قصص اسلامية

ملخص عن قصص الانبياء والرسل مكتوبة مختصرة

ملخص عن قصص الانبياء والرسل مكتوبة مختصرة

تعدُّ قصة نبي الله إسماعيل عليه السلام من أروع القصص التي تجسد الإيمان العميق والطاعة الكاملة لله سبحانه وتعالى. في هذه القصة، يبرز التضحية والفداء، حيث أمر الله عز وجل نبيه إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل، فأجاب إسماعيل وأبيه بكل رضا واستسلام لأمر الله، مما يدل على قوة الإيمان والإرادة في طاعة الله مهما كانت التضحيات. كما أن هذه القصة تروي لنا بداية ظهور بئر زمزم، الذي أصبح مصدراً للرزق والماء المبارك، وبناء الكعبة المشرفة، التي أصبحت قبلة المسلمين في صلواتهم. قصة إسماعيل عليه السلام تحمل دروسًا عظيمة في الصبر والتسليم لله، مما يجعلها مصدر إلهام لكل مؤمن في مواجهة تحديات الحياة.

قصة إسماعيل عليه السلام

رزق الله إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل، ثم أمره أن يأخذ المولود ووالدته هاجر إلى مكة. وعندما وصلت هاجر إلى مكة، أخذت تنظر حولها فلم تجد إنساناً ولا حيواناً ولا زرعاً ولا ماءً، ورأت إبراهيم عليه السلام يترك بعض التمر والماء ويستعد للرحيل. فسألته: “أين تذهب وتتركنا في هذا المكان الخالي يا إبراهيم؟”، وكررت سؤالها أكثر من مرة دون إجابة. وأخيراً، قالت: “الله أمرك بهذا؟”، فأجاب إبراهيم عليه السلام: “نعم”. فقالت هاجر: “إذن لن يضيعنا”. واطمأنت قلبها، لأنها كانت واثقة أن الله لا يضيع من يطيعه، وأن تنفيذ أمر الله لا تكون نتيجته شراً أبداً.

بدأت هاجر تشرب من الماء الذي معها حتى نفد، فعطشت هي وطفلها إسماعيل. بدأ الطفل يبكي من الجوع حتى اشتد صراخه، ولم تتحمل هاجر ذلك. فقامت تبحث عن أي إنسان علها تجد معه ماءً. ورغم أنها كانت تعرف أنها وحدها في ذلك المكان، إلا أن الأمل في رحمة الله حركها لتبحث. فصعدت على جبل الصفا، ونظرت حولها فلم تجد أحداً. ثم نزلت متوجهة إلى جبل المروة، فنظرت من فوقه ولم تجد أحداً. ولكنها ظلّت بين الصفا والمروة تبحث وتلبي نداء قلبها سبع مرات، ولم تجد أحداً. بعدها، تعبّت وعادت إلى طفلها باكية. فبعث الله الملك جبريل عليه السلام، فضرب الأرض بجناحه أو بعقبه عند قدم إسماعيل، فانفجر الماء. ففرحت هاجر وأخذت تملأ قربتها وتحتفظ بالماء في كفيها خوفاً أن ينفد. ولم تكن تعلم أن ذلك هو بئر زمزم المباركة، التي ما زالت تروي الناس حتى اليوم.

هكذا ارتوت هاجر وطفلها إسماعيل، وأرضعته. ثم قدمت إلى هاجر قبيلة مهاجرة من مكانها الأصلي، وأراد أهلها أن يستقروا بالقرب من الماء وبجوار هاجر. فاستأذنوا منها في العيش بجوارها، فأذنت لهم. ووجدت هاجر فيهم من يؤنسها، وتعلم إسماعيل اللغة العربية منهم. وعندما كبر، زوجوه من بناتهم.

أمر من الله

كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يزور إسماعيل ووالدته من حين لآخر ليطمئن عليهما. وفي إحدى الزيارات، بينما كان إبراهيم عليه السلام جالساً مع ابنه إسماعيل، الذي أصبح شاباً قويًا يعمل كرجال، صارحه إبراهيم بما في نفسه، فقال: “يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى؟” وكان حلم إبراهيم عليه السلام بمثابة أمر من الله، فالرؤيا عند الأنبياء وحي. وهكذا، أخبر إبراهيم ابنه إسماعيل ليعلمه أن هذا أمر من الله، ليصبر ويسلم أمره لله.

رد إسماعيل على الفور وقال: “يا أبتِ افعل ما أمرك الله به، ستجدني إن شاء الله من الصابرين”. وفي تلك اللحظة، لم يتردد إسماعيل، بل قبل الأمر بسماحة، لأن كل شيء في الدنيا يتعلق برضا الله.

فأخذ إبراهيم عليه السلام سكينه، ووضع إسماعيل في وضع الذبح، وأراد أن يذبحه، لكن السكين لم تقطع. فبعث الله تعالى كبشاً عظيماً ليذبح فداءً لإسماعيل عليه السلام. وأخبر الله إبراهيم أنه قد نجح في اختبار طاعته لله. وفي هذه اللحظة، أمر الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ببناء بيت لله، فكانت الكعبة المشرفة. أرشد الله تعالى إبراهيم إلى مكان بناء الكعبة، وبدأ إسماعيل عليه السلام بإحضار الحجارة، بينما إبراهيم عليه السلام يبني. حتى ارتفع البناء وصار أطول من قامة إبراهيم، فوقف على الحجر الذي ترك أثراً لقدم إبراهيم عليه السلام، وهذا الحجر هو مقام إبراهيم الموجود بالقرب من الكعبة.

وكان لإسماعيل عليه السلام أخ آخر، وهو إسحاق عليه السلام، الذي بشرت به الملائكة إبراهيم عليه السلام وسارة، زوجته، بعدما طال انتظارهما. سارة كانت قد كبرت في السن، لكن رحمة الله وقدرته جعلتها تنجب إسحاق عليه السلام بعد أن كانت عقيماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى