قصص اسلامية

قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم

قصة إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم ” نبي الله موسى عليه السلام هو بن عمران ويعود نسبة إلى لاوي بن سيدنا يعقوب عليه السلام وأخو سيدنا يوسف عليه السلام،

ويقال أن أسم أم موسى هو يوخابد، ويرجح بعض المؤرخون أن فرعون سيدنا يوسف عليه السلام لما مات بقي بنو إسرائيل في مصر يعبدون الله ويتبعون دين يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم عليه السلام حتى أتى فرعون موسى.

ويرجح المؤرخون أن فرعون موسى هو رمسيس الثاني وأن اسمه هو الوليد بن مصعب وأن رمسيس هو لقب كان يلقب به ملوك مصر، ويقال أن آسية بنت مزاحم كانت متزوجة من الفرعون قابوس بن مصعب، فلما مات تزوجها أخيه الوليد.

وكان رمسيس الثاني من أعتى ملوك مصر وأقواهم وأيضًا أطولهم عمرًا،

وكان يعذب بني إسرائيل، ويروى أن الفرعون قد رآى في منامه أن نارًا تخرج من بيت المقدس فتحرق بيوت قبط مصر وتترك بيوت بني إسرائيل.[1]

فجمع رمسيس السحرة والمفسرون وأخبرهم برؤياه ففسروها أن ولدًا سيولد لبني إسرائيل لأنهم أتوا من بيت المقدس وأن هذا الولد سيسلبك ملكك، فأمر فرعون بقتل كل مولود يولد لبني إسرائيل.

قصه إلقاء سيدنا موسى عليه السلام في اليم

 

وفي رواية أخرى أن بني إسرائيل حين كانوا يتدارسون ما بين أيديهم من سيرة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام قد ذكروا نبوءة بأنه سيخرج من ذرية إبراهيم عليه السلام غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه،

وقد علم القبط بتلك النبوءة فأخبروا فرعون بها.

وكان فرعون يستخدم رجال بني إسرائيل كمماليك يعملون لديه ولدى القبط،

ولما أخبره المنجمون بتلك النبوءة أمر بقتل كل غلام يولد لبني إسرائيل،

وكُان يعذب النساء الحوامل من بني إسرائيل ليسقطن حملهن،

ولكن مع انخفاض عدد مواليد بني إسرائيل وموت رجالهم تحدث القبط إلى فرعون وأخبروه أن العمل بأكمله سوف يقع على القبط بعد ذلك، فقرر أن يتم قتل الغلمان في عام وتركهم في عام.

وكان هارون أخو موسى عليه السلام قد ولد في العام الذي منع فيه القتل،

أما موسى عليه السلام فقد ولد في عام القتل، وقد حزنت أم موسى بمجرد علمها بحملها به،

وحاولت إخفاء حملها لأن جنود فرعون كانوا يمرون على المنازل ليحصوا الحوامل ومواعيد الوضع.

فلما وضعت ألهمها المولى عز وجل أن تصنع تابوتًا خشبي وكان منزلها مجاور لنهر النيل،

ويرى بعض المفسرين أن الإلهام كان بالوحي ويرى البعض أنها رأت رؤيا في المنام،

ويرى الآخر أن المولى عز وجل أرسل إليها ملك ليوحي إليها بتلك الفكرة.

فكانت كلما خشيت عليه وضعته في التابوت وكانت تربطه بحبل لتجذبه للمنزل عندما تأمن عليه،

ويقال أنها لما ألقته انقطع حبل التابوت وسار التابوت مع حركة النهر،

فوسوس لها الشيطان فقالت ما فعلت بنفسي لو أني ألقيته لجنود فرعون فقتله فغسلته وكفنته خيرًا من أن ألقيه لحيتان البحر.

وكان لموسى عليه السلام أخت تدعى مريم، فطلبت أم موسى من ابنتها أن تسير مع التابوت،

حتى دخل بين أشجار عند قصر فرعون، وكانت خادمات زوجة فرعون يغتسلن عند النهر،

فتخفت أخت موسى بعيدًا عن أنظارهن حتى رأت الخادمات قد التقطن التابوت،

وقد كان التابوت مغلقًا، فلم تجرؤ الجواري على فتح التابوت ووضعنه مغلقًا بين يدي آسيا ابنة فرعون.

فلما فتحت آسيا التابوت وجدت طفلًا وجهه يتلألأ بالنور فأحبته على الفور،

لكن فرعون عندما رآه أمر بقتله فورًا، لكن آسيا طلبت من زوجها أن يتركه وأحلت عليه في الطلب حتى وافق.

ويروى بعض المفسرون أن آسيا هي من أسمته موسى،

لأن اسم موسى مقسوم لنصفين وهما مو ويعني الماء وسا وتعني الشجر باللغة القبطية.[2]

قامت آسيا بإرسال خادماتها إلى الأسواق ليبحثن عن مرضعة لموسى عليه السلام لكنه رفض الرضاعة، وكانت أخته تتبع آثره، فذهبت للخادمات أثناء بحثهن وأخبرتهم عن سيدة يمكن أن ترضعه،

وذهبت لأمها وأخبرتها بما حدث، فذهبت الأم لرضيعها وكان ذلك بعد مرور ثلاثة أيام على فراقها له وبمجرد أن عرضت عليه الرضاعة قبل منها.

ويقول المفسرون أن أم موسى همت بالكشف عن شخصيتها لهن لكن الله عز وجل عصمها من قول ذلك،

وقد فرحت الخادمات بذلك وأخذن أم موسى لآسيا وطلبت آسيا منها أن تبقى عندها،

لكن أم موسى رفضت وأخبرت آسيا أن لها زوجًا وأبناء،

فطلبت منها أن تأخذه لترضعه وأعطتها أجر الرضاعة ، فرجعت به إلى منزلها مرة أخرى كما وعد رب العالمين،

وقد ظل موسى عند أمه ترضعه حتى بدأ يتحرك فأعادته إلى آسيا.

ويقال أن آسيا قد حملته ولعبت معه ثم أعطته لفرعون فقام موسى عليه السلام بنتف لحية فرعون فقال لهم أن موسى هو الصبي المقصود بالنبوءة.

ويقال أنه لما أصر فرعون على قتله قالت له آسية أنه فعل ذلك عن جهل لأنه صبي،

وسوف أجلب حلي من الياقوت وأضع بجواره جمرة،

فإذا أخذ الصبي الياقوت فهو عاقل لما يفعل واقتله، أما إذا أخذ الجمر فهو صبي لا يعقل،

فأنزل المولى عز وجل جبريل ووضع يد موسى عليه السلام على الجمرة

وقد حملها ووضعها في فمه فأحرقت لسانه وأنجته من القتل.

ويروى أن آسيا عندما حملت موسى بعد أن أعادته أمه قالت لفرعون سيكون قرة عين لي ولك،

قال لها اتركيه لك أنت ، أما أنا فلا حاجة لي به، وقد ورد عند سيدنا محمد عليه الصلاة قوله:”

والذي يحلف به لو أقر فرعون أن يكون له قرة عين كما أقرت لهداه الله كما هداها”

أي أن فرعون لو كان اعتبر فرعون قرة عين له لكان الله عز وجل

قد هداه كما هدى آسيه امرأة فرعون.[3]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى