان دوما مصرا على عناده وبخله الشديدين.

وفي يوم ما من شدة إلحاحهم عليه رضخ لكلامهم وألقى بحذائه في القمامة، وبينما كان في طريق عودته لمنزله مر بالسوق، فلاحظ عبوات زجاجية غاية في الجمال، أراد اقتناء إحداها ولكن نظرا لسعرها الغالي أقلع عن رغبته، وأكمل طريقه فأعجب بنوع من العطور، كان مسكا رائع الرائحة، وبكل تأكيد عجز عن شرائه لأن المسك يحتاج إلى زجاجة، فاضطر الطنبوري أن يعود ليشتري العبوة الزجاجية التي أعجبته لكي يشترى المسك ويضعه بداخلها، فاشترى العبوة الزجاجية واشترى أيضا المسك، وحينما وصل لمنزله كان غاية في السعادة بسبب الإنجازات التي حققها اليوم، فوضع زجاجة المسك على أحد رفوف منزله؛ وفي الليل كان هناك رجلا مارا فلاحظ بالقمامة حذاء الطنبوري نظرا لكونه اشتهر به، فأعاده للطنبوري لأنه يعرف أن الطنبوري لا يمكنه أن يفرط في حذائه!

ولما دق الرجل على الباب لم يجبه أحد، فأضطر الرجل أن يلقي بالحذاء داخل المنزل من خلال النافذة المفتوحة آنذاك، التي كانت مفتوحة فاصطدم الحذاء بالعبوة الزجاجية المملؤة بالمسك فسقطت أرضا وانكسرت!

وحينما عاد الطنبوري لمنزله وجد الزجاجة مكسورة ومسكوب المسك الذي بداخلها ووجد حذائه بجانبها، فقال ألا لعنة الله عليك أيها الحذاء، فأخذ الطنبوري الحذاء وقام بإلقائه في النهر، فوجد أحد الصيادين الحذاء في شبكته فأعاده للطنبوري، ولكنه لم يجد الطنبوري أيضا فوضع الحذاء على سطح منزله!

فأتى قط فأخذ الحذاء لأنه ظنه سمكة فرائحة السمك تفوح منه، شاهده الطنبوري فهرب القط والحذاء بفمه، وأثناء هروب القط سقط الحذاء منه من أعلى المنزل فارتطم ببطن امرأة حامل فقتل جنينها في رحمها في الحال، وحينما وصل الأمر للقاضي حكم على الطنبوري بدفع دية مقابل الجنين الذي قتل في رحم أمه، كما زاد على عقابه بأن أعطاه حذائه من جديد؛ وبعد كل هذه الأحداث المأساوية التي وقعت على رأس الطنبوري بات يرى أن حذائه نفسه هو اللعنة التي وقعت عليه وسببت له كل ما حدث معه ولابد من التخلص منه وفي أسرع وقت ممكن.

فإذا به بعد خروجه مباشرة من عند القاضي يلقي بالحذاء الملعون في المصرف، وعلى الفور انسد المصرف وتعاقبت المياه النتنة في الشوارع، ولما عرف الناس سبب انسداد المصرف ألا وهو حذاء الطنبوري، ألقوا بالقبض عليه بل وسجنوه أيضا أسبوعا كاملا وفي النهاية أعطوه حذائه!

وعندما خرج الطنبوري من الحبس دخل إلى الحمام وترك الحذاء عند خروجه هناك أمام الحمام، وبالتأكيد لسوء حظ الطنبوري سرقت جميع الأحذية من أمام الحمام إلا حذائه، وعلى ما حدث ظن الناس بأنه السارق لكل الأحذية فألقوا القبض عليه مجددا، وحين خروجه من السجن أعطوه حذائه من جديد!

كان في كل لحظة يلعن حظه العسر الذي أوقعه في هذا الحذاء الملعون الذي عجز كليا عن التخلص منه، وكلما أراد أن يفك لعنته بالتخلص منه ينغمس في مشاكل لا حصر لها، قرر الطنبوري هذه المرة أن يلقي بالحذاء في الصحراء فيتخلص منه وبشكل نهائي بعيدا عن كل الناس، وأول وصوله للصحراء حفر حفرة ولازال يزيدها ويزيدها كلما تذكر ما حدث معه بسبب هذا الحذاء الملعون ودفن الحذاء فيها، فشك فيه أحد الحراس بأنه يفعل شيئا ما، وربما كان يحفر بهذه الطريقة وهذه الكيفية لأنه يرغب في دفن جثة ما ويريد إخفاء الدلائل عليه!

فاقترب منه الحارس وثبته بالسلاح الذي يحمله، ولسوء حظ الطنبوري وعسره بالفعل وجدوا جثة بالقرب من مكان دفن حذائه الشؤم ، فذهبوا به إلى القاضي من جديد، والذي سجنه هذه المرة مدة طويلة للغاية حتى تمكن من إثبات براءته وإخلاء مسئوليته الكاملة من هذه الجثة التي وجدها الحارس، وأمام المحكمة وقبل الإفراج عنه وخروجه من السجن طلب الطنبوري أن يوقع صك ببيع هذا الحذاء والتنازل عنه مدى الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى