قصص اسلامية

قصة نفرتيتي وسيدنا يوسف الحقيقية ومن هو حاكم مصر في تلك الفترة ؟

قصة نفرتيتي وسيدنا يوسف من اشهر قصص الانبياء التي نعلمها جيدا هي قصة سيدنا يوسف عليه السلام وكيف ان الله انقذه من الموت في بئر في وسط الصحراء الى ان اصبح ذو شأن عظيم في مصر ، وفي الحقيقة هناك قصة او حدث مر به سيدنا يوسف عليه السلام ، هذا الحدث هناك اختلاف عليه ما بين المؤرخين ، وهو الملك الفرعوني الذي كان حاكما على مصر في زمن سيدنا يوسف عليه السلام ، بالاضافة الى قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع الملكة نفرتيتي ، فهناك الكثير من يعتقد بان حاكم مصر في عهد سيدنا يوسف عليه السلام هو اخناتون ، وانه هو اول الفراعنة الذين آمنوا بالتوحيد كما جاء في دعوة سيدنا يوسف عليه السلام ، فيا ترى هل هذه هي الحقيقة ؟ وما الذي حدث بين سيدنا يوسف عليه السلام و نفرتيتي ؟.

 

يعتبر سيدنا يوسف عليه السلام الشخص الثاني المؤثر بصورة مباشرة في الديانة المصرية بعد سيدنا ابراهيم عليه السلام ، فكما نعلم جميعا يوسف عليه السلام ينتمي الى بني يعقوب ، وقد قام اخوته بالقائه في البئر ، قال تعالى في كتابه الكريم : ( قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ) ، تم القاء سيدنا يوسف عليه السلام في البئر ليعثر عليه تاجر ذاهب الى مصر ويبيعه هناك ، قال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عسى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ. وَلَدًا ۚ وكذلك مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ على أَمْرِهِ، ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ).

يذكر المؤرخون و العلماء ان سيدنا يوسف عليه السلام عاش في مصر خلال فترة حكم الهكسوس ، كما ان سيدنا يوسف عليه السلام عمل في الحكومة المصرية خلال تلك الفترة ، فيما يتعلق بالملكة نفرتيتي فلم يتم تسجيل نسبها بصفة دقيقة ، ولكن اذا قمنا بترجمة اسمها فهو يعني المرأة الجميلة ، يعتقد العلماء ان نفرتيتي كانت اميرة من متياني ( سوريا حاليا ) ، هناك ايضا بعض الادلة التي تشير الى ان نفرتيتي هي الابنة المولودة في مصر للملك ( آي ) ، على الرغم من نقص المعلومات عن نسب نفرتيتي الا انها كانت تمتلك اخت صغرى اسمها ( موت نجمت ).

تزوجت الملكة نفرتيتي من اخناتون ، ونتج عن هذا الزواج ست بنات خلال عشر اعوام ، ولدت نفرتيتي ثلاثة بنات في طيبة وكن هن البنات الاكبر ، اما باقي الفتيات فقد وضعتهن نفرتيتي في تل العمارنة ، يذكر ان اثنتين من بنات نفرتيتي قد اصبحن ملكات على مصر ، تشير الاقاويل الى ان سيدنا يوسف عليه السلام قد اتى الى مصر في عهد الملك اخناتون ، خلال تلك الفترة كانت نفرتيتي زوجة اخناتون ، عملت نفرتيتي على طمس المعرفة بكل الآلهة الموجودة في ذلك الوقت وعملت على توحيدها تحت اله واحد ، كان هذا الاله هو ( آتون ) اله الشمس في مصر القديمة.

لعبت نفرتيتي دور الوسيط ما بين آتون و الشعب ، يذكر ان اخناتون هو الابن الاصغر لامنحوتب الثالث ، كان عصره مميزا جدا ، فقد كانت مصر تعيش في رخاء كما تميز عصره ايضا بالنهضة الفنية و كذلك العمارة ، قام اخناتون بجعل يوسف عليه السلام عزيزا لمصر ، كان سبب ذلك هو تمكن سيدنا يوسف عليه السلام من تفسير رؤياه التي انقذت الدولة المصرية من سنوات القحط ، لكن هناك مجموعة من الادلة التي تثبت لنا ان الملك االفرعوني لمصر في عهد سيدنا يوسف عليه السلام ليس اخناتون ، من اشهر هذه الادلة ان التاريخ يذكر ان اخناتون قد حكم مصر خلال الفترة ما بين ( 1370 – 1349 ) قبل الميلاد.

فيما يقول المؤرخون بان سيدنا يوسف عليه السلام قد دخل الى مصر في العام 1630 قبل الميلاد ، وهذا يعني وجود اكثر من 250 عام فرق بين الفترتين ، اما الدليل الثاني فهو ان اخناتون تابع للاسرة الثامن عشر ، اما يوسف عليه السلام فقد اتى الى مصر في عهد الاسرة الخامسة عشر ، يذكر ان حكام هذه الاسرة كان الهكسوس وهم الذين قاموا بغزو مصر ، هناك شيء مؤكد حول ذلك وهو ان فترة حكم الهكسوس لمصر كانت ما بين ( 1730 – 1534 ) قبل الميلاد ، وخلال هذه الفترة ظهر سيدنا يوسف عليه السلام كما ذكرنا في عام ( 1630 ) قبل الميلاد.

الدليل الثالث و الاخير يعتبر هو الدليل القاطع ، فالله تعالى ذكر في القرآن الكريم : ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ ) ، وهنا نجد ان الآية ذكرت لفظ ملك ولم تذكر لفظ فرعون كما جاء في بيان قصة موسى عليه السلام ، وبما ان اخناتون كان فرعونا فهو بكل تأكيد ليس الشخص المقصود في الآية الكريمة ، وبالتالي فاخناتون لم يكن هو الحاكم لمصر خلال فترة تواجد سيدنا يوسف عليه السلام بمصر ، في الواقع لا توجد آثار فرعونية تذكر سيدنا يوسف عليه السلام لانه بعد انتهاء حكم الهكسوس في مصر قام الفراعنة بالتخلص من الآثار التي تشير الى فترة حكم الهكسوس وبكل تأكيد كان منها ما يذكر سيدنا يوسف عليه السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى