قصص ونوادر مضحكه من نوادر قراقوش – قصص مضحكة
مرحبا بكم في مكتبة القصص , نقدم لكم اليوم قصة مضحكة تحت عنوان ” قصص ونوادر مضحكه من نوادر قراقوش
قصة مضحكة جداً ومحرجة احداث حقيقية ستشعر بها حتماً
اشتهر قراقوش بتنفيذ مشاريع عمرانية مهمة طلبها منه صلاح الدين، ومنها قلعة الجبل العظيمة على سفح جبل المقطم. ويذكر التاريخ أن قراقوش شارك تحت إمرة صلاح الدين في الدفاع عن مما التي حررها لا الدين من الصليبيين، إلا أنهم استرْجعوها وقاموا بأسر قراقوش، فأسرع صلاح الدين بدفع فدية لإخلاء سبيله .
وعلى الرّغم من أنّ بعض الرّوايات تقدم قراقوش كشخصيّة حازمة جديرة بالمسؤوليات التي أوْكله صلاح الدين بها، فإن روايات أخرى تظهره لنا غبيّا، لا يفرق بين الظالم والمظلوم، ويتجاهل الحقوق، وقد يرفق بالظالم ويقسو على المظلوم،
ولذلك قال (حكم قراقوش) لكل حاكم ظالم طاغيّة. أمّا اسم قراقوش هو اسم تركي معناه (العقاب) الطائر المعروف، ويسمى الإنسان به لشهامته، وما سنذكره هنا مستوحى من الأدبيات التي قيلت عن قراقوش.
في إحدى المرّات، ركب بهاء الدين قراقوش حصانه وتوجّه إلى مجلسه لمقابلة الناس الذين يقصدونه، كما جرت العادة، طلبا لتحقيق العدالة، فهو الوالي صاحب الأمر،
وبينما كان يسير في الطّريق تعثّر الحصان وفقد توازنه وأوقع قراقوش على الأرض. أسرع حرّاسه لمساعدته في النّهوض، فوقف هذا وظهره يؤلمه، وقال لحرّاسه : يجب تأديب هذا الحصان ولذلك أمر أن تقطعوا عنه الطعام قصاصاً له.
أجابه أحد الحرّاس بحذرٍ: لكن يا مولاي سيموت الحصان من الجوع، نظر قراقوش إلى حصانه ورأف به، فقال: حسناً
أرى أن تطعموهُ لكن لا تخبروه أنني أعرف ذلك، ركب قراقوش حصاناً آخر وتابع طريقه، ومرّ بإسطبل تاجر الخيول فتزل على مهله وقال للتاجر: أريد حصاناً سريعاً… أشير علي بأسرع حصان لديك، غاب التّاجر وعاد يجر خلفه حصاناً وقال:
هذا يا مولاي أسرع حصان يمكن أن تلد فرس… لو ركبته في الليل وأردت أن تخرج من مصر إلى بغداد لوصلت قبل الفجر، حكّ قراقوش راسته وتأمل الحصان للحظات، ثم أدار ظهره وخرج من المكان وهو يقول متذمرا: لا يوجد أي مُبرر لأكون في بغداد قبل الفجر … لا أريد هذا الحصان!
وصل قراقوش إلى مجلسه ودخل إلى القاعة فوجدها ملأى بالنّاس. وما إن جلس حتى تقدم منه رجل وألقى السلام عليه وهو يبكي ويشهق، ثم قال: خرب بيتي يا مولاي، سرقت دراهمي من متجري،
قال قراقوش بصوت عال : يا للعار! في زمني تحصل سرقة؟ يا للعار! لكنني سأعرف الجاني، ثم سأل بصوت آمر: أليس لهذه الحارة باب ؟ فقيل: بلی. على الفور طلب قراقوش مين حارسين إحضار باب الحارة .
وفي تلك الأثناء حضر أمام قراقوش تاجرا أقمشة ومعهما رجل ادعيا أنّه سرق أثواب الأقمشة من متجرهما وقد وجدا قطعة من ثوبه الذي تمق إثر هروبه،
أظهر أحدهما لقراقوش قطعة القماش، فتظر قراقوش إلى ثوب المتهم ووجد أنها تطابق قماش الثوب وطرقه الممزّق بشكل واضح، طاطا المتهم رأسه وقد ثبتت عليه التهمة، أصدر قراقوش حكمه على السّارق قائلا: حكمنا عليك بالسجن لمدّة مئة وعشرين سنة.
بهت السارق واتّسعت عيناه من الدهشة وقال على الفور: لكنّني يا سيدي لن أعيش مئة وعشرين سنة! عندها ابتسم قراقوش وقال : لا بأس…
دع الأمر لما تسمح به الحياة، فإذا متّ قبل ذلك سامحناك بالباقي، كتم الحاضرون ضخهم خشية من غضب قراقوش. وتابع قراقوش وهو ينظر إلى الناس : والآن من لديه شكوى أخرى فليتقدّم ، اقترب رجلان كل منهما يشتكي رفيقه بأنه بدأ بصفعه على قفاه،
قال الرجل الأول : هذا الرجل صفعني فقمت بتنفيه. وقال الثاني شاكياً: بل هو صفعني ثم صفعته في المرّة الثالثة . سأل قراقوش بحيرة: تقصد الصّفعة الثّانية، أجاب الرجل الثاني : بل هو صفعني في المرّة الثانية .
نفد صبر قراقوش وقال: بالله عليكما وضّحا الأمر، هيا اقتربا مني أكثر.. اقترب الرجلان من قراقوش، فقال لهما آمراً: هيّا تصافعا أمامي حتى أرى المظلوم من الظّالم، تردد الرّجلان، فصرخ بهما قراقوش:
هيّا افْعلا ذلك! لا تضيّعا وقتي، وعلى الفور بدأ الرجلان يتبادلان الصفع وقراقوش يقول: تابعا ولا تتوقّفا حتى أتأكد من ظنّي. بعد عدة صفعات شعر الرجلان بالألم وعرفا أنّهما وقعا في مصيبة كبری، فتغامزا وأسرعا بالفرار من القاعة الكبيرة. فأخذ قراقوش يضحك ويضحك الحاضرون معه.
مضى بعض الوقت وعاد حارساه يحملان باباً ويتبعهما التّاجر، طلب قراقوش أن يوضع الباب على الأرض وينهال عليه الحراس بالضرب ويدوسونه بأقدامهم، امتثل الحراس لأوامر حاكمهم،
بعد ذلك اقترب قراقوش من الباب وجعل يهمش وكأنه يكلمه، ثم وضع أذنه على الباب. عندها أخذ الناس يحدّقون إليه في القاعة بذهول، لكنّ قراقوش فاجأهم بصیاحه قائلاً: أيها الحضور، اسمعوا واعلموا أن الباب قد أخبرني أنه حفظ شكل السارق إذ علقت على رأسه ريشة.
كان السارق مؤجوداً بين الناس، فانتابه القلق وخاف أن ينكشف أمره فوضع يده على رأسه ليتحسّس إذا كانت هناك ريشة،
لم ينتبه أنّ عيني قراقوش كانتا تتنقّلان بين الوُجوه، فرآهُ قراقوش وعرف أنّه السارق؛ قام باستجوابه حتى اعترف بالسرقة، وحكم عليه أن يعيد ما سرقه إلى صاحبه وبالسّجن سنة واحدة، بكت امرأة الرجل السارق، فمعها قراقوش،
فناداها وسألها: لماذا تبكين؟ أجابته: حكمت على زوجي بالسجن لمدة سنة . أجابها قراقوش: لا تبكي يا سيدتي، سأجعلها ثلاث سنوات.
ثم جاء إلى قراقوش بأربعة لصوص ليصدر الحكم عليهم. طلب قراقوش أن تحلق لحاهم، اقترب الحارس المرافق من قراقوش وقال له: يا مولاي، انظر إلى ذاك اللص فإن لا يحية لديه، التفت قراقوش إلى يمينه
حيث يقف شوطي ورأى لحيته الطويلة، فقال: حسناً احلقوا لحية هذا الشرطي مكائه، في تلك اللّحظات ظهرت حمامة في القاعة وأخذت تطير من مكان إلى آخر، ثم اشتقت على رف عال، فقال أحد الناس الواقفين وب قراقوش: انظروا إلى انواع الحمام ؟ صاح قراقوش: گلا، هذه ليست حمامة بل هي ماعز.
شعر الناس بالاستغراب وتعالت التعليقات في القاعة تقول: بل هي حمامة. قال قراقوش بحدّة : قلت إنّها ماعز. أجابه أحد الرجال: لكنّ الماعز لا تطير! رد قراقوش بغضب: أنا قلت ماعزاً، وهذا يعني أنها ماعز ولو طارت.!
في طريق العودة إلى منزله، التقى قراقوش بصديق له، فرحّب به وقال له: يا صديقي العزيز، لم أرك منذ أسابيع عديدة، أين كنت؟ تعال معي لنتناول طعام الغداء في داري. فذهب معه، وبينما هما يأْكُلان
قال قراقوش لصديقه : ساعدني باختيار لقب جيد لي، فتاريخنا الإسلامي غني بألقاب رجال عظماء أمثال : الموفق بالله، والتوكل على الله، والمعتصم بالله وغيرها، بماذا تشير علي؟
بلع الرجل اللّقمة التي في فمه ووقف وقال: بما أنك اقترحت عليّ أن أعطيك لقباً يليق بك، فإنّي أسمّيك (العياذ بالله). وأسرع بالفرار وهو يصيح: سأهرب قبل أن تأمر بقتلي. فأجابه قراقوش: عد، عليك الأمان..قرّرت أن أحتفظ بلقبي (بهاء الدين)!