قصص اسلامية

قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اعظم البشر اجمعين

وُلد نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الاول من عام الفيل ، وقد سمي عام الفيل بهذا الاسم لانه في هذا العام حاول ابراهيم الحبشي هدم بيت الله الحرام الكعبة المشرفة ، فقام الله عز وجل بارسال طير ابابيل على جيش ابراهيم الحبشي فهلكوا جميعا ، وكان هذا هو سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم ، حفظ الله بيته اكراما ايضا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد وردت احداث هذه القصة في سورة الفيل.

قصة النبي محمد

قال تعالى في كتابه الكريم : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)) ، وُلد عليه الصلاة و السلام يتيم الاب في مكة المكرمة ، وقد وصل خبر ولادته الى جده عبد المطلب الذي كان يحبه كثيرا ، في هذا الوقت كان عبد المطلب يقوم باعادة حفر بئر زمزم بعد ردمه بواسطه المشركين ، فرح جده كثيرا عندما سمع خبر ولادته عليه الصلاة و السلام.

تم اصطحاب النبي محمد عليه الصلاة و السلام الى حليمة السعدية من اجل ارضاعه ، وقد تربى عليه الصلاة و السلام عند بني سعد ، وتولى عمه ابوطالب رعايته خاصة بعد وفاة امه عليه الصلاة و السلام و جده عبد المطلب ، فقد عليه الصلاة والسلام يرعى الاغنام في صغره ، وعندما اصبح محمد عليه السلام كبيرا تزوج من السيدة خديجة بنت خويلد ، وبعد ذلك اشترك عليه السلام في بناء الكعبة المشرفة وذلك للمرة الثانية بعد ان تصدعت ، اختارته قبيلة قريش من اجل وضع الحجر الاسود فقام عليه السلام بوضعه بحكمة في الكعبة الشريفة.

كان النبي محمد عليه الصلاة و السلام يتسم بالخلق الفضيل ، فهو لم يسجد طوال حياته لصنم ، كما كان لا يشرب الخمر عليه الصلاة و السلام ، ولا يمارس اي عمل من اعمال الجاهلية ، فقد حفظه الله عز وجل عندما استخرج من قلبة حظت الشيطان عندما كان صغيرا في بني سعد ، كما كان عليه الصلاة و السلام دائم الذهاب الى غار حراء من اجل التعبد لله وحده لاشريك له ، وبعد حوالي 6 اشهر من العبادة في الغار نزل الوحي على النبي الكريم ، حيث قيل له عليه الصلاة و السلام اقرأ ، فرد النبي : ما انا بقارئ.

والمقصود هنا في كلمة ما انا بقارئ بمعنى اني لا استطيع القراءة ، وقد تم توضيح هذا الموقف بالتفصيل في قول البخاري حيث قال : فجاءه الملك ـ جبريل ـ فقال: اقرأ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما أنا بقارئ ـ ما نافية واسمها أنا وخبرها بقارئ، أي ما أحسن أن أقرأ: قال فأخذني ـ جبريل ـ فغطني، أي ضمني وعصرني: حتى بلغ مني الجهد ـ بفتح الجيم والنصب، أي بلغ الغط مني الجهد وبضم الجيم والرفع أي بلغ الجهد مبلغه: ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ فأخدني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ـ وإنما فعل به ذلك ليفرغه عن النظر إلى أمر الدنيا ويقبل بكليته إلى ما يلقي إليه.

وفي هذا الموضع نزلت سورة العلق ، حيث قال تعالى : ( قۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ (2) ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ (3) ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ (4) عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ (5) ) ، بعد هذا الموقف الذي كان عصيبا على الرسول عليه الصلاة و السلام عاد سريعا الى بيته ، ودخل على خديجة وهو يرتجف و كان خائفا جدا مما حدث ، و عندما هدئ محمد عليه الصلاة والسلام اخبر السيدة خديجة بكل ما جرى ، وقال لها : لقد خشيت على نفسي.

ردت عليه السيدة عائشة و قالت : ابشر لم يخذيك الله ابدآ انك تصل الرحم وتصدق الحديث وتكرم الضيف وتحمل الكال وتكسب المعدوم وتعيق علي نواب الضهر ، حينها طلبت السيدة خديجة من رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام ان تصطحبه الى ابن عمها ورقة ابن نوفل ، فهو رجل قد تنصّر في الجاهلية ، كما انه كان يكتب الانجيل باللغة العبرانية ، اخبرت السيدة عائشة بما حدث لابن عمها وطلبت منه تفسير ما حدث لزوجها النبي محمد صلى الله عليه و سلم.

اصطحبت السيدة خديجة بنت خويلد زوجها النبي محمد عليه السلام الى ابن عمها ورقة بن نوفل ، عندما قصّت السيدة خديجة على ابن عمها ما حدث للنبي محمد كان رد ورقة بن نوفل ان ما حدث مطابق لما حدث لموسى عندما اتاه الوحي ، لم تكن هذه هي المرة الاولى التي ينزل فيها جبريل الى الرسول عليه السلام ، بل نزل اليه مرة اخرى ، وفي المرة الثانية شعر الرسول بالخوف فعاد الى خديجة مسرعا ، قال لها كلمة واحدة : زملوني زملوني ، وهذه الكلمة تعني غطوني غطوني.

وفي هذا الموقف نزلت سورة المزمل ، وفي السورة اوامر للرسول عليه الصلاة و السلام ، قال تعالى في كتابه الكريم : ( ٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ (1) قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا (2) نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا (3) أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡ‍ٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبۡحٗا طَوِيلٗا (7) وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا ) ، فنجد في هذه الآية مجموعة من الاوامر لرسولنا الكريم ، اولها قيام الليل ، بالاضافة الى ترتيل القرآن الكريم ، كذلك ذكر الله تعالى ، ولم تكن سورة المزمل هي السورة الوحيدة التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف ، بل نزلت ايضا سورة المدثر.

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) ) ، لم يكن الكفار على اقتناع تماما بدين الاسلام ، ومن هنا بدأت رحلة تعذيب المسلمين من قبل المشركين و الكفار في مكة المكرمة ، حتى جائت الهجرة ، هجرة المسلمين الى الحبشة ، والسبب في اختيار الحبشة من قبل الرسول عليه الصلاة و السلام هو لان حاكم الحبشة في ذلك الوقت كان اسمه ( النجاشي ) ، وهذا الحاكم يتسم بالعدل ، فهو لا يقبل الظلم ابدا.

وقد كانت هجرة الحبشة الاولى في العام الخامس من البعثة ، كان عدد المسلمين وقتها 10 رجال و 4 من النساء ، وكان رئيس بعثة المسلمين هو عثمان بن عفان ، ومن بين المسلمين الذين هاجروا زوجة عثمان بن عفان و السيدة رقية وابو سلمة و زوجته ، بالاضافة الى عبد الرحمن بن عوف وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين ، وبالطبع خرج كل هؤلاء من مكة المكرمة وهم متخفين حتى لا يقبض عليهم الكفار من اهل مكة ، اما الهجرة الثانية فلم تكن مثل الاولى ، فقد كانت تتسم بالمشقة و الصعوبة ، ولكنها في النهاية نجحت بفضل الله.

هنا شعرت قريش بان كرامتها قد سُلبت ، فقررت ارسال كلا من عمرو بن العاص و عبد الله ابن ربيعة من اجل اعادتهم ، ولكن الله كان غالب على امرهم جميعا ، فقد قام الكفار بارسال هدية الى ملك الحبشة من اجل اعادتهم ، ولكن جعفر بن ابي طالب قال لملك الحبشة : كنا اهل جاهلية نعبد الاصنام و نرتكب الذنوب بمختلف اشكالها و الفواحش ، حتى اتانا محمد صلى الله عليه و سلم ، وحكى له جعفر الكثير عن اخلاق الاسلام المتجسدة في النبي العظيم محمد عليه السلام ، استمر جعفر بن ابي طالب في التحدث حتى تمكن من اقناع النجاشي برأيه.

ختم جعفر بن ابي طالب كلامه قائلا : ( فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا الي بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا الا نظلم عندك أيها الملك ) ، هنا طلب النجاشي من جعفر ان يسمع منه شيء مما اتى به النبي محمد عليه السلام ، فقرأ له جعفر بن ابي طالب سورة مريم ، هنا بكى النجاشي بكاءا شديدا والتفت الى وفد قريش وقال : ( انطلق فوالله لا اسلمهم اليكم ابدا ).

بعد فشل بعثة قريش في استرداد المسلمين الذين هاجروا الى الحبشة تعرضوا ايضا لانتكاسة ثانية ، فقد اسلم كلا من عمر بن الخطاب و حمزة بن عبد المطلب ، وهنا قررت قريش بقيادة ابي لهب ان ينتقموا من النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، فقد اتفقوا جميعا واجبروا التجار على عدم التعامل سواء بالبيع او الشراء مع عشيرة محمد وهم بني هاشم وبني عبد المطلب ، ليس هذا فقط بل منعوا ان يتزوج احد منهم او ان يتزوجوا هم من احد ، حتى يعودا الى دين الآباء و الاجداد و عبادة الاصنام و الاوثان.

مرت عشيرة النبي محمد عليه الصلاة و السلام باوقات عصيبة جدا بسبب الجوع الذي تعرضوا له ، حتى الكفار من بني هاشم وبني عبد المطلب كانوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بسبب العصبية القبلية التي كانت في الجاهلية ، فمن الخزي ان يترك شخصا ما احد افراد قبيلته يواجه مثل هذا الموقف لوحده ، بدأ التجار يتسائلون ما هي الفائدة من عدم البيع لعشيرة محمد عليه السلام ؟ ، فقد وجدوا انهم يخسرون الاموال وتتعرض تجارتهم للخسارة ، ولكن ابا لهب وعدهم بالنقود و الاموال اذا التزموا بامره.

على الرغم من الكرب الذي كان فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم الا انه لم يكف عن الدعوة الى دين الله سبحانه وتعالى ، فقد سافر الى الطائف من اجل دعوة اهلها الى دين الله سبحانه وتعالى ولكنه لاقى ما لاقى من الاذى و الرمي بالحجارة من الصغار ، حتى اصيبت قدمه عليه السلام بجرح بالغ ، ايضا يوم العقبة عندما لم يأت احد له وظل وحيدا عليه السلام جالسا تحت شجرة ، هنا اتت سحابة عابرة خرج منها جبريل.

قال جبريل لمحمد عليه السلام : ان الله ارسل اليك ملك الجبال لتأمره بما ترغب ، قال ملك الجبال : لو شأت لاطبقت عليهم الجبلين فلم يبقى منهم احد ، وهنا كان الرسول عليه السلام رحيما بقومه حيث قال : اتركهم لعل الله يُخرج من اصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا ، هنا اراد الله ان يجبر كسر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعدما اصابه الالم و الذل من اهل الطائف فكانت رحلة الاسراء و المعراج تكريما للنبي الكريم ، حيث سافر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة الى القدس في زمن قصير جدا.

قال تعالى في كتابه الكريم : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) ، وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس الذي بناه النبي يعقوب عليه السلام ، وكان ذلك بعد بناء ابراهيم واسماعيل عليهما السلام للكعبة الشريفة باربعين عاما ، وقد صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالانبياء في المسجد الاقصى ، فعن أنس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلَّى ليلة الإسراء ببيت المقدس ركعتين، كما ثبت أنه صلى بالأنبياء إمامًا، أي بعد صلاة الركعتين.

ولكن حذيفة بن اليمان انكر ذلك محتجا بان النبي عليه السلام لو صلّى في بيت المقدس لكان واجبا على المسلمين جميعا الصلاة فيه ، كما هو الحال بالنسبة لبيت الله الحرام ، بعدها عُرج بالنبي عليه السلام الى السماء ، وقد سلم على الانبياء الذين قابلهم خلال رحلته ، كما سمع عليه السلام صوت الاقلام وهي تكتب في الصحف بما هو كائن للبشر ، وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى ، ورأى جبريل بهيئته الملكية وله 600 جناح ، بعدها فرض الله تعالى الصلوات وكانت في البداية 50 صلاة ثم خففها الله لخمس صلوات فقط في اليوم.

هبط الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من السماء الى بيت المقدس ، وكان البراق وهو الشيء الذي حمل الرسول محمد عليه السلام من مكة الى بيت المقدس بانتظاره على باب المقدس ، بعدها عاد محمد عليه الصلاة و السلام الى مكة المكرمة قبل انتهاء الليل ، وفي الصباح قصّ الرسول الكريم ما حدث معه بالتفصيل على قومه في مكة ، بعد ما سمع اهل مكة قصة الاسراء و المعراج من الرسول الكريم اصبحوا اشد ضراوة و كره لمحمد صلى الله عليه وسلم.

طلب اهل مكة من النبي محمد عليه الصلاة و السلام ان يقوم بوصف بيت المقدس ، هنا اظهر الله تعالى تفاصيل بيت المقدس للرسول وبدأ يصفه بكل دقة ، ولكن كان رد فعل قومه هو التكبر و الاستهزاء بما كان يقوله عليه الصلاة و السلام ، مع حلول موسم الحج والذي كان في العام الحادي عشر من النبوة بدأت بذور الدعوة تؤتي ثمارها ، حيث اسلم 6 اشخاص من قبيلة الخزرج ، اتجه الستة الى المدينة المنورة وبفضل الله زاد عدد من آمن برسالة محمد عليه الصلاة و السلام ليصبحوا 12 رجلا اسلموا بالله عز وجل.

قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بارسال مصعب بن عمير لاهل يثرب ، من اجل تعليم اهل يثرب دين الاسلام ، تمكن مصعب ابن عمير رضي الله عنه بفضل الله من جعل غالبية اهل يثرب يدخلون الاسلام ، فقد كانت يثرب مليئة بالمسلمين على عكس مكة المكرمة والتي كان فيها الرسول محمد عليه الصلاة و السلام يلاقي الصعاب و المشاق ، فقريش اشتد اذاها للنبي الكريم محمد عليه الصلاة و السلام ، وهنا اجتمع 70 رجلا و امرأتين من مسلمي يثرب وبايعوا النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، وكانت هذه هي بيعة العقبة الثانية.

كانت هذه هي بداية هجرة الرسول الكريم من مكة المكرمة الى المدينة المنورة ، شعرت قريش بان هناك شيئا سيئا سيصيبها ، فالاسلام اصبح له موقع وهو المدينة المنورة ( يثرب ) ، خرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعه صاحبه ابي بكر من مكة المكرمة ، حاولت قريش اللحاق به ، اخذت تبحث في جميع الاتجاهات الى المدينة علهم يعثروا على الرسول و صاحبه ، اختبأ الرسول الكريم مع صاحبه ابي بكر في غار ثور لمدة ثلاثة ليالي ، وصلت قريش الى غار ثور ، هنا شعر ابو بكر بالقلق وقال للرسول عليه السلام : لو ان احدهم نظر الى موضع قدميه لرآنا.

رد النبي محمد عليه الصلاة و السلام بقوله : ما بالك يا ابي بكر باثنين الله ثالثهما ، قال تعالى في كتابه الكريم 🙁 وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) ، كما قال ايضا في القرآن الكريم : ( “إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”) ، فعلى الرغم من محاولات قريش لمنع هجرة النبي الا انه بفضل الله خرج سالما الى المدينة المنورة.

بعد ذهاب قريش وتركهم للغار اكمل الرسول عليه الصلاة والسلام رحلته مع صاحبه ابي بكر الى المدينة المنورة ، بعدها وصل عليه السلام الى قباء وبنا بها مسجدا ، وظل الرسول عليه السلام في قباء لمدة 14 ليلة ، بعدها سار معه اخواله من جده عبد المطلب حيث كانوا يحمونه عليه السلام من اليهود في المدينة ، واخواله عليه السلام هم زعماء بني النجار في يثرب ، كان اول ما قام به الرسول عليه الصلاة و السلام هو بناء المسجد الاعظم والذي ستقام فيه جميع الشعائر الدينية الاسلامية.

بعدها عكف رسول الله عليه الصلاة و السلام على تنظيم الحياة في المدينة المنورة ، تجدر الاشارة الى ان المدينة المنورة في تلك الفترة لم يكن بها فقط مسلمين بل كان بها ايضا اليهود ، وبها ايضا المشركين من الاوس و الخزرج ، والذين كانوا على صلة بقريش في مكة المكرمة ، عندما علمت قريش في مكة بوصول النبي الكريم الى المدينة المنورة جن جنونهم ، وقرروا ان ينتقموا من هذه الاهانة التي اصابتهم من خلال اتباع طريق الحروب بين قريش واتباع الرسول عليه الصلاة و السلام في المدينة المنورة.

كعادتهم اتفق اليهود فيما بينهم على اظهار الود و المحبة للرسول عليه السلام ، واخفاء ما في باطن قلوبهم من كفر لدين الاسلام ، ولكن الرسول عاملهم بحكمة ، فمضى معهم العهود التي لو نكثوها لحاربهم الرسول عليه الصلاة والسلام ، وبالطبع سيكون سبب الحرب واضحا و حجة عليهم لا على الرسول الكريم ، كان اليهود يظنون ان الدين الاسلامي دين ظلال ، وان اليهود هم شعب الله المختار ، حيث كان المسلمين في البداية يصلون نحو قبلتهم ، وهي المسجد الاقصى ، وذات ليلة من الليالي ، وبالتحديد في منتصف شهر شعبان ، نزل جبريل من السماء الى الرسول صلى الله عليه وسلم.

جاء جبريل بالبشارة لرسول الله عليه الصلاة و السلام وهي التوجه بالقبلة نحو المسجد الحرام في مكة المكرمة ، كان ذلك بعد حوالي 16 شهرا من الهجرة ، شعر اليهود بالغضب الشديد ، وقد تم ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى : ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ، وفي العام الثاني من الهجرة نزل الاذن من الله تعالى للمسلمين بالقتال ، فقد حمل المسلمين السيوف وتواجهوا مع الكفار في المعارك و الحروب.

كان سبب هذه الحروب هي ما تقوم به قريش من عدوان تجاه المسلمين ، فقد كانت قريش هي البادئة بالعدوان ، وكان المسلمين في حاجة الى الرد على هذه الانتهاكات ، وكان الرسول عليه الصلاة و السلام كلما ارسل سرية للقتال ، كان يوصيهم قائلا : ( سيروا باسم الله وفي سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ) ، كما كان عليه الصلاة و السلام ينهى اتباعه عن قتل الاطفال و النساء و كبار السن ، كما كان عليه السلام يأمر امير سرية المسلمين بدعوة الكفار الى دين الاسلام اولا قبل القتال.

فان استجاب الكفار لم يقاتلهم ، اما اذا لم يستجيبوا فقد كان امير السرية يستعين بالله تعالى ويبدأ القتال في سبيل الله ، كما كان عليه السلام يقول : ( يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا ) ، في ذلك الوقت قرر ابو سفيان ان يقوم بجمع ما تركه اصحاب الرسول عليه الصلاة و السلام في مكة المكرمة ، وان يذهب بحاجاتهم ليبيعها في الشام ، واثناء عودة ابي سفيان من الشام اذن الرسول عليه الصلاة و السلام لاصحابه بالخروج له ، لعلهم يعودون باشيائهم ، كان ذلك في العام الثالث من الهجرة و في شهر رمضان الكريم.

اذن الرسول عليه السلام لاصحابه للقاء ابي سفيان اثناء عودته من الشام ، وقد امر الرسول عليه السلام كل من يتمكن من حمل السلاح ان يخرج مع المسلمين للقتال ، كانت هذه هي غزوة بدر الكبرى ، ارسل ابو سفيان الى قريش يطلب منهم ان تقوم بحماية القافلة الآتية من الشام ، استعدت قريش لهذه الغزوة وعقدوا العزم ان يحاربوا الرسول الكريم عليه السلام ، بدأوا في الاستهزاء به حتى اتفقوا على ان يجلسوا في سوق بدر ليشربوا الخمر ، وتعزف لهم النساء هناك ، واثناء تجهز قريش للغزوة وصل ابي سفيان وقافلته بامان ، وهنا انشق عن صفوف قريش بنو زهرة.

كان قائد بنو زهرة واسمه الاخنس يرى بان خروجهم للقتال كان فقط من اجل حماية القافلة ، وها هي القافلة قد وصلت بسلام ، فانصرف الاخنس ببنو زهرة تاركين قريش ، وصل خبر تجهز قريش للرسول عليه السلام في المدينة المنورة ، كان الرسول الكريم رؤوفا بحال قومه ، فطلب مشورتهم فيما يتعلق بهذا الامر ، وافق كلا من ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، وكان للمقداد بن الاسود رأي واضح حيث قال : ( والله لا نقول مثل قول قوم موسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ) ، كان هذا دليل على مدى الشجاعة التي كانت داخل نفوس المسلمين ، وانهم مستعدون للتضحية بروحهم فداءا لدين الله و الرسول محمد عليه الصلاة و السلام.

بعد عدة مداولات تعهد الصحابة و اتباع النبي محمد عليه السلام بالا يتركوه لوحده في مواجهة قريش ، سر النبي الكريم بذلك كثيرا وامر قومه ان يتجهزوا للقاء قريش ، في هذه الليلة اوحى الله لنبينا الكريم ان يرى اماكن موت الكفار في المعركة بعينيه ، كما انزل الله المطر في ليلة بدر ، فكان سلاما على المؤمنين ، وضررا بالغا على الكفار و المشركين ، فالمطر اعاق تقدم قريش نحو المدينة ، في صباح اليوم التالي بدأ الرسول الكريم يتجهز للمعركة ، حيث امر ان يتم سحب المياه من الآبار حتى لا تحصل قريش على الماء ، كما امر بتجهيز الصفوف بحيث يصبح العدو ملاقي لاشعة الشمس فيعجزون عن الرؤية بوضوح.

اخذ النبي الكريم يدعو الله تعالى قائلا : ( اللَّهمَّ أنجِز لي ما وعدتَني اللَّهمَّ إنَّكَ إن تُهلِك هذهِ العصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرضِ فما زالَ يَهتِفُ بربِّهِ مادًّا يدَيهِ مُستقبِلَ القِبلةِ حتَّى سقطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ فأتاهُ أبو بكرٍ فأخذَ رداءَهُ فألقاهُ علَى مَنكبَيهِ ثمَّ التزمَهُ مِن ورائِهِ وقالَ: يا نبيَّ اللهِ كفاكَ مناشدتَكَ ربَّكَ فإنَّهُ سَينجِزُ لَكَ ما وعدَكَ فأنزلَ اللَّهُ تبارَك وتعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أنِّي مُمِدُّكُمْ بِألْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} ) ، هنا امر الله الملائكة بان تهبط من السماء لمساعدة المسلمين في الغزوة ، كان المسلمين يرون الرؤوس وهي تتطاير في الهواء ، وكان هذا دليل على استجابة الله تعالى لنبيه الكريم الذي تضرع في الدعاء له.

اثناء احتدام القتال بين المسلمين و المشركين تفاجئ عبد الرحمن بن عوف باثنين من المسلمين يسألان عن ابي جهل ، فوجههما عبد الرحمن بن عوف له ، فقاما وانقضا عليه واسقطاه من جواده وقاما بقطع رأسه لكي يحضراها الى الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام ، انتهت المعركة بانتصار ساحق للمسلمين ، بعد الغزوة امر الرسول ان يتم جمع قتلى قريش وان يدفنهم في بدر ، كما امر ان يتم دفن موتى المسلمين كذلك في بدر ، وجلس النبي عليه الصلاة و السلام ببدر ثلاثة ايام ، وفي اليوم الثالث وقف الرسول عليه الصلاة و السلام على قبور قتلى قريش وقال : ( هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ).

كان المشهد في مكة المكرمة حزينا جدا ، فقريش تفاجئت من قوة جيش المسملين ، عندما اتى خبر هزيمة قريش وموت ابي جهل لابي لهب اصيب بمرض شديد حتى مات بسبب مرضه ، توعدت قريش المسلمين بان هناك حروب اخرى سوف تدور في المستقبل ، ففي السابق كان محمد عليه السلام يهدد تجارة قريش اما الآن فهو يهدد سيادة قريش على الحجاز بالكامل ، الامر الذي دفع قريش للبدء في تجهيز جيش آخر لخوض المزيد من الحروب مع المسلمين ، كما كان للمشركين الكثير من القتلى كان هناك ايضا الاسرى.

امر الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام ان يتم توزيع الاسرى بين المسلمين ، وان يعدل كل مسلم في تعامله مع الاسير وان يعاملونه معاملة حسنة ، وهذا دليل على ان الاسلام دين رحمة ، فالحرب في الاسلام لم تكن مجرد حرب دموية بل هي حرب فضيلة ، لما رأى الاسرى تعامل الرسول و الصحابة معهم هم كثيرا منهم بالدخول الى دين الاسلام ، فكيف لمن كان يقاتل المسلمين منذ ايام ويحاربهم ويقتل منهم ، ان يتلقى هذه المعاملة الحسنة في النهاية ، وكان هذا هو سبب اسلام الكثير من الاسرى المشركين.

بسبب ما قام به يهود بنو قينقاع ونقضهم للعهود التي ابرموها مع الرسول الكريم عليه السلام قرر الرسول ارسالهم الى خيبر جزاءا لما قاموا به ، فقد جاهروا بانهم ضد المسلمين وانهم سوف يحاربون ضدهم في الغزوات المقبلة ، فكان جزائهم ان جعلهم الرسول عليه السلام يغادرون المدينة المنورة ، بعد غزوة بدر شعرت قريش ان مكانتها قد اهتزت بين العرب بسبب الهزيمة النكراء التي تعرضوا لها ، حينها قرر سفيان بن حرب ان يعمل على تجهيز جيش كبير وان يذهب لمحاربة محمد عليه الصلاة و السلام في عقر داره انتقاما لما قام به و المسلمين في غزوة بدر.

خوفا من ان يفر الجنود امر سفيان ابن حرب ان يصطحب كل جندي معه زوجته حتى لا يتركها ويهرب فارا من ارض المعركة ، تمركز المشركين بالقرب من المدينة المنورة وتركوا في موقعهم النساء ، اما سفيان بن حرب فقد تمركز بجيشه بالقرب من جبل احد ، وصل الخبر الى الرسول عليه السلام في المدينة المنورة ، اجتمع الرسول مع قومه لكي يتناقشوا في الامر ، فاشار عليه اغلب الحاضرين بالخروج لقتال المشركين ، كان الكثير من الذين يرغبون في الخروج للقتال رجالا لم يشهدوا غزوة بدر ، بالفعل امر الرسول عليه السلام بتجهيز الجيش للخروج وقتال المشركين بالقرب من جبل احد.

قال تعالى في القرآن الكريم : ( فَمَا لَكُمْ فِى ٱلْمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيْنِ وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓاْ ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلًا ) ، وضع الرسول عليه السلام الخطة وكانت حول تمركز الرماة في المرتفعات حول موقع المعركة ، كان الرسول عليه السلام يدعو الرماة الى عدم ترك مواقعهم مهما حدث سواء في النصر او الهزيمة ، بدأت المعركة وكان النصر في البداية حليف للمسلمين ، فقد كان الرماة يقومون بالقاء الاسهم و الرماح على المشركين من الاعلى بينما الرسول و الصحابة يتقدمون على ارض الميدان ، بدأ جيش المشركين يتفكك و بدأوا في الهروب من ارض المعركة.

ما ان رأى الرماة منظر المشركين وهم يهربون من ارض المعركة حتى انطلقوا مسرعين لاخذ ما يمكن اخذه من الغنائم ، مخالفين بذلك اوامر الرسول عليه السلام ، اثناء هرب المشركين وكان معهم القائد خالد بن الوليد رأى الرماة وهم ينزلون من اعلى الجبل ، فنفذ خطة محكمة وهي الالتفاف من حول الجبل والعودة مرة اخرى الى ارض المعركة ، قام خالد بن الوليد و المشركين بقتل اغلب الرماة الذين تركوا مواقعهم وعادت المعركة لتشتعل من جديد ، ولكن كانت الغلبة في هذه المرة للمشركين ، بدأ المسلمون يفرون من ارض المعركة باتجاه المدينة المنورة بعد ان اشيع خبر موت الرسول عليه السلام.

لم يبقى مع الرسول سوى 12 من الصحابة ، حتى ان حمزة بن عبد المطلب على الرغم من انه كان يقاتل بضراوة الا ان عبد اسمه ( وحشي ) قد اصابه بسهم قتله على الفور ، اصيب الرسول عليه السلام اصابة بالغة في وجهه ، وبينما كان الرسول يقوم بمسح الدماء من وجهه الشريف كان يردد : كيف يفلح قوم شجّوا وجه نبيهم وهو يدعوهم الى الله ، فانزل الله تعالى قوله : ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) ، هُزم المسلمين في اُحد هزيمة نكراء ، وقد وصل عدد الشهداء في هذه المعركة الى 70 شهيدا منهم حمزة.

قال تعالى في كتابه الكريم : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، لم يكتف المشركون بقتل المسلمين بل قاموا بالتمثيل بهم ، بعدها قام المسلمون بدفن موتاهم ، على الرغم من مخالفة اوامر الرسول عليه السلام الا ان النبي الكريم قد عفى عنهم ، كما امرهم بعدم التمثيل في حالة الحرب ، لم تكن هزيمة المعركة هي حادثة الغدر الوحيدة التي تعرض لها النبي عليه السلام ، فكان هناك حادثة بئر معونة ، حيث قامت بعض قبائل العرب باظهار اسلامهم للرسول عليه الصلاة و السلام.

طلبت هذه القبائل من الرسول عليه الصلاة و السلام ان يرسل لهم مجموعة من الصحابة لكي يعلموهم الدين الاسلامي ، وافق الرسول عليه السلام وارسل لهم 70 من الرجال يطلقون عليهم لقب ( القرّاء ) ، انطلق الرجال في رحلتهم الى هذه القبائل ولكن في الحقيقة تم الغدر بهم ، فهذه القبائل لم تكن صادقة في اظهار الاسلام فتم قتل جميع القرّاء ، عندما علم الرسول بما حدث ظل عليه السلام يدعوا عليهم شهرا كاملا من شدة حزنه عليه السلام عليهم.

بخلاف ما اصاب المسلمين في غزوة احد فقد تعرض المسلمين ايضا لمصيبة اخرى وهي حادثة بئر معونة ، عندما اظهرت بعض القبائل اسلامها ولكنهم في الحقيقة كانوا يخفون الكثير من الكفر و الشرك بالله في قلوبهم ، فعندما وصلت بعثة الرسول عليه السلام اليهم قاموا بقتلهم جميعا ، لم تقف محاولات الكفار عند هذا الحد بل حاول يهود بني النظير قتل الرسول عليه الصلاة و السلام ، ولذلك كان لابد من اخراجهم من المدينة المنورة خوفا على حياة الرسول عليه السلام منهم ، بعد غزوة احد ظهرت الكثير من القبائل التي اظهرت العداء للمسلمين ، فقد كانت هذه القبائل تخشى من محاولة المسلمين الانتقام لهزيمتهم.

قامت قبيلة ( بنو المستلق ) بجمع الجنود و العتاد من اجل محارية محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت هذه القبيلة تخشى ان يقطع المسلمين الطريق التجاري الذين يستعملونه ، خرج الرسول عليه السلام على رأس جيش لقتال بنو المستلق ، كان بنو المستلق يعلمون مدى قوة جيش المسلمين ولذلك ارسلوا الى جميع القبائل المجاورة والذين لبوا النداء و على رأسهم بنو النظير بالاضافة الى بنو اسد والعديد من قبائل الجزيرة العربية ، عندما علم الرسول عليه السلام بامر هذه القبائل اجتمع مع اصحابه لمناقشة الخطوات التالية ، بالنظر الى موقع المدينة المنورة نجد انها محصنة من 3 جهات وهناك جهة واحدة فقط هي المكشوفة.

اشار سلمان الفارسي على الرسول عليه السلام بحفر خندق كبير في الجهة المكشوفة وبذلك تكون المدينة مؤمنة بالكامل ، كما تعاهد الرسول عليه السلام مجددا مع بنو قريضة من اجل حماية المدينة من الجهة الجنوبية ، وبذلك تم تأمين المدينة المنورة ضد الجيش الجرار القادم من جميع انحاء الجزيرة العربية ، ما خاف منه المسلمون قد حدث بالفعل ، فيهود بنو قريضة نقضوا عهدهم واصبح المسلمين الآن محاصرون من الامام و من الجنوب ، كان الرسول الكريم عليه السلام يدعو ربه بان ينصره على الاحزاب ، وذات ليلة اتت رياح شديدة بدأت تقتلع خيام الكفار من مكانها ، لم يصمد جيش الكفار كثيرا نتيجة هذه الرياح واخذ ابو سفيان ينادي في الاحزاب بالانصراف.

تحقق النصر من عند الله تعالى ، فقد كانت هذه الرياح الشديدة من جند الله ارسلها تعالى لكي ينفذ وعده للرسول عليه الصلاة و السلام بالانتصار ، بعد ان هربت قريش و القبائل العربية من امام المدينة جاء الدور من اجل تأديب يهود بنو قريضة ، حيث حاصرهم الرسول عليه السلام جزاءا لما قاموا به في غزوة الاحزاب ، واستمرت الحروب و المناوشات ما بين المسلمين و المشركين حتى الحديبية ، حينها قال الرسول عليه السلام : ( الآن نغزوهم ولا يخزوننا ) ، ذات ليلة رأى الرسول عليه السلام رؤية في منامه جعلته سعيدا جدا ، في صباح اليوم التالي جمع الرسول الكريم اصحابه وقص عليهم الرؤية ، حيث اخبرهم عليه السلام بانهم سوف يطوفون حول الكعبة في القريب باذن الله.

رأى الرسول عليه السلام في الرؤية نفسه ومعه اصحابه يطوفون في البيت الحرام ، وكان الرسول عليه السلام يملك مفاتيح البيت ، فرح الصحابة بما قاله لهم الرسول عليه السلام ، بدأ الجميع يستعد لهذه الرحلة التي لن تكون سهلة ابدا ، حاول محمد عليه السلام جمع القبائل المتناثرة حول المدينة ولكنهم كانوا يظنون بان قريش سوف تهزم محمد عليه السلام ن فلم ترد هذه القبائل خوض حرب خاسرة من وجهة نظرهم ، ولكن الله تعالى فضح امرهم وعدم يقينهم عندما قال في كتابه الكريم : ( سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا ).

قرر الرسول ان يذهب الى مكة معتمرا وليس غازيا ، امر الرسول عليه السلام اصحابه بعدم اخذ السلاح معهم ، فهم ذاهبون لاداء العمرة ، وصلت الاخبار الى ابو سفيان ولكنه كان يظن بان محمدا عليه السلام يخطط لامر ما ، انتشرت اشاعة اغضبت الرسول عليه السلام وهي مقتل عثمان بن عفان ، فكانت بيعة الرضوان ، قال تعالى في كتابه الكريم : ( قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) ، هنا شعرت قريش بغضب الرسول عليه السلام وبدأوا في ارسال الافواج الى الرسول الكريم من اجل محاولة عقد الصلح معه خوفا من ان يهجم على مكة فتكون بذلك نهاية قريش.

بعد محادثات ما بين اتباع قريش وبين الرسول عليه الصلاة و السلام تم عقد الصلح ، كان من شروط الصلح التوقف عن الحرب بين الطرفين لمدة 10 اعوام ، لم يعجب الصحابة هذا الاتفاق وبالذات عمر بن الخطاب ، ولكن الرسول عليه السلام اوصاه بان يتبعه ، فالله تعالى في النهاية سوف ينصر رسوله على الكفار و المشركين ، بعد العودة من هذه الرحلة قرر الرسول عليه السلام ان يتجه الى حصون يهود خيبر ، كانت حصون يهود خيبر قوية جدا ، اتجه الرسول عليه السلام بجيش المسلمين الى خيبر وحاصرها ، كانت اوامر الرسول عليه السلام واضحة جدا فاذا لم يرفع الاذان داخل هذه الحصون فسوف يهجم المسلمون.

قاد ابو بكر الصديق رضي الله عنه الهجمة الاولى ولكنه لم يتمكن من اختراق الحصن ، في اليوم التالي تولى عمر بن الخطاب الهجمة الثانية ولكنه ايضا لم يتمكن من اقتحام الحصن ، قرر الرسول عليه السلام ان يسند الهجمة الثالثة لرجل يحبه الله و رسوله ، فقد قال الرسول عليه السلام عن هذا الرجل ان الله لن يرده الا فاتحا ، ففي اليوم الثالث خرج من يهود خيبر مقاتل يسمى ( مرحب اليهودي ) ، كان مرحب اليهودي هو اجشع جنود يهود خيبر وكان ينتظر من المسلمين ان يخرج احد ما لقتاله ، كان الرجل الذي تحدث عنه الرسول عليه السلام هو علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، خرج علي لقتال مرحب اليهودي ، كانت المنافسة شرسة ولكن علي تمكن في النهاية من قتل مرحب.

بعدها اقتحم المسلمون حصون خيبر وتمكنوا من الفوز عليهم ، بعدها بدأ الرسول عليه السلام يبعث بالرسائل الى جميع الملوك في الارض ، حيث كان عليه السلام يدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له وترك الشرك بالله وعبادة الاصنام ، بسبب هذه الرسالة طلب ملك الروم قيصر من ابو سفيان بن حرب من قريش الحضور لسؤاله عن الرسول عليه السلام ، في الحقيقة اخبر ابو سفيان قيصر بكل شيئ يود معرفته ، فقد كان قيصر يود ان يعلم هل الرسول ذو نسب ؟ وهل اتباعه من الضعفاء ام الاشراف ؟ ، اجابه ابو سفيان بان الرسول عليه السلام ذو نسب اما اتباعه فهم من الضعفاء ، استفسر قيصر ايضا عن ارتداد اي من اتباع الرسول عن الاسلام ، اجاب ابو سفيان بانه لا يوجد احد ارتد من قبل عن دين محمد عليه السلام.

اما كسرى ملك الفرس فلقد قام بتمزيق رسالة النبي عليه السلام ، وبسبب ذلك دعا الرسول عليه السلام عليهم بالتمزق و الشتات ، في هذه الاثناء نقضت قريش اتفاقها مع الرسول عليه السلام ( صلح الحديبية ) ، حيث قامت بالهجوم على قبيلة ( خزاعة ) والتي كانت تابعة للرسول عليه السلام ، هنا رأى الصحابة واتباع الرسول عليه السلام ضرورة تحرير مكة من قبضة قريش لرد الدين لهم ، من بعيد رأى ابو سفيان جيش الرسول عليه السلام وهو يقترب من مكة فدب الخوف في قلبه ، دخل جيش المسلمين بكتائبه والويته امام اعين ابو سفيان ولم يكن في يده اي شيء يقوم به وقال : لا طاقة لنا اليوم بمحمد و اصحابه.

دخل الرسول عليه السلام مكة وهو منتصر بدون قطرة دم ، وكان هذا وعد الله تعالى له بانه سيعود في يوم ما الى مكة المكرمة وهو منتصر ، عفا الرسول عليه السلام عن اهل مكة ، قام عليه السلام عند دخوله مكة بتحطيم الاصنام وكان يقول عليه السلام : جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ، كان فتح مكة بمثابة انتصار عظيم للاسلام ، وكان المشهد عظيما وبلال يصعد لكي يؤذن فوق الكعبة ، انتشر الاذان في ربوع مكة المكرمة معلنا عودة الرسول عليه السلام الى موطنه و عشيرته من جديد فاتحا منتصرا داعيا الى دين الله وحده لا شريك له ، بالتأكيد لم يسر انصار الوثنية بهذا الامر فقرروا الاجتماع في مدينة الطائف.

كان الاجتماع برعاية ( مالك بن عوف النضري ) ، وهو سيد هوزان ، جيث قام بجمع جيش كبير واتجه صوب مكة المكرمة من اجل الهجوم على اصحاب محمد عليه الصلاة و السلام ، كانت هذه الغزوة بالقرب من حنين ، في هذه الغزوة شعر المسلمون بشيء من الغرور لانهم كانوا اكثر عددا ، وكاد مالك بن عوف ان ينتصر ولكن الله تعالى ارسل الملائكة لتنتهي بذلك هذه الغزوة بانتصار المسلمين ، كان الرسول عليه السلام في هذه الغزوة يحمل في يده بضعا من الحصى ، كان عليه السلام يرميها وهو يردد : انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ، في النهاية انتصر المسلمين على انصار مالك بن عوف النضري.

شارك الرسول عليه الصلاة و السلام في غزوة حنين وهو على بغلته ، كيث كان عليه السلام يقوم برمي الحصى على الكفار وهو يردد : انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ، انزل الله ملائكته لمساعدة المسلمين في المعركة لينتصر المسلمون في النهاية على جيش مالك النضري و تنتهي بذلك المعركة ، في تلك الاثناء كان الروم يخططون لغزو جزيرة العرب ومحاربة النبي عليه الصلاة و السلام ، كان الرسول عليه السلام مقبل على غزوة جديدة وهي غزوة تبوك ولكن هذه الغزوة لم تكن بالغزوة العادية ، بل كانت ظروف هذه الغزوة صعبة جدا ، فقد كانت المسيرة طويلة جدا لجيش المسلمين فضلا عن المعاناة من شح في المياه ، وبالتالي هنا سيظهر الفرق ما بين المسلم الحق وما بين المنافق.

كان الرسول عليه السلام يحث على الانفاق من اجل تجهيز جيش المسلمين ، هنا اتى ابو بكر الصديق رضي الله عنه بكل ما يملك ، اما عمر بن الخطاب فقد تبرع بنصف ما يملكه ، عثمان بن عفان تبرع هو ايضا بالف دينار وضعها عند رسول الله عليه الصلاة و السلام ، سعد الرسول عليه السلام بذلك كثيرا ، كان المنافقين يسخرون من المسلمين خاصة ان الرسول عليه الصلاة و السلام كان يحث الفقراء ايضا على التبرع ولو بشيء يسير ، قال تعالى في كتابه الكريم : ( قُلْ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ) ، في النهاية تمكن الرسول عليه السلام من تجهيز جيش المسلمين الذي كان تعداده ثلاثون الف مقاتل من المهاجرين و الصحابة و القبائل العربية الاخرى.

بعد مسيرة شاقة و متعبة وصل جيش المسلمون بقيادة الرسول عليه السلام الى ارض المعركة ، كان المسلمون يشكون من الحر الشديد و نقص المياه ، هنا دعا الرسول عليه السلام ربه فارسل سحابة امطرت مطرا غزيرا فارتوى المسلمون جميعا ، بعد وصول المسلمين الى تبوك وجد الرسول عليه السلام ان جيش الروم قد قرر الانسحاب ، كان قيصر الروم يشعر بالرعب الشديد من دخول حرب امام المسلمين فينهزم و يؤدي ذلك الى ضياع هيبة الروم بين الامم ، حينها قال الرسول عليه السلام : نُصرت بالرعب مسيرة شهر ، بعدها قرر الرسول عليه السلام ان يذهب لاداء فريضة الحج ، فقد حج الرسول عليه السلام حجة واحدة وهي حجة الوداع ، كان المشهد عظيما اثناء الحج ، حيث كانت القبائل العربية حول الرسول عليه السلام ، كانت هذه الحجة في العام العاشر من الهجرة.

في هذه الحجة اجتمع مع الرسول عليه السلام 130 الفا من المسلمون كانوا يمثلون المسلمين في شبه الجزيرة العربية بالكامل ، قام الرسول عليه السلام بتعليم المسلمين مناسك الحج بالتفصيل ، كما ان الرسول عليه السلام خطب في المسلمين عدة خطب ، وكان عليه السلام يدعوهم الى التمسك بالدين ، فقد اوضح لهم عليه السلام انه ترك لهم القرآن الكريم و السنة النبوية وهي الامور التي لو تمسك بها المسلمون فلن يضلوا ابدا بعد موت الرسول عليه السلام ، كانت هذه الحجة بمثابة وداع من الرسول عليه السلام لجموع المسلمين ولذلك اطلق على هذه الحجة حجة الوداع ، توفي الرسول عليه السلام ، وهنا انزل الله تعالى في كتابه الكريم العديد من الآيات القرآنية التي تناولت موت الرسول عليه السلام.

قال تعالى في كتابه الكريم : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) وايضا قوله تعالى : ( وَ مَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) ، كانت وفاة الرسول عليه السلام بعد حجة الوداع بواحد و ثمانين ليلة ، بدأ المرض يظهر على الرسول عليه السلام في صورة صداع حاد ، كان الصحابة يقومون بصب الماء على وجه الرسول عليه السلام ولكنه كان لا يقدر على النهوض من الفراش من شدة المرض ، حينها امر الرسول عليه السلام ابو بكر ان يصلي بالناس ، ولما اقترب موعد الوفاة طلب الرسول عليه السلام من اصحابه ان يذهبوا به الى المسجد ، هناك خطب الرسول عليه السلام واخبرهم بانه مخير ما بين الحياة الدنيا وما بين نعيم الآخرة فاختار الرسول عليه السلام نعيم الآخرة.

بكى ابو بكر الصديق رضي الله عنه وقال : نفديك بامهاتنا و آبائنا يا رسول الله ، هنا قال الرسول عليه الصلاة و السلام : لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا ، كانت وصية الرسول عليه السلام ان يكون ابو بكر الصديق هو الخليفة بعده ، في هذا اليوم صلى الرسول عليه السلام بالمسلمين وقد كانت هذه الصلاة هي آخر صلاة يصليها عليه السلام ، في يوم الاثنين يوم الثاني عشر من شهر ربيع الاول للعام الحادي عشر من الهجرة ، في هذا اليوم توفي الرسول عليه السلام ، كان هذا اليوم هو آخر يوم في الدنيا و اول يوم في الآخرة ، بعدها خاف ابو بكر الصديق ان يؤثر موت الرسول عليه السلام على المسلمين فخرج في المسلمين وقال كلمته الشهيرة : من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى